أعلنت دائرة الثقافة والسياحة بأبو ظبي أنها ستشرع في عرض لوحة «سالفاتور مندي، منقذ العالم» بمتحف اللوفر ب»أبو ظبي» بداية من سبتمبر القادم. وعبرت الدائرة ممثلة في رئيسها محمد خليفة المبارك عن فخر دولة الإمارات بهذه اللوحة التي «تنقل رسائل التسامح والسلام وقبول الآخر إلى سائر العالم» وفق نفس المتحدث. جدير بالذكر أن لوحة «سلفاتور موندي، مُنقذ العالم» للرسام الشهير ليوناردو دافنشي (صاحب الموناليزا) الذي يرجح أنه رسمها في مطلع القرن السادس عشر تصوّر المسيح بلباس عصر النهضة وهو يمنح بركته للعالم. وإذ يعتبر عرض اللوحة حدثا في حد ذاته لقيمتها التاريخية، إذ يرجح أنها رسمت للملك لويس السادس عشر وأنها كانت ضمن المجموعة الفنية الخاصة بملك انقلترا «شارلز الأول»، فإن الحدث يصبح مضاعفا عندما نعلم أنه سبق اقتناء اللوحة جدل كبير يعود أساسا إلى المبلغ الذي أنفقته دائرة السياحة والثقافة بأبو ظبي من أجلها وهو رقم خيالي وقياسي، إذ بلغ ثمنها 450 مليون دولار (حوالي مرتين ونصف بالدينار التونسي) ليجعل منها أغلى لوحة في العالم بعد أن عرضت في مزاد علني بنيويورك. وكانت الصحافة الدولية قد اهتمت بالحدث بسبب سعر اللوحة موضوع الجدل وحامت الشائعات حول صاحب اللوحة وتمت المراهنة على أن إحدى الشخصيات السعودية الثرية هي التي اقتنت اللوحة قبل أن يتأكد رسميا أنها أرست عند الإماراتيين. وقد أثار الموضوع الانتباه لأسباب موضوعية، ذلك أنه لم يعرف عن العرب شغفهم الكبير باللوحات الفنية وبالفن التشكيلي عموما. فلا هناك سوق لهذا الفن ولا مهرجانات كبرى ولا أروقة فنية تكاد تذكر. ويكفي أن نلاحظ المعاناة اليومية لأغلب الفنانين التشكيليين العرب وأن فرصتهم الوحيدة للانتشار هي في الخارج وتحديدا في الغرب حتى ندرك ذلك... مع العلم أن لوحة منقذ العالم كانت قد عرضت في متحف لندن في أواخر 2011 قبل أن تتحول ملكيتها لدائرة الثقافة والسياحة بأبو ظبي التي اقنتها في مزاد علني كان قد انتظم بنيويورك في أواخر 2017. أما اللوفر بأبو ظبي فقد تم افتتاحه في نوفمبر من العام الماضي.