واكبت «الصباح» الاجتماع العمالي الذي اشرف عليه الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي صباح الأحد بمدينة بنزرت وحضره عدد هام من منخرطي المكاتب المحلية بالجهة يتقدمهم ممثلو قطاعات التعليم، المعادن، الاتصالات والخدمات.. الاجتماع الذي دام أكثر من ساعتين جدد فيه الطبوبي الالتزام بوثيقة قرطاج ودعا في المقابل الحكومة لتفعيل المجلس الوطني للحوار كما أكد استعداد الاتحاد للدفاع عن منظوريه في المؤسسات العمومية امام الهجمة التي يتعرضون إليها وبشر في النهاية بقرب نهاية أزمة التعليم الثانوي. معركة خيارات بعد الترحم على أرواح شهداء ولاية بنزرت في معركة التحرير وثورة الكرامة، دخل الطبوبي مباشرة في صلب الموضوع محذرا من محاولات التفويت في المؤسسات العمومية من قبل مافيا عملت لعقود على إضعافها تمهيدا للاستحواذ عليها بغطاء من الحكومة وبعض النواب. وجدد رفض الاتحاد محاولات الانفراد بالمؤسسات العمومية والتلاعب بمصير 220 ألف عامل وعائلاتهم مؤكدا انه يقف دائما ضد الفوضى والمحسوبية ويسعى لديمومة المؤسسات العمومية من خلال تطوير إنتاجها واعتماد الحوكمة والشفافية في إدارتها للحفاظ على توازناتها المالية ما يساهم في خلق فرض شغل وتثمين قيمة العمل واستغرب الهجمة على القطاع العمومي من بعض النواب الذين تميزوا سلبيا بغيابهم عن القيام بمهامهم التشريعية.. كلمة مافيا كررها الأمين العام مرة أخرى عند الحديث عن خيارات المنظمة التي تسعى للمساهمة في تأسيس دولة مدنية، ديمقراطية عادلة يتقاسم فيها الجميع الأعباء تجسيما لمبادئ الثورة مقابل محاولات مافيا للتحكم في البلاد وخدمة مصالحها فقط دون اكتراث بمصير الدولة ولا بأبنائها. متمسكون بوثيقة قرطاج أضاف الطبوبي أن المصالح الضيقة حطمت آمال الشباب التونسي الذي أصبح فريسة التطرف وقوارب الموت مثلما عطل سوء التصرف والبيروقراطية الاقتصاد وافرز تعرض مستثمرين للابتزاز.. وطالب الأمين العام أمام المئات من النقابيين المسؤولين الحاليين بإيجاد الحلول السريعة للازمات وتقديم الإضافة في مواقعهم لاستحقاق البقاء مذكرا بالتصنيفات السيئة للبلاد في عديد الميادين، التدحرج المتواصل للدينار، تدهور القدرة الشرائية للمواطن واستباحة البلاد شمالا جنوبا من السفراء الأجانب وهي معطيات تؤكد فشل الحكومة في أداء مهمتها داخليا وخارجيا و»ان أمورنا تدار من وراء البحار» رغم محاولات التسويق لنجاحات وهمية عبر اللعب بالأرقام المتعلقة بالتصدير ونوايا الاستثمار. كما بيّن الأمين العام ان الاتحاد لا يتملق السفارات الأجنبية بل يدافع بشراسة عن هيبة الدولة ومكانتها عبر الدعم المتواصل للاستقرار السياسي والاقتصادي مجددا في هذا الإطار تمسك المنظمة بوثيقة قرطاج والالتزام بمضمونها واحترامها العقد الاجتماعي مطالبا حكومة الشاهد من جهتها بإصدار الأوامر التي تنظم عمل المجلس الوطني للحوار الاجتماعي المعطل مند جويلية 2017 والذي يضم إلى جانب الحكومة الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. أي وجع ستزيدونه لهذا الشعب؟ وواصل الطبوبي الحديث عن الحكومة مطالبا أعضاءها بالتحلي بالمسؤولية والشفافية والاعتماد على الحكومة لوزاراتهم والتخلي عن التباكي.. مؤكدا انه يحبذ العمل مع حكومة قوية ذات مصداقية على حكومة ضعيفة تعودت على التسويف والمماطلة وهي غير قادرة على تطبيق اتفاقيات في آجالها كالمتعلقة بالمفروزين امنيا -31-12-2017 وملف عملة الحظائر 13-3-2018 ..بل تعتمد سياسة الهروب إلى الأمام واللجوء للحلول السهلة على حساب المواطنين والعمال كالتفويت في المؤسسات العمومية وإثقال كاهل الموظفين بالضرائب والأداءات في حين تتغاضى عن امتداد الاقتصاد الموازي وتنامي التهريب.. وأضاف الأمين العام للاتحاد «أي وجع ستزيدونه لهدا الشعب؟» فالأجور هي الأضعف عالميا والدعم لا يصل إلى مستحقيه الفعليين والعدالة الجبائية غائبة مثلها مثل التنمية والبنية الأساسية في عديد المناطق التي لم يتم تمييزها ايجابيا كسجنان التي تم التفاوض بشأن مطالب أبنائها مع الحكومة التي وعدت بتسوية كل الإشكاليات دون تنفيذ. المفاوضات الاجتماعية وبشأن أزمة التعليم الثانوي اعلم الطبوبي الحاضرين بان اليوم الثلاثاء سيكون موعد جلسة هامة قد تفضي لإنهاء التجاذبات في القطاع الذي تعرض حسب رأيه إلى شيطنة ممنهجة قائلا «لن ترهبنا ميلشياتكم ولا حملاتكم الإعلامية» وجدد دعم النقابيين للتعليم العمومي الذي يمكن من الاستثمار في العقول ومثل لعقود مصعدا اجتماعيا لأبناء الفئات الضعيفة.. كما تطرق الأمين العام الى وضعية معلمي الكبار والمعلمين النواب وعملة الحضائر معتبرا انها تستوجب التدخل السريع لتطويرها. ثم تناول أحوال الصناديق الاجتماعية مبرزا ان الاتحاد قد قدم مقترح سلة كاملة لإصلاح وضعيتها تنطلق من دفع الدولة لديونها البالغة 5000 مليار للصناديق وتطبيقها القانون فيما يخص التصريح بالأجور التي ستنطلق المفاوضات بشأنها نهاية الشهر الجاري بالنسبة للقطاع الخاص ثم الوظيفة العمومية والقطاع العام. دعوة للمشاركة في الانتخابات البلدية في نهاية التجمع العمالي عرج الطبوبي على مسالة الانتخابات البلدية داعيا النقابيين للمشاركة بكثافة في الاستحقاق القادم وطالب بعدم ربط التحركات العمالية المشروعة مع دعوات بعض الأحزاب لتأجيل الانتخابات معتبرا ان التحاليل القائلة بارتهان الاتحاد العام التونسي للشغل إلى توجه يساري تقدمي داعم للجبهة الشعبية تعتبر تحاليل تستنقص قيمة الاتحاد الذي هو اكبر من كل الأحزاب السياسية لكنه يتقاطع مع كل من يتقاطع معه لمصلحة الوطن مع محافظته المتواصلة والمبدئية على استقلالية قراره .