يبدو أن رئيس النادي البنزرتي عبد السلام السعيداني سيتوج في نهاية الموسم ببطولة التصريحات النارية والخروج عن النص.. حيث كان وفيّا لعادته هذه المرة من خلال تصريحات غير مسؤولة أساء فيها للنادي الافريقي قبل 4 أيام من مباراة الدور نصف النهائي للكأس التي ستجمعه بفريقه. كانت أغلب تدخلات وتصريحات السعيداني هذا الموسم فيها مس من سمعة الفرق الأربعة الكبار بما أنه اتهمها باستعمال علاقاتها والأحزاب ونفوذها لحل مشاكلها وهاجمها في عديد المناسبات. بداية هجوم عبد السلام السعيداني انطلقت في موفى 2017 عندما هاجم الترجي الرياضي بعد المباراة التي جمعت فريقه بالترجي الرياضي في ملعب رادس وهاجم هيئة فريق باب سويقة بعد أن رفضت تمكين جمهور فريق عاصمة الجلاء من منحهم تذاكر واعتبر أن الترجي كان متخوفا من فريقه وحتى «حيوط» رادس بدورها متخوفة ردا على تصريحات رئيس فرع كرة القدم بالترجي رياض بالنور متهما الحكم بمحاباة الترجي وغض النظر عن أخطاء ارتكبت في حق فريقه.. ثم عاد بعد فترة ليهاجم من جديد الأربعة الكبار في إحدى القنوات التلفزية ردّا على قرار النجم الساحلي بالتوجه إلى الفيفا ورفع قضية ضد طاقم تحكيم مباراته ضد الترجي بشبهة الرشوة والتلاعب بالنتيجة وأكد آنذاك أن الرباعي استفاد من التحكيم واتهمهم بالفساد وشكّك في تتويجاتهم.. ليطل من جديد عبر قناة التاسعة متهجما هذه المرة على النادي الإفريقي وأكد ان الحكم في المباراة التي جمعتهما في الموسم الفارط في إطار سباق الكأس هرسل فريقه وحرمه من حقوقه وأكد ان أطرافا سياسية أجبرت فريقه على خوض مباراته خارج ملعب بنزرت مشددا على أن نفس السيناريو سيتكرر في مباراة الكأس هذا الموسم معتبرا أن هناك عملية مقايضة بين النادي الإفريقي ووزارة الداخلية تقضي بتنازل النادي الإفريقي عن «حقه» في تتبع قضية المرحوم عمر العبيدي محب الفريق الذي مات غرقا في وداي مليان مقابل ترشحه للدور النهائي أو التتويج باللقب وأنه تم الضغط على وزارة الداخلية للقيام بتعزيزات كبيرة يوم المباراة.. مشددا على أن الفرق الأربعة الكبار في إشارة الى الترجي والنجم والافريقي والصفاقسي لديها نفوذ سياسي وأحزاب تدافع على مصالحها واستشهد هنا بالمباراة التي تمت إعادتها بين الترجي والنجم الخلادي في المواسم الفارطة وتم هضم حقوق فريقه مقابل تتويج فريق باب سويقة باللقب. وأكد السعيداني أنه لا يتحمل مسؤولية ما يحدث خلال المباراة معتبرا أن جمهور النادي البنزرتي الأخطر في تونس. الجامعة تتحرك بسرعة.. لكن ماذا عن النيابة العمومية؟ تحركت الجامعة التونسية لكرة القدم في الإبّان ووجهت الدعوة لرئيس النادي البنزرتي مباشرة على الهواء عبر القناة التي أدلى فيها بتصريحاته للحضور إلى مقر الجامعة للاستماع إليه واتخاذ القرار المناسب في شأنه.. علما وان السعيداني حضر أمس بمقر الجامعة وتم الاستماع اليه من طرف عضوي الجامعة أمين موقو وواصف جليل ..