إن المتتبع للأحداث الدائرة في منطقة الخليج العربي تسكنه عدة تساؤلات وحيرة لما يلاحظه من صمت عربي مطبق إزاء تصرفات الحوثيين غير العابئين بالنتائج المحتملة لعنجهيتهم واستهتارهم فلنتصور حجم الكارثة البيئية على المنطقة البحرية هناك لو تضررت الباخرة السعودية العملاقة والمحملة نفطا والمستهدفة مؤخرا من طرف هؤلاء غير المبالين بعواقب تصرفاتهم. إنهم يطلقون صواريخهم الباليستية المجنونة في هجمات عبثية يائسة. أهكذا يعامل الجار وصديق الأمس والذي تربطهم به عوامل مشتركة: لغة، دين، نسب..؟ لابد للعرب من استفاقة وموقف موحد لدعم الشقيق السعودي وتفعيل بنود اتفاقية الدفاع المشترك لتخفيف معاناة الشعب اليمني الذي جند أطفاله وشبابه ومساجينه قسريا ورمى بهم في جبهات القتال من طرف الحوثيين الذراع العسكري الإيراني المتوهم بالتمدد والسيطرة على مقدرات منطقة الخليج العربي وبث البلبلة وزرع عدم الاستقرار هناك. لا بد من محاصرة ومراقبة المنافذ البحرية لمنع دخول الأسلحة بأنواعها لان الخطر داهم وسيتجاوز اليمن إلى دول المنطقة إذا لم يوضع حد للمطامع الإيرانية. على الأنظمة العربية التحرك في جميع الاتجاهات للقطع أمام هذا العدو الذي سبق وأن تسلل إلى لبنان ومنها إلى سوريا ويطمع الآن إلى غيرها لهشاشة أنظمتها وتفككها وتعدد طوائفها. إن من مبادئ الشهامة العربية الدفاع عن مقوماتنا ومبادئنا وعدم الانجرار أمام المطامع، لذا كان لزاما على اليمنيين المحررين ضرورة التواصل وانتهاج سياسة حسن الجوار مع إخوانهم السعوديين الذين خصصوا لهم ميزانيات ضخمة للمساعدات الإنسانية لتخطي هذه المحنة التي سوف لن تطول اعتمادا على وجوب الاصطفاف العربي المساند للسياسة المتفتحة والمعتدلة التي ينتهجها القادة السعوديون الحائزون على تعاطف ودعم شبه عالميين نتيجة لما يتعرضون له من اعتداءات مجانية على حدودهم الآمنة وعلى المنطقة ككل خاصة بعد فضح تورط النظام الإيراني في محاولته للتسلل ثم بسط أيديولوجيته على الشعوب العربية الآمنة والمسالمة، ليعي الحكام الإيرانيون أن السعودية ليست لبنان ولا سوريا، إنها دولة تحظى باحترام الجميع بفضل سياستها المعتدلة والتفاف شعبها حول قيادته التي حققت له تطورا في جميع الميادين فشملت كل المرافق الحياتية وهي تعمل على توظيف قدراتها الاقتصادية الهائلة لصالح شعبها الآمن ودرء المخاطر عنه ببناء علاقات إستراتيجية جديدة مع عدة دول فاعلة على النطاقين الإقليمي والدولي.