تتواصل بمختلف معتمديات ولاية سوسة وإلى غاية يوم الأحد المقبل 13 ماي فعاليات الدورة 18 لمهرجان الفداوي التي تشهد هذه السنة مشاركة باحثين ومبدعين في مجال فن الحكي من تونس والجزائر والمغرب ومصر وليبيا وإيطاليا ومن بعض البلدان الإفريقية. ويشارك في تقديم عروض الفداوي بدور الثقافة والمكتبات العمومية والفضاءات الخاصة والأثرية والتربوية وببعض المستشفيات والإصلاحيات والساحات العامة عدد من ألمع الممثلات التونسيات، حيث سجّل دخول العنصر النسائي عالم الفداوي على غرار وحيدة الدريدي ودليلة المفتاحي وفاتحة المهدوي وأم الزين بن عمر وهدى بن عمر ونجوى الفتايتي وسنية السعيدي ونعيمة محايلية، وذلك طبعا إلى جانب مشاركة بعض الفنانين الذين احترفوا فن الحكي مثل طارق الزرقاطي وبوراوي الوحيشي والصادق عمار ومراد كروت وإبراهيم زروق والشاذلي بسايحية وبلقاسم بالحاج علي وعلي ساسي ومحمد علي سعيد والعروسي الزبيدي وعماد الوسلاتي ومحمد الكرادي وإبراهيم بهلول. وقد تنوعت الأعمال المقدمة بين عروض الفداوي والبرّاح والعروض القياسية والفداوي الجوال وفداوي البطحة. تمحورت أشغال المعارض والورشات حول التراث الشفوي التونسي والتراث الإفريقي وتقنيات الحفر والحكي والترغيب في المطالعة وتمثلت الفقرات السينمائية في عروض حول الحكاية الإفريقية. ومن المنتظر أن تنعقد يوم الجمعة 11 ماي الجاري ندوة فكرية دولية حول موضوع «الحكايات الإفريقية وعادات شعوب القارة السمراء من الفداوي إلى القريو» ينسقها الدكتور عبد الرحمان أيوب بمساعدة الفنانين كمال العلاوي ولطفي بن صالح ويشارك في تأثيثها عدد من الجامعيين من تونس وخارجها. أما اليوم الختامي فإنه يحمل شعار «تكرونة قلعة الحكايات» باعتبار أنه سينعقد في القرية الأثرية البربرية تكرونة، حيث ستدور عروض فرجوية تنشيطية وأخرى للفداوي. علما أن هذه التظاهرة التي تنظمها المكتبة العمومية بسوسة بالتعاون مع جمعية أحباء المكتبة والكتاب وتحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية سوسة تهدف بحسب ما صرحت به الأستاذة حياة لزرق لجريدة «الصباح» إلى إحياء التراث التونسي والتعريف به وتنميته بما يجعله جزءا حيا من الهوية الثقافية التونسية وعامل تجديد في المشهد الإبداعي التونسي. أما الأستاذ الشاذلي العزابو المندوب الجهوي للثقافة بسوسة فقد أكد في كلمة بالمناسبة خلال اليوم الافتتاحي لهذه الدورة الدولية من مهرجان الفداوي على أن الثقافة جهد يومي دؤوب يستمد أهميته من انفتاح إدارة الإشراف على كل المبدعين والمثقفين بالجهة وخارجها وبتعدد مجالات إبداعهم وتخصصاتهم الثقافية، مبرزا في الأثناء سعي المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية سوسة إلى تكريس انفتاح الثقافة التونسية على محيطها وخاصة من خلال الخروج إلى الساحات العامة والشوارع، من أجل نشر الفن على أوسع نطاق وتثمين فاعلية التراث في حياة المجتمع التونسي والنهوض بوعي الأفراد وبدور الثقافة في التنمية وفي نشر التفاؤل والفرحة والقيم السامية بالأوساط الشعبية وأيضا في مكافحة التطرف الفكري بمختلف مظاهره.