مازالت أزمة جرايات المتقاعدين متواصلة، هذا ما أكده الكاتب العام للجامعة العامة للمتقاعدين عبد القادر ناصري الذي قال في تصريح ل"الصباح"،أن أغلبية من المتقاعدين في الوظيفة العمومية التابعين للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية لم يتحصلوا على جراياتهم الى حد يوم أمس، في المقابل تمكن البعض الآخر من التمتع بالجرايات، مشيرا إلى وجود بوادر انفراج نسبي للأزمة حيث من المنتظر أن تنتهي اليوم عملية صرف رواتب المتقاعدين، ملوحا بتنفيذ وقفة احتجاجية كبرى غدا بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، ما لم يقع صرف الجرايات لكل مستحقيها واعتبر الناصري أن عجز الحكومة على الايفاء بواجباتها يدل على وجود خلل فادح على مستوى تسيير الشأن العام ودليل على ضعف الأداء الحكومي أمام الأزمات الاجتماعية، وفق تعبيره. كما اعتبر عبد القادر ناصري أن الوضع الراهن هو نتيجة حتمية للتراكمات التي تفاقمت نتيجة سياسة الأبواب المغلقة التي تنتهجها الحكومة والتي زادت من معاناة المتقاعدين، معتبرا أن ضغط الاداراة العامة للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية على الوزارات والمؤسسات المتخلدة بذمتها ديون، أدى فعليا لاسترجاع قسط منها مكن الصندوق من صرف جرايات المتقاعدين في آجالها بعد ان كان يجد صعوبة في ذلك، مطالبا الصندوق الوطني للتقاعد بمواصلة الجهد لاسترجاع باقي الدين ليتمكن من صرف كل مستحقات المتقاعدين، أمام الارتفاع الجنوني للاسعار وتدهور المقدرة الشرائية للمواطن، وليس أمام الحكومة من حل سوى الايفاء بتعهداتها مع المركزية النقابية، وفق قوله. في المقابل أكد وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي أمس في تصريح إعلامي أنه تم صرف جرايات كافة المتقاعدين في الوظيفة العمومية التابعين للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية وذلك بعد أن تم يومي الخميس والجمعة الماضيين صرف القسط الأول من الزيادة الاستثنائية في جرايات متقاعدي الوظيفة العمومية، مثلما تعهد بذلك رئيس الحكومة، مشيرا إلى أنه "إذا كان هنالك متقاعدون لم يُنزل في حساباتهم ببعض البنوك مقدار القسط الأول من الزيادة في الجرايات، فإن الأمر يعود لهذه البنوك ولا للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية، وفق قوله. يذكر أن الجامعة العامة للمتقاعدين التابعة للإتحاد العام التونسي للشغل كانت قد نفذت في الأشهر الماضية جملة من التحركات الاحتجاحية في العاصمة وداخل الجهات، احتجاحا على ما اعتبرته تلكؤ الحكومة في تطبيق الاتفاقات الممضاة مسبقا مع الاتحاد العام التونسي للشغل بخصوص الجرايات المتأخرة والزيادات، هذا ويبلغ عدد المتقاعدين في تونس أكثر من 855 الف متقاعد حسب آخر احصاء للسكان والسكنى، مقابل أزمة خانقة تعيشها الصناديق الاجتماعية تسببت في تأخر صرف جرايات مستحقيها، نتيجة دخولها إلى مرحلة عجز هيكلي، حيث طرحت الحكومات المتعاقبة منذ الثورة حلولا لاصلاح الصناديق الاجتماعية تتمثل في الترفيع في نسبة المساهمات والترفيع في سن التقاعد في مرحلة أولى إلى 62 سنة والى 65 سنة في مرحلة ثانية، بهدف زيادة موارد الصناديق وتقليل العجز، وقد رفض الاتحاد العام التونسي للشغل هذه الحلول الذي اعتبرها غير مجدية لأنها ستزيد من حدة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية. ◗ وجيه الوافي الجمعية المهنية للبنوك التونسية والمؤسسات المالية: خلل فني حال دون صرف جرايات متقاعدي الوظيفة العمومية افادت الجمعية المهنية للبنوك التونسية والمؤسسات المالية، امس، أن عطبا فنيا كان وراء عدم حصول 200 الف متقاعد من الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية على القسط الأول من الزيادات في الجرايات قبل عيد الاضحى كما وعد بها رئيس الحكومة. واعترفت الجمعية في بلاغ لها اصدرته في اليوم الثالث من عيد الاضحى، أن الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية كلف الاتحاد البنكي للتجارة والصناعة بالقيام بتحويل القسط الاول من الزيادات في الجرايات لفائدة 200 الف متقاعد "لكن هذا العدد الكبير حال دون تنفيذ هذه العمليات في تاريخ 20 اوت 2018 ". وأضافت أنه "بفضل جهود موظفي البنك تم تحديد اسباب هذا الخلل والقيام ب200 الف عملية تحويل، امس الخميس 23 اوت 2018. ويشار الى ان عدم صرف جرايات متقاعدي الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية قبل عيد الاضحى أثار غضب عدد كبير من المتقاعدين والمواطنين ومواقع التواصل الاجتماعي. ويذكر ان وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي، كان قد أكد أنه تم يومي الخميس والجمعة الماضيين، 16 و17 أوت 2018، صرف القسط الأول من الزيادة الاستثنائية في جرايات متقاعدي الوظيفة العمومية، مثلما تعهد بذلك رئيس الحكومة، مؤكدا انه سيتم فتح تحقيق في الموضوع لتحديد المسؤوليات مع البنوك المعنية. ويشار الى أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد، أعلن إثر مجلس وزاري عقد يوم 8 أوت 2018 أنه تقرر تمكين المتقاعدين من مستحقاتهم الكاملة القديمة والجديدة بعنوان سنتي 2017 و2018، وصرفها على 4 أقساط على أن يتم صرف القسط الأول قبل عيد الأضحى.(وات)