اختارت الأحزاب والقائمات المستقلة شعارات لحملاتها الانتخابية لم تخرج بها عن المعهود والمتداول فلم تُحدث بالتالي المفاجأة، فمنها من حافظ على شعاره «الرمز» على غرار حركة نداء تونس الذي أعاد استعمال عبارة «فبحيث» الذي يُميّز المصطلح المتداول من مؤسس الحزب »الباجي قائد السبسي خلال الحملة الانتخابية الرئاسية لسنة 2014. ومن الأحزاب أيضا من استعان بالأمثلة الشعبية لما تحظى به من مكانة في المخيل الجماعي مثل حراك تونس الإرادة وحزب البناء الوطني فاختار الأول شعار «صوتك ميزانك إذا صنته صانك» فيما اختار الثاني شعار «فك بلاصتك.. صوابع يدك موش كيف كيف». أمّا حركة النهضة فاختارت شعار «بلديتك مسؤوليتك» والجبهة الشعبية « اليد النظيفة تبني بلدية نظيفة" مثلما اختارت حركة مشروع تونس «صوتك يبدّل» أما التيار الديمقراطي فانتقى «بلديتي تيارية» لحملته الانتخابية، وحركة الشعب «الهلال» كشعار، أما حزب آفاق تونس «مع بعضنا كل شيء ممكن». في نفس السياق اختار الحزب الدستوري الحر شعار «حفظ الأمانة واستمرار الرسالة»، وبني وطني اختار شعار «انقدموا بتونس» أما حزب المبادرة فاختار "لنبادر حبا لتونس" والاتحاد الشعبي الجمهوري «الاتحاد الشعبي الجمهوري أفضل اختيار». وُصفت الحملات الانتخابية سواء للأحزاب أو للقائمات المستقلّة من طرف مراقبي المجتمع المدني بالعادية ولكن حوّلها رواد صفحات التواصل الاجتماعي خاصّة منها الفايسبوك إلى طريفة ومضحكة. تداولت هذه الصفحات فيديوهات وصور تضمنت مواقف ومداخلات لمترشحين للانتخابات البلدية لم تكن لهم القدرة حتى على «تكوين جملة مفيدة» فأبرزوا عدم درايتهم ما تعنيه هذه الانتخابات. مواقف طريفة صنعها رواد صفحات التواصل منطلقين من شعارات الانتخابات ترجموها إلى صور على غرار شعار «صوتك يبدّل» الذي حوّلوا من خلاله سبخة السيجومي إلى منتجع سياحي ومدن داخلية إلى مدن شبيهة بلاس فيغاس وباريس وروما وغيرها. مواقف وطرائف طبيعية ومنتظرة من قبل التونسيين لفقدانهم الثقة في السياسيين وفي وعودهم البعيدة أغلبها عن الواقع التونسي لما تفشى فيه من فوضى وهمجية ولامبالاة من المواطنين يُضاف إليها تراجع هيبة الدولة. بخصوص المخالفات المسجّلة في الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية أوضح عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أنيس الجربوعي ل»الصباح الأسبوعي» أنّ «العدد الجملي للنشاطات المصرح بها منذ بداية الحملة الانتخابية 4069 نشاطا، وقد تجاوز عدد المخالفات خلال هذه الحملة 400 مخالفة» وأضاف الجربوعي :»أغلب هذه المخالفات تتعلق خاصة بقيام قائمات انتخابية بنشاط دون اعلام الهيئة الفرعية، وكذلك بمخالفات بخصوص توزيع المحامل الدعائية وتعليق بعض البيانات دون تأشيرة الهيئات الفرعية، وكذلك تعليق معلقات في غير الأماكن المخصصة لها». وأضاف الجربوعي أن «الهيئة سجلت حالة لممارسة عنف لفظي أثناء الحملة الانتخابية، و حالتي مخالفة لاستعمال مؤسسة استشفائية كمقر للنشاط الدعائي للانتخابات». وأشار عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى أنه «تمّ التنبيه في مرحلة أولى على مرتكبي هذه المخالفات، وأن هناك من تجاوب معه إيجابا، مضيفا أن من لم يتجاوب مع توصيات الهيئات الفرعية تتم إحالة ملفاتهم على مجلس الهيئة المركزي لاتخاذ ما يراه مناسبا». من جهته قال منسق «شبكة مراقبون» رفيق الحلواني ل»الصباح الأسبوعي» إنّ «الشبكة سجّلت مخالفات تهمّ ظاهرة تمزيق المعلقات، كما ضُبطت حالة عنف بجهة سليمان إثر تعمّد مواطن حمل سكين وتهديد تظاهرة نظّمها حزب التيار الديمقراطي ومطالبته بإيقاف النشاط لانزعاجه من أصوات مضخمات الصوت». في ذات السياق أوضح الحلواني أنّ «عديد القائمات المستقلّة تقدّمت بشكايات بسبب تعرّضها للضغط من قبل الإدارة وخاصة المعتمدين وإيلاء الأولوية للأحزاب الكبرى وعدم مضايقتها خلافا لما يحدث للمستقلين».