في انتظار تحرّك النيابة العمومية وفتح تحقيق في تصريحات رئيس النادي البنزرتي ومطالبته بتقديم الحجج والبراهين التي انبتت عليها تصريحاته.. خصوصا أن محتوى كلامه خطير جدّا وفيه إساءة ومس من سمعة الأربعة الكبار وخصوصا النادي الافريقي. علي علولو (الناطق الرسمي للنادي الافريقي): «الصباح» اتصلت بالناطق الرسمي للنادي الإفريقي علي علولو لمعرفة موقف النادي الإفريقي من الاتهامات التي توجه بها عبد السلام السعيداني ضد فريقه بخصوص عملية المقايضة من وزارة الداخلية والتي تقضي حسب تصريحاته بالتنازل عن قضية المرحوم عمر العبيدي محب الفريق مقابل المرور للدور النهائي أو التتويج بالكأس. وفي هذا السياق أكد علي علولو قائلا: «رئيس النادي البنزرتي تحدث عن الأربعة الكبار ودائما يتهمهم بأنهم المفضلين لدى الجامعة والسلط واعتبر أن ما صدر منه ليس سوى تهريجا للضغط على الجامعة والسلط لأن تصريحاته تفتقد إلى أدلة دامغة.. أولا عاد والى سنة 2012 وتحدث عن قضية الإفريقي والنادي البنزرتي والتي حسمتها آنذاك المحكمة الرياضية بعد التساوي في النقاط بين الافريقي والبنزرتي.. ولكنه رأى عكس ذلك وقال ان القرار صدر لصالح الافريقي بعد ضغوطات على الجامعة والحال أنها ليس طرفا في هذا الملف.. ثم اليوم يتحدث عن بيع وشراء ومقايضة بين الإفريقي والسلط الأمنية حتى يتمكن الإفريقي من الوصول إلى الدور النهائي أو التتويج باللقب.. وصراحة هذا غير معقول وغير مقبول وهناك خور كبير في تصريحاته بما ان فريق باب الجديد وبكل بساطة ليس طرفا في قضية المرحوم عمر العبيدي إنما هو سند قانوني بما انه محب الفريق وعائلته هي المسؤولة عن قضيته ومن العيب اليوم أن تتم المتاجرة بأرواح الموتى». وتابع الناطق الرسمي للإفريقي قائلا: «هذا المستوى لا يليق بالنادي البنزرتي الفريق الكبير والذي توج بالبطولة الوحيدة في تاريخه سنة 1984 لان النادي الإفريقي احترم الميثاق الرياضي عندما تعادل مع الملعب التونسي المنافس المباشر آنذاك للنادي البنزرتي بعد تساويهما في النقاط وكان النادي الافريقي هو الحكم ولم يتخاذل خدمة لمصلحة فريق باردو.. لذلك أقول له بأن النادي الافريقي أكبر منك وعريق وتاريخه يتحدث عنه وشاهد على انجازاته». واعتبر علولو أن تصريحات عبد السلام السعيداني تضمنت عبارات نارية توجه بها لجمهور النادي البنزرتي وذلك لإشعال فتيل المشاكل وتأجيج جمهور النادي البنزرتي يوم المباراة وأكد أن النيابة العمومية يجب ان تفتح تحقيقا في الغرض بما ان أشباه مسؤولين يترأسون الفرق وبصدد تأجيج الأمور وتغذية النعرات الجهوية واشعال الفتنة معتبرا أن السعيداني ليس الوحيد الذي خرج عن النص. وختم حديثه بالتأكيد قائلا: «ننتظر قرار الجامعة التي وجهت الدعوة للسعيداني والأكيد أنه ستتم معاقبته لأن تصريحاته تفتقد إلى أدلة وإثباتات وثقتنا كبيرة في الجامعة والحكم والسلط الأمنية للقيام بدورها على أفضل ما يكون يوم المباراة حتى تدور في أفضل الظروف والأكيد ان الترشح سيكون للأجدر علما أن كل الأطراف المتداخلة في اللقاء متأهبة كما يجب».