تحتفل تونس يوم 1 جوان 2018 بدعم من وزارة الشؤون الثقافية بخمسينية العلامة حسن حسني عبد الوهاب الموسوعي وحافظ تاريخنا الثقافي والتنويري التونسي والباحث في الموسيقى، وذلك بداية بمدينة الثقافة انطلاقا من الساعة العاشرة ليلا باعتبار تزامن الاحتفالية مع شهر رمضان المعظم. وسيفتتح هذه الاحتفالية وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين وينسق محتواها وبين فقراتها الكاتب والإعلامي محمد المي الذي تحدث ل»الصباح» عن هذه الاحتفالية قائلا: «أولا أريد أن أتوجه بالشكر إلى السيد وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين الذي أعطاني الفرصة مرة أخرى لأشرف على تظاهرة وطنية كبرى تتمثل في إحياء ذكرى العلامة حسن حسني عبد الوهاب وهو من هو في تاريخنا الثقافي والتنويري التونسي». وقد ذكّر المي بأنه سبق له أن نال مثل هذه الثقة إذ اشرف على إعداد وانجاز مائوية ميلاد البشير خريف 1917 / 2017 والتي توزعت أعمال ندواتها على مدينتي نقطة /توزر والعاصمة تونس ثم صدرت مجمل تلك الأعمال في عدد خاص من مجلة الحياة الثقافية يعتبر وثيقة مرجعية فضلا عن المعرض الوثائقي الذي اهدي إلى روضة مصطفى خريف حتى يعزز الرصيد الوثائقي للجهة حول اعلامها ومناراتها. «منتدى الفكر التنويري التونسي» لرد الاعتبار لعلماء تونس وعن الإطار الذي تتنزل فيه هذه التظاهرة أفادنا منسقها العام محمد المي بأنه: «..إيمانا من السيد الوزير بمثل هذه التظاهرات التي تعيد الاعتبار لمنارات تونس ورجالاتها فقد بعث في مدينة الثقافة وحدة أطلق عليها اسم «منتدى الفكر التنويري التونسي» وشرفني بتكليفي بإدارة هذه الوحدة التي تعنى بالندوات والملتقيات حول رواد الفكر التنويري التونسي ممن أضافوا للبلاد وتميزوا وهو واجبنا نحن الخلف للتذكير بدور أسلافنا والتعريف بجهودهم وبحجم عطائهم. ومن هذا المنطلق تأتي أهمية الاحتفال بالعلامة حسن حسني عبد الوهاب المولود يوم 21 جوان 1884 والمتوفى يوم 9 نوفمبر 1968.» ولا يخفى عن احد أهمية ما أورثنا إياه حسن حسني عبد الوهاب من عشرات المصنفات باللغتين العربية والفرنسية وهو المجمعي الذي تقلد عضوية مجامع اللغة العربية بالقاهرة ودمشق والعراق وحتى المجمع الفرنسي للنقائش والفنون الجميلة والمعهد التاريخي الإسباني وهو مؤسس للعديد من المتاحف ببلادنا وهو الذي أنيطت بعهدته إدارة الآثار إلى حدود 1962 وأهدى 1000 مخطوط للمكتبة الوطنية اعد حولها الأستاذ عبد الحفيظ منصور فهرسا مرجعا. حسن حسني عبد الوهاب حسب ما أفادنا به محمد المي دائما: «تقلد مناصب إدارية وسياسية قبل الاستقلال وبعده واعد حوله الدكتور جلول ريدان أطروحة دكتوراه دولة أتت على كل كبيرة وصغيرة في حياة هذا العالم وقد طبعت ونشرتها دار نيرفانا. ثم لا يجب ان ننسى أن حسن حسني عبد الوهاب هو الذي ترأس الوفد التونسي لمؤتمر الموسيقى بالقاهرة وهو أول تونسي يصبح مجمعيا كل هذا وغيره لا بد من التذكير به والتعريف بمسيرة هذا الرجل الموسوعي حتى تعرف الأجيال اللاحقة ما قدمت الأجيال السابقة.» واصل المي: «..وقد أعددنا برنامجا لافتتاح الاحتفالية التي ستتواصل في مناسبات أخرى وندوات أخرى سيقع فيها اشراك أهل الاختصاص من مؤرخين ومختصين في الآثار والتحقيق أما الندوة الأولى فستكون عامة تعطي نظرة بانورامية حول هذا الموسوعة التونسية.» مداخلات تقديمية تعريفية والبقية تأتي وفي برنامج افتتاح الخمسينية وبعد كلمات الترحيب والافتتاح للدكتور محمد ين العابدين وللمنسق العام للتظاهرة محمد المي جلسة فكرية سيترأسها الأستاذ عبد الحميد لرقش ومداخلة أولى للأستاذ الهادي التيمومي بعنوان «وفق أي منهج كتب حسن حسني عبد الوهاب التاريخ؟» وثانية للأستاذ جلول ريدان بعنوان «حسن حسني عبد الوهاب القايد» وثالثة للأستاذ محمد المختار العبيدي بعنوان «مساهمة ح. ح.عبد الوهاب في التعريف بالأدباء التونسيين» ومداخلة رابعة للأستاذ سمير بشة بعنوان «مساهمات ح.ح.عبد الوهاب في البحث الموسيقي» وتشفع هذه المداخلات بحصة نقاش وتنتهي بحفل شاي على شرف الحاضرين. وسيتضمن برنامج اليوم الثاني 2 جوان 2018 لاحتفالية حسن حسني عبد الوهاب زيارة المعرض الوثائقي الذي نظم بالمناسبة وجلسة فكرية يترأسها محمد آيت ميهوب فيها مداخلات لكل من الأستاذ نور الدين الدقي بعنوان «ح. ح . عبد الوهاب مؤرخا» والأستاذ محمد المهدي المقدود بعنوان « ح . ح . عبد الوهاب مجمعيا» والأستاذ جلول عزونة بعنوان «مخطوطات ح. ح . عبد الوهاب» و الأستاذ معز الوهايبي بعنوان «ح. ح . عبد الوهاب تونسة للتاريخ وتدبير الشخصية الوطنية». كما تشفع هذه المداخلات بحصة نقاش وحفل شاي على أمل ان تتواصل الاحتفالية وتنتقل من النظرة التقديمية العامة إلى تدخلات ومحاضرات ذوي الاختصاص والمؤرخين وخاصة المختصين في الآثار والتحقيق.