احتضن المسرح الروماني بالجم في سهرة السبت 30 جوان العرض الأول لأوبيرا عايدة للموسيقار الإيطالي دجوسيبي فاردي. والعرض هو مشترك تونسي إيطالي من تنفيذ مجموعة «لوليو الترابنية للموسيقى» وهي مجموعة أوبيرالية ومسرح أوبرا تونس، ويشارك في هذا العرض حوالي 150 عنصراً بين مغني أوبيرا وعازفين وكورال يمثلون المجموعة الموسيقية الإيطالية وكذلك الأوركستر السمفوني التونسي وباليه تونس. وتولى قيادة العرض الذي انطلق على الساعة التاسعة والنصف ليلا المايسترو أندريا سيريتا وذلك أمام جماهير غص بهم المسرح وتفاعلوا بإيجابية كبيرة مع كل فقرات العرض . وأوبيرا عايدة هي قصة ملك في أوج مجده علم أن عرشه في خطر. وبأزياء تعود إلى ذلك التاريخ القديم، معاطف ضخمة وأسلحة قوية، ملك وأمراء وكواليس قصور وجند، وديكور رائع، تم إطلاق العنان لسمفونية فيها من البراعة ما تطرب الاذان وتدغدغ المشاعر. جاء الصوت من أرجاء مسرح الجم الأثري الذي يعتبر هو في حد ذاته تحفة فنية جامعا بين الرقة والقوة، الغضب والسعادة مما أسعد الجمهور الكبير الذي قدم من الجهة ومن العاصمة ومن عدة مدن بالجمهورية متشوقا للفن الراقي وللموسيقى التي تنفذ إلى الأعماق صافية فيكون لها فعل الشفاء على النفوس. وقد نقل أبطال العرض من عازفين ومطربين وراقصين الجماهير في رحلة رمزية من الجم إلى ممفيس وطيبة في مصر أيام الفراعنة ليرووا قصة الحب بين عايدة، الأميرة الأثيوبية وراداميس، ضابط مصري في زمن الحرب بين الشعبين بطريقة مقنعة ومفعمة بروح الفن مما أضفى على السهرة سحرا خاصا وجعل مسرح الفن يعيش ليلة أخرى من ليالي الفن الخالدة وهو الذي عودنا من خلال مهرجان الجم للموسيقى السمفونية على العروض عالية الجودة التي تبقى في الأذهان... مع العلم أن الأوبيرا الشهيرة للموسيقار الإيطالي الكبير كان قد تم تنفيذها بطلب من الخديوي إسماعيل الذي أمر ببناء دار الأوبرا المصرية خصيصا لهذا العرض احتفالا بافتتاح قناة السويس وعرضت للمرة الأولى سنة 1871. جدير بالذكر أن العرض التونسي الإيطالي استغرق التحضير له أكثر من عام وتم إعداد الأزياء في تونس بإشراف مصممي أزياء ايطاليين. وسيكون للجمهور موعد ثان مع أوبيرا عايدة على المسرح الأثري بقرطاج في سهرة (الخميس) الخامس من جويلية الجاري.