يطل الممثل زياد التواتي على الجمهور التونسي من خلال دوره في مسلسل «شورب» الذي تبثه قناة التاسعة منذ بداية شهر رمضان والذي يتناول شخصية أحد فتوات العاصمة المشاهير علي شورب (توفي بداية السبعينات في سن لم تتجاوز 45 سنة). والمسلسل من اخراج ربيع التكالي ومن بطولة لطفي العبدلي ودليلة مفتاحي وفريال يوسف. ويتقمص زياد التواتي شخصية «خليفة» الصديق الوفي لعلي شورب وشريكه في أعمال الصعلكة وابن بيئته الذي يكاد يلازمه مثل ظله في انتظار ما ستكشفه بقية حلقات المسلسل من تطورات في الأحداث ومن مفاجآت. وأول ما يلفت الانتباه لدى هذا الممثل هو تمكنه من آداء الشخصية بطريقة جد حرفية حتى أنك تكاد تنسى أنه يجسد دورا تمثيليا ولعل الأهم من ذلك أنه يتقمص الشخصية بدون مركبات. ولنا أن نشير إلى أن زياد التواتي المهاجر في بريطانيا هو ممثل محترف وتمكن من شق طريقه بثبات بفضل موهبته ومقدرته وتعامله بذكاء مع الشخصية. فهو يغوص في الشخصية ويعيشها بكامل تفاصيلها مهما كانت صفتها وهو يتميز كذلك بالجرأة في تقمص الشخصيات التي قد تعطي انطباعا سيئا لدى المتفرج الذي أحيانا لا يفصل بين التمثيل والحقيقة. فهو مثلا تقمص شخصية وحشي قاتل حمزة عم الرسول في مسلسل «عمر» (عمر ابن الخطاب) للمخرج الكبير حاتم علي، بل نجح في لفت الإنتباه له على المستوى العربي خاصة بفضل تقمصه الجيد لهذه الشخصية وقدم الدور بإقناع، ذلك أن زياد التواتي أضفى عليها بعدا انسانيا وخفف من حدة سواد الشخصية التي ظهرت بها في فيلم الرسالة. فوحشي في مسلسل عمر كان مسكونا بهاجس الانتماء إلى طبقة الاشراف في مكة وكان واعيا بأنه انسان مسحوق ولم يكن أمامه من حل سوى تنفيذ مخطط قتل حمزة عم الرسول في غزوة أحد قبل أن تنكشف أمامه الحقيقة ويكذب الواقع أحلامه... وقد تمكن زياد التواتي من شد الإنتباه رغم أن شخصية وحشي في مسلسل عمر على أهميتها لم تكن من الشخصيات الأولى في المسلسل وهو ما يضاعف من حجم مسؤولية الممثل الذي يكون حينها أمام تحديا مضاعفا يتمثل في إتقان دوره من جهة ولفت الأنظار إليه رغم أنه من الأدوار الثانوية. ولعل من عناصر القوة في مسلسل «شورب» أنه ضم ممثلين من ذوي الكفاءة العالية انطلاقا من لطفي العبدلي رغم تحفظات البعض على نوعييية آدائه لشخصية شورب، مرورا بدليلة المفتاحي التي تتقمص دور والدة علي شورب ووصولا إلى زياد التواتي دون أن ننسى العارضة ليليا بن خليفة ونجلاء التونسية التي كان أداؤها لشخصية احدى الراقصات المنافسات للراقصة جنات ( اليهودية صديقة شورب) آداء مقنعا ونالت عليه الثناء من أغلب المتابعين للبرمجة التلفزيونية الرمضانية لهذا العام. ولا بد من الإشارة إلى نجاح زياد التواتي مثلما يحدث عادة مع المتفوّقين في مجالهم لم يأت من الصدفة. فهو نموذج للممثل المجتهد والصادق والجريء وهو بالخصوص يتعامل مع الدراما بحرفية عالية ودون مركبات وتلك من شيم كبار النجوم.