حسب الاصداء الواردة والتي تؤكدها الجلسات النقابية المتتالية لتدارس وضعه فان المستشفى الجهوي بمنزل بورقيبة اصبح في وضعية موت سريري قد لا تنفع معها المسكنات ومحاولات الانعاش وتلوح في الافق حسب المتابعين نهاية حزينة لا نتمناها طبعا لصرح صحي عريق احتضن لعقود عشرات من امهر الاطباء الجامعيين والمختصين من تونس وخارجها اضافة الى المئات من الممرضين والاعوان شبه الطبيين والتقنيين ممن اثروا بخبرتهم التاريخ الصحي للمدينة والجهة ككل وقدموا خدماتهم ليلا نهارا للآلاف من المرضى اصيلي منزل بورقيبة والمناطق المجاورة.. ما سبق قد لا يوفي المؤسسة الصحية حقها لكنه شبه تأبين لصرح تضافرت الجهود سلبا مند سنة 2014 للحط من قيمته عبر مراحل انطلقت بإعادة تصنيفه من جامعي الى جهوي ثم تأكدت عبر تحويله بهدوء الى مؤسسة صحية خطأ ثان تؤمن عددا محدودا من الخدمات وتوجه اعدادا هائلة من قاصديها الى مستشفيات اكثر اهمية. تلويح بإضراب وضعية صعبة اججت الاحتقان في المؤسسة ودفعت النقابة الاساسية لأعوان الصحة بالمستشفى الجهوي بمنزل بورقيبة والنقابة الاساسية للأطباء والصيادلة واطباء الاسنان ببنزرت المنضوية تحت الاتحاد العام التونسي للشغل لتوجيه برقية مشتركة يوم 5 افريل الجاري الى كل من وزير الصحة، والي بنزرت المتفقد العام للشغل والمصالحة، المدير الجهوي للصحة ببنزرت، مدير المستشفى الجهوي بمنزل بورقيبة، معتمد منزل بورقيبة والمتفقد الجهوي للشغل والمصالحة ببنزرت يعلنون فيه اعتزامهم تنفيذ اضراب يوم الاثنين 23 افريل 2018 بداية من السابعة صباحا وذلك»نظرا لتردي الوضع الصحي وظروف العمل بالمستشفى الجهوي بمنزل بورقيبة، وامام عدم تدخل سلطة الاشراف لفض مشكل نقص الاطارات الطبية وشبه الطبية والعملة وامام غلق بعض الاقسام الطبية مما تسبب في تراجع الخدمات الصحية وتفشي ظاهرة التسلط على الاطباء والاعوان» وطالب النقابيون في نفس البرقية التي تحصلت «الصباح» على نسخة منها بمعالجة مسالة تردي البنية التحتية وتحسين ظروف الصحة والسلامة المهنية، توفير المعدات والتجهيزات الطبية سد النقص الفادح في العملة، الاطارات شبه الطبية والاطباء في اقسام التوليد، الجراحة، تصفية الدم، الطب العام والامراض الصدرية وانتداب اطباء اختصاص في الاشعة والتبنيج والعيون ومراجعة قرار اغلاق اقسام طب الاطفال، العيون والامراض الصدرية. ويلاحظ ان نص برقية الاضراب لا يتضمن مطالب قطاعية وامتيازات جديدة كما يذكر ان وزير الصحة كان قد اعلن في 13 مارس الماضي بمناسبة المجلس الجهوي للصحة ببنزرت عن قرب تدعيم المؤسسة الصحية الجهوية بثلاثة مختصين في طب القلب، التبنيج والاطفال وسعي الوزارة لتحويل المستشفى الجهوي الى قطب صحي يشع على 6 معتمديات مجاورة لكن يبدو ان هذه القرارات الهامة لم تلامس انتظارات الطاقم الطبي واعوان المستشفى الجهوي. في الاثناء يأمل الطرف الثالث المعني بالوضعية وهم متساكنو مدينة منزل بورقيبة وجوارها ان يتبنى نواب الجهة في مجلس الشعب مشاغلهم ومطالب منتسبي المستشفى الجهوي ثم ينقلونها الى وزارة الاشراف ويعملون على تقريب وجهات النظر بينها وبين منتسبيها ومن ثم جمع المتدخلين الواردة صفاتهم في برقية الاضراب في جلسة عمل تخصص لتدارس وضعية المستشفى الجهوي بمنزل بورقيبة وتسفر حتما عن قرارات هامة وتفاهمات تضمن ديمومة المؤسسة العريقة قبل فوات الاوان.