يبدو ان الفنان المغربي سعد المجرد يعيش حاليا اتعس ايام حياته وان النحس تابعه وتمكن منه فبعد قضية التحرش والاغتصاب الاولى التي تعلقت به والتي رفعتها ضده المواطنة الفرنسية «لورا برويل» ها هي شابة فرنسية اخرى من اصل مغربي عمرها 29 سنة تتهمه باغتصابها في المنتجع السياحي لمنطقة سان تروبي بجنوب فرنسا مما دفع النيابة العامة الفرنسية الى الامر بإيقاف سعد المجرد بتهمة «ارتكاب أفعال ينطبق عليها الاغتصاب» ثم بإطلاق سراحه مؤقتا وبكفالة مالية كبيرة جدا قدرها 150 الف اورو وحرمانه من مغادرة الأراضي الفرنسية وسحب جواز سفره مع مطالبته بالحضور اليومي لمركز الشرطة وتقييد تحركاته وتصرفاته. فهل هو جان ام انه ضحية ويدفع ضريبة النجاح المنقطع النظير مثلما دفعت الفنانة ذكرى محمد حياتها ثمنا لنجاحها؟ وهل سيكون مصيره السجن والنسيان؟ هذا الخبر قسم الساحة الفنية العربية وخاصة المغربية الى رأيين مختلفين جدا يرى اصحاب الرأي الاول انه مدان وانه لا يمكن الوقوف معه بعد ان اعاد الكرة واغتصب فتاة فرنسية ثانية( حيث توجد ضحية ثالثة امريكية) ومازال يعاني هو ومعجبيه من تبعات التهمة الاولى في حين يروج اصحاب الرأي الثاني انه يتعرض لمؤامرة تسيء لمسيرته وتعصف بمستقبله. هند: «التكرار قتل الشك» من بين اهم من خاضوا في قضية سعد المجرد وعبروا عن استيائهم مما فعله وورط فيه نفسه واتخذوا منه موقفا معاديا نجد الفنانة التونسية المقيمة في مصر هند صبري التي كتبت في صفحتها على تويتر إنها كانت من الناس الذين استبعدوا اتهامه الأول في قضية الإعتداء والاغتصاب لكن التكرار قتل الشك، واعتبرت أن المجرّد قد استهتر بنفسه و بجمهوره، وانه لا يستحق أن يكون نجماً أو قدوة لأحد. بطبيعة الحال هذا موقف تبناه عدد كبير من الفنانين العرب وما زاد الامر سوءا هو انسحاب المحامي «إريك دوبوند موريتي» الملقّب ب»الوحش» الذي سانده ودافع عنه في القضية الاولى ساعات قبل التحقيق معه في القضية الثانية وكان الملك المغربي محمد السادس قد عينه للدفاع عن سعد وتكفل بأتعاب الدفاع في أكتوبر 2016. ولأنه لهند صبري متابعون في كل البلدان العربية وفي المملكة المغربية فقد استاء من تدوينتها فنانون ونشطاء من المغرب من بينهم الممثلة المغربية أمال صقر التي تساءلت عن:»سبب هذا الحقد والكراهية والحكم على الغير بسرعة من طرف الممثلة التونسية، خاصة أن هذه الأخيرة محامية دارسة للقانون، وعلى علمٍ مسبق بأن المتهم بريء إلا أن تثبت إدانته. وتوجهت هذه الممثلة الى هند صبري قائلة :» أنت فنانة مشهورة وناجحة وتعرفين أن لكل فنان ناجح أعداء، وهو ما حصل معك وما زلت تعيشينه، سعد إنسان قبل أن يكون فناناً، ونحن ملزمون بعدم الخوض في عرضه وشرفه دون إثبات أو دليل. كنت أحترمك، لكنك بهذا الكلام المتسرّع غير الحكيم على أخينا وصديقنا سعد المجرد سقطت من نظري، اتق الله». كما عبرت الممثلة والمخرجة المغربية سناء عكرود عن غضبها من تعليق هند صبري على توقيف سعد المجرد من طرف السلطات الفرنسية وكتبت على «إنستغرام»: «الصمت تاج العاقل وستر للجاهل، هند صبري اصمتي، لا يعلم بأسرار الناس ونوائبهم سواهم، فاطلبي من القدير ألا يريك حكمته وعبرته في فلذات كبدك، الأخلاق تتطلب وقتا ولا شيء دارج أكثر من التعجل». في حين اعتبر عدد آخر من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن التهمة ثابتة على سعد، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يتهم فيها في قضية اغتصاب. وانه اصبح مدمن مخدرات وتساءل البعض بعد كم من خطا يمكن للمرء الحكم على شخص اخر بأنه غير بريء؟ واعتبر بعضهم الآخر ان :»هند انسانة واقعية وقالت انها لم تصدق الاتهام الاول ولكن المرة الثانية جعلتها تصدر حكمها عليه.. كون البعض يحب المجرد ولا يريد ان يلحقه اي مكروه يتنافى مع الوقائع التي تشير الى ان المجرد مذنب استنادا لكل الاجراءات الامنية والقضائية». وهنالك من اكد حاجة المجرد للعلاج لان وضعه مزر للغاية ولأنه اصبح خطرا على نفسه وعلى معجباته.. وقال ان هند صبري فنانة راقية ومحترمة. افضل مطرب وأفضل اغنية وأفضل فنان قد وجد الشق الذي لوح بإمكانية تعرض المجرد لمؤامرة تمكن من خلالها اعداء تميزه ونجاحه من القضاء على مسيرته والعصف بمستقبله في قرار استبعاده من من قائمة الترشيحات الرسمية لجوائز عام 2018 لجائزة الموسيقى الافريقية»Afrima» جوابا على ما حدث له. وكان قد تم ترشيح اسم سعد المجرد لهذه الجائزة، التي تعدّ الأهم والأعرق على مستوى القارة الأفريقية بعد النجاح الكبير الذي حققه أغنية «كازابلانكا» وهي آخر أعماله التي حظيت بأكثر من 58 مليون مشاهدة خلال فترة قصيرة على طرحها والتي تحتل منذ إصدارها المراتب الأولى في بورصة الأغنيات الأوروبية والعربية والتي كان من المقرر ان يصدر بعدها المجرد اغنية جديدة قد تلقى نفس النجاح والرواج. علما بان قضايا الاغتصاب المتعلقة به لم تؤثر على شهرته وتعلق معجبيه به حيث حققت أغنيته «Let go» التي اصدرها في اوت عام 2017، 141 مليون مشاهدة على