عاجل/ احالة هذه الشخصية على دائرة الاتهام في قضايا الفساد المالي..    جندوبة: توقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين جامعتي جندوبة والشاذلي بن جديد الجزائرية    وزارة التعليم العالي تحذر من التعامل مع مكاتب وساطة غير قانونية لمواصلة الدراسة بالخارج    الملعب التونسي: تربص مغلق منتظر .. وعدد من المباريات الودية في البرنامج    برشلونة يستعد لتسليم لامين يامال رقم 10 بعد رحيل فاتي    الترجي الرياضي: عرض بأكثر من 3 مليارات لنجم الفريق .. والإدارة ترفض    مرض نادر يُسبّب العمى ل6 أشقاء.. والأب يستغيث    يهم التونسيين: رقم أخضر مجاني للتبليغ عن هذه الاخلالات..    يحدث لتونسي: بحر، مظلّة، ومطعم... لكن ''البيتزا'' فطيرة، والتفرهيدة طارت!    لجنة التشريع العام تشرع الاربعاء القادم في النظر في مقترح قانون لتنقيح وإتمام المرسوم عدد 54(ياسر القوراري)    قبل ما تكري ''دار خلاعة'' في الصيف... اقرأ هذا وتجنّب التحيّل!    تمويل بنوك الدولة للمرفق العام لا يتجاوز 14 بالمائة من إجمالي قروضها (بيانات مالية)    بطولة ويمبلدون للتنس: انس جابر تواجه البلغارية فيكتوريا توموفا في الدور الاول    الانطلاق بداية من يوم 29 جوان الجاري في التسجيل في خدمة الإرساليات القصيرة لنتائج مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية    دورة المتفوقين في بكالوريا 2025: تخصيص 35 منحة بالجامعات الفرنسية والالمانية و120 منحة بالمعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية    عاجل/ توقيت العمل الصيفي بالإدارات العمومية    كيف ستكون درجات الحرارة نهاية الأسبوع ؟..    اليوم انطلاق الدورة 56 للمهرجان الساف بالهوارية    قبلي: انطلاق عملية تدلية عراجين تمور النخيل المنتج لدقلة النور    هام/ متى تتجنب الخروج صيفًا وكيف تحمي نفسك من لهيب الحر؟    باجة: بعث شركة اهلية مختصة فى المنتوجات الفلاحية البيولوجية بعمدون    اختتام ملتقى الناشرين المستقلين في العالم العربي والفضاء الفرنكوفوني    جريمة مروعة: مصرع شاب بطلق ناري اثر مشاجرة..وهذه التفاصيل..    اختصاص ''مرافق حياة'' : فرصة تكوينينة جديدة للتونسيين ...و هذه التفاصيل    معلومات صادمة لمحبي ''المروحة'' ...مخاطر صحية لازمك تعرفهم    عاجل : نادي أوغسبورغ الألماني يتعاقد مع المهاجم التونسي إلياس سعد    عاجل/ من بينها نوع مخيف: انتشار كبير للحريقة في الشواطئ التونسية وخبير يكشف الأسباب..    عاجل/ تنبيه لهؤلاء: أموال حساباتكم البنكية ستحول لخزينة الدولة..    زفاف بيزوس الفاخر يشعل البندقية: 200 مدعو و95 طائرة خاصة وسط صرخة ''مدينتنا مش للبيع''    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية عنيفة على خان يونس    عاجل/ هبوط اضطراري لطائرة بعد وفاة قائدها..    إحالة البشير العكرمي على الدائرة الجنائية بتهم التدليس واستعمال مدلس    يهم الناجحين في البكالوريا..#خبر_عاجل    عاجل/ ينتمي "لداعش": الكشف عن جنسية منفذ تفجير كنيسة في دمشق..    فرص توظيف في سلطنة عمان: لجنة انتداب المدرسين تواصل قبول الترشحات بمقر وكالة التعاون الفني إلى غاية 1 جويلية المقبل    تحب تعمل حفلة الباك ولا العرس؟ هاني باش نقولك كيفاش تتحصل على رخصتك !    عاجل: للناجحين في الباك 2025... لازمكم تعرفوا المعلومة هاذي قبل الترسيم!    سخنّت الكرهبة؟ هاو شنو تعمل قبل ما تعمل كارثة!    انخفاض أسعار اللحوم البيضاء..وهذه التفاصيل..    