وسط اجراءات امنية مشددة اختتمت مساء امس الزيارة الرسمية لمعبد الغريبة اليهودي بمنطقة الرياض بمعتمدية جربة حومة السوق من ولاية مدنين وعرفت زيارة هذا الموسم توافد عدد كبير من اليهود من الجزيرة والمناطق المجاورة ومن عديد البلدان حيث ادوا طقوسهم الدينية في افضل الظروف و عبر عدد منهم في تصريحات ل»الصباح» عن ارتياحهم للاجواء التي عاشوها مؤكدين ان تونس اعطت مرة اخرى المثال لكل العالم بانها بلد التعايش والتسامح بين كل الاديان على مر السنين. رسالة حب وسلام وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد قد تابع جزءا من الزيارة الرسمية في يومها الاول مساء اول امس الاربعاء، حيث أكد في تصريح اعلامي ان تونس من خلال هذا الموعد السنوي توجه رسالة قوية للعالم في تعايش الأديان مضيفا انها رسالة حب وسلام من جربة وتونس ارض التسامح والسلام، مشيرا إلى ان الزيارة السنوية لمعبد الغريبة تعتبر تجربة فريدة ووحيدة في العالم أين تلتقي كل الأديان ويحترم الاخر وهو منهج ستواصله تونس على حد تعبيره مؤكدا ان تونس بلد الثلاثة آلاف سنة منفتح على الاخر وبلد سياحي وآمن ومفتوحا على العالم وبذلت فيه الحكومة جهودا لعودة الأمن واستثمرت في الأمن وفي تكوين الامنيين ما أعطى نتائج جيدة واعاد الطمانينة لكل الوافدين عليها على مدار السنة. من جهته ثمن كبير أحبار تونس حايم بيتان هذا الاهتمام الرسمي بالغريبة الذي يجسد روح التسامح والتعايش والتآخي التي عرفت بها تونس مبرزا اهمية المناسبة في اللقاء من كل البلدان والاديان. واعتبر حسن الشلغومي رئيس جمعية الايمة بباريس ان زيارة الغريبة حققت وعلى غرار السنوات الفارطة اهدافها وان جربة وتونس اعطت درسا لكل بلدان العالم ان التعايش بين الاديان على هذه الارض الطيبة واقع ملموس وومكن بفضل ما يتميز به اهالي الجزيرة وسكانها من حب للاخر وتسامح. واكدت سلمى اللومي وزيرة السياحة والصناعات التقليدية الارتباط الوثيق بين نجاح الغريبة بنجاح الموسم السياحي مضيفة ان الزيارة السنوية لمعبد الغريبة مناسبة مهمة تؤشر للموسم السياحي وهي مناسبة متميزة لتكريس قيم التسامح والتعايش بين الأديان والعيش بسلام على ارض تونس المتسامحة والمنفتحة. الاعلان عن ميثاق تونس على صعيد آخر تختتم اليوم الجمعة بجزيرة جربة الندوة الدولية حول حوار الاديان والحضارات من اجل مجابهة التطرف والارهاب التي نظمتها وزارة الشؤون الدينية بالتعاون مع وزارة السياحة والصناعات التقليدية ووزارة الشؤون الثقافية بمناسبة الزيارة السنوية لمعبد الغريبة واكد احمد عظوم وزير الشؤون الدينية ان هذه الندوة هي تتويج ليوم دراسي بمقر متحف باردو بتاريخ 26اكتوبر 2017بعنوان سماحة الاديان دعم للتعايش ودحض للتطرف وندوة وطنية بالشراكة مع وزارة السياحة والصناعات التقليدية يومي 31جانفي و1فيفري بطبرقة وعنوانها التعايش بين الاديان في تونس دعما للسياحة ومقاومة للارهاب، كل هذا في اطار تنفيذ خطة الوزارة القائمة على تجديد الخطاب الديني بما يحقق المصالحة والوئام وينبذ الكراهية والصدام، ومن المنتظر ان يتم اليوم الجمعة الاعلان عن ميثاق تونس والذي سيتضمن مجموعة التوصيات والمقترحات الصادرة عن هذه الندوات والتي سجلت مشاركة العديد من الشخصيات والوجوه المهتمة بالتسامح والاديان ونبذ العنف والتطرف والارهاب. ولدى افتتاحه هذه الندوة عبر يوسف الشاهد رئيس الحكومة عن سعادته بوجوده في هذه الندوة وحضوره بجزيرة جربة المحتضنة لهذه الندوة والتي تحتضن ايضا الزيارة السنوية لمعبد الغريبة مؤكذا ان هذه المدينة جديرة بان تنظم فيها مثل هذه التظاهرات الهادفة على حد تعبيره ومضيفا انها ايضا ملتقى الحضارات والاديان والمذاهب ووجهة السياح القادمين من سائر بلدان العالم بفضل تاريخها المجيد وحاضرها التليد وطبيعتها الخلابة وروح التسامح التي تشع بين متساكنيها. واكد الشاهد ان محاربة الارهاب تحتاج اليوم إلى توحد كل النوايا الصادقة من مختلف الامم ومختلف الاديان والحضارات للحوار لتقريب وجهات النظر للبحث عما يجمعنا على حد قوله لان ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا والوقوف امام اصوات التطرف من هذا الطرف او ذاك التي تنظر للصراع والصدام بين الحضارات للصراع والصدام بين الاديان.