بدأت قوارير الجعة تلقى على حافتي بعض الطرقات المؤدية الى الشواطئ .. في منطقة تونس الكبرى ..وطريق تونس الحمامات .. وللأسف فان غالبية من يقومون بهذه «الممارسات الغريبة» شباب ..بعضم في سيارات «شعبية » ..أو في شاحنات ..والبعض الاخر في سيارات فخمة ..بل فخمة جدا .. تسير في هدوء على يمين الطريق السريعة ..فتفاجأ بعلبة جعة ( أو قارورة نبيذ) تطير امامك أو بجانبك ... وقد تصيب سيارتك .. أو تؤثر في توازنها لما تحاول الهرب .. «يجيئك البلاء ياغافل »..؟؟ عديد المصالح جندت منذ مدة جيشا من العمال والعاملات ..لغرض رئيسي تنظيف حافتي الطرقات .. وتجميع القواريروالعلب والفضلات وماشابهها .. وفي وقت قياسي اصبحت الاكياس المجمعة ضخمة ..وامتدت لتشمل كثيرا من جهات البلاد .. نفقات على حساب البلديات والدولة والمواطن ..سببها عقلية :« ابعد من قدامي والا»... غريب هذا السلوك عن تونس وعن غالبية التونسيين ماضيا وحاضرا ..لكنه استفحل في بعض الجهات ..وهو مرشح لان يزداد خطورة مع موسم الاجازات والشواطئ .. بل ان بعض محطات القطارات والمترو والحافلات ..وبعض عرباتها اصبحت بدورها عرضة لان تتحول الى «مزبلة » .. بسبب مثل هذه السلوكيات القائمة على التعدي على «الاخر» .. بعد تجاوز خطوط حمراء عديدة .. فاختلط الحابل بالنابل .. وتداخلت حقوق الكبير والصغير.. وحصلت لخبطة بين الواجبات والحقوق .. فعسى أن يخرج المواطن من سلبيته ..بدءا من مستعمل الطريق ..الذي يحق له بل من واجبه نصح المستهترين ..فان رفضوا عليه ابلاغ رجال الامن واعوان المرور.. ولم لا تركز اجهزة كاميرا بين حرس المرور والشرطة ..تصور مثل هذه التجاوزات ..ليواجه اصحابها بالحجة ..ثم تفرض عليهم خطايا مالية باهضة تمكن من شراء مزيد من اجهزة التصوير العصرية .. حتى تصبح طرقاتنا وشواطئنا ووسائل نقلنا ..اكثر امنا .. وحتى تبقى تونس جميلة ومغرية ...