عاجل : تحذير من ''مسكن ألم'' شائع .. عواقبه خطيرة    طقس الجمعة: الحرارة تصل الى 43 درجة بهذه الجهات    بعد "إحاطة سرّية".. الديمقراطيون يتحركون لمنع ترامب من ضرب إيران مجدداً    ملايين الدولارات.. مكاسب مالية ضخمة للهلال بعد تأهله في مونديال الأندية 2025    كأس العالم للأندية: الهلال السعودي ينتصر على باتشوكا و يضرب موعدا مع مانشستر سيتي في ربع النهائي    ولاية باجة تتصدر الولايات الاكثر تجيمعا للحبوب    تونس تحصد 4 جوائز في اختتام الدورة 25 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون    اتفاق كبير يشمل غزة.. تفاصيل أحدث مكالمة بين ترامب ونتنياهو    خطبة الجمعة... الهجرة النبوية... دروس وعبر    اسألوني ..يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    ملف الأسبوع... كَرِهَ عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ، وَطَلَبَ الدِّينَ فِي الْآفَاقِ.. وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ... أوّل المؤمنين بعد خديجة    'النصر إلى الأبد'.. رونالدو يعلن الاستمرار في السعودية    خطر النوبات القلبية يتراجع.. وظهور أمراض جديدة    ما هي الأشهر الهجريَّة؟...وهذا ترتيبها    السبت والاحد القادمان... شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة دون سيارات    التحقيق في بلاغ مها الصغير ضد الفنان أحمد السقا بتهمة التعدي بالضرب والسب    مطرزا بالذهب والفضة والحرير.. السعودية تكسي الكعبة ثوبها السنوي    أخصائية نفسية: ''مانجحتش في الباك؟...أنا زاده عاودت العام وكانت من أجمل التجارب''    يوم دراسي حول حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في القطاع السينمائي والسمعي البصري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا يصعب الحديث عن الانتخابات الرئاسية المصرية؟
نشر في الصباح يوم 25 - 03 - 2018

كم هو صعب الحديث عن الانتخابات الرئاسية المصرية.. وقد وجب الاقرار بذلك في مشهد تتداخل فيه الاحداث وتتناقض الصور والتطلعات بين مبشر بديموقراطية جديدة في ظل السيسي وبين مبشر بعودة الديكتاتورية العسكرية في ثوب مدني.
عشية افتتاح مراكز الاقتراع يقطع الصمت الانتخابي صوت انفجار ارهابي يستهدف مدينة الاسكندرية ويذكر المصريين بأن الخطر الارهابي لا يزال ساكنا بينهم وأن المرحلة تقتضي الاحتكام للمرشح القوي وزير الدفاع السابق في حكومة محمد مرسي المشير عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح برئيسه وبسلطة "الاخوان" في مصر وتولى قيادة البلاد ثم دخل سباق الانتخابات الرئاسية في 2014 وفاز بولاية أولى وهو يستعد لخوض السباق للفوز بولاية ثانية وأخيرة شبه محسومة.
يصر السيسي على أنه سيحترم الدستور وأن ولايته الثانية ستكون الأخيرة، وهذه مسألة متروكة للمستقبل حتى تتضح النوايا.. السيسي وفي تصريحات للإعلاميين أشار الى أنه كان يتمنى وجود أكثر من مرشح لمنافسته واعتبر أن الخطأ ليس خطأه إذا لم يتوفر ذلك.. وربما لم يجانب الصواب بهذا التصريح فهو أكثر من يدرك ان الخطأ - كل الخطأ - مرتبط بتصلب وجمود العقليات التي ترفض تقبل التغيير وتتصدى له بكل الطرق المتاحة ما ظهر منها وما خفي.. والارجح أن موسم الانتخابات المصرية سيكون بلا مفاجآت وسيستفيق المصريون على خبر اعادة انتخاب السيسي وستكون نقطة الاختبار الوحيدة في هذا السباق مرتبطة بحجم مشاركة الناخبين حتى تكون العملية أقرب الى استفتاء شعبي للرئيس المتخلي.
حسابات المنطق
يشار إلى أن في تصريحات موسى مصطفى موسى منافس السيسي قبل دخول مصر مرحلة الصمت الانتخابي التي تسبق الانتخابات في دورتها الاولى بأنه يتطلع الى مشاركة نحو 30 مليون مصري في الانتخابات الرئاسية، وأنه في حالة حصوله على نسب قليلة من الاصوات (1 أو 2 في المائة) فسيكون قد انتهى سياسيا، ما يختزل المشهد برمته...
فالمرشح لماراطون للانتخابات المصرية أعرب عن توقعه أن يحصل على 25 في المائة من الاصوات وهي أمنية لا يمكن لمنافس السيسي ان يحصل عليها الا في المنام... موسى يعول على مقته ل"الإخوان" لقطف نسبة من اصوات المصريين وهو بالتأكيد يدرك جيدا أنه لا يمكنه الحصول على نصف هذه النسبة في الانتخابات الرئاسية المصرية على الاقل في دورتها الراهنة.. وربما حدث ذلك بعد عقود لو ترشح مجددا..
فمرشح حزب الغد يدرك جيدا حدود حظوظه الحقيقية في الانتخابات وهو الذي كشف أن اصدقاءه ومقربيه نشروا لافتات مؤيدة للرئيس المتخلي عبد الفتاح السيسي وليس لفائدته الامر الذي يمكن ان يختزل المشهد ويؤكد أن النتائج محسومة سلفا وان لا حاجة بالتالي الى دورة انتخابية ثانية في غياب منافسين قادرين على منافسة السيسي وزعزعة عرشه...
نقاط استفهام كثيرة
كل الاخبار الرسمية القادمة من مصر تؤكد استجابة المشهد الانتخابي لكل الشروط المطلوبة لتنظيم الانتخابات التي تستمر ثلاثة ايام والتي سبقتها دورة الناخبين المصريين في الخارج سواء تعلق الامر بالمراكز الانتخابية او الالتزام بشروط الحملة الانتخابية او مشاركة المراقبين المحليين والدوليين او استعمال الحبر الفوسفوري او غير ذلك..
وبلغة الارقام فإن المشهد بات جاهزا لاستقبال ستين مليون ناخب مصري في أكبر بلد عربي من حيث الكثافة السكانية حيث تعد مصر بلد المائة مليون نسمة. ولكن في المقابل يظل المشهد الانتخابي المصري محاطا بكثير من نقاط الاستفهام. ولعل ما سبق انتخابات 2018 من انسحابات واعتقالات ورفض لأغلب المترشحين السابقين وبينهم أحمد شفيق ورئيس الاركان سامي عنان والعقيد أحمد قنصوة ما يعزز القناعة بأن قبضة العسكر تبقى اليد العليا في مصر.
مصر المحروسة العزيزة على كل العرب لا تزال وبعد سبع سنوات على ثورة 25 يناير ساحة لكل التناقضات بين الفقراء والاغنياء وبين العلمانيين والاسلاميين وبين الانفتاح والتطرف وهي الى هذا الحد لا تخرج عن السائد والمألوف في العديد من الدول العربية التي لا تزال تبحث لها عن بوصلة للخروج من ازماتها الاقتصادية والامنية والسياسية والفكرية..
ولكن المزعج فعلا أن الساحة المصرية التي كانت ساحة المقارعة والمعارك الفكرية في زمن الدكتاتورية ومنبرا للتنافس الاعلامي ولكل الآراء سواء التي تستمد قوتها وسطوتها من النظام أو الاصوات المعارضة التي كانت تقود المشعل في الساحة المصرية قد انطفأت وغابت اليوم من المشهد الاعلامي المصري الذي كان وإلى وقت قريب، إلى جانب المشهد اللبناني، خيط الامل في الاعلام العربي المحاصر...
اختبار مصيري
حتى الآن يحظى السيسي بدعم واسع من الغرب كما يحظى بدعم السعودية وقد استطاع السيسي اعادة رتق العلاقات مع السودان.. ومع ذلك فإن الاهم مرتبط بالداخل المصري وبالبرامج والمشاريع التي سيقبل عليها السيسي للسنوات الخمس القادمة والتي تبقى مسألة الحريات من أوكد وأعقد الأولويات فيها...
الديموقراطية ليست ترفا ولكنها خيار وعقلية وقناعة.. والطريق أمام الديموقراطية في مصر لا يزال طويلا ومعقدا، والامر ينسحب على بقية دول الربيع العربي ولو بنسب مختلفة...
الاكيد أن السيسي أمام اختبار مصيري وأن عليه أن يسحب البساط أمام كل الشكوك التي رافقت حكمه حتى الان وأن يجعل من مصر بلدا آمنا وواحة للديموقراطية مفتوحة أمام ملايين الشبان المصريين سواء الذين اشتركوا في صنع ثورة 25 يناير أو اللذين ولدوا زمن الثورة والذين سيكونون حصنها مستقبلا.. ألم نقل ان الحديث عن الانتخابات المصرية مسألة صعبة ومعقدة؟..
آسيا العتروس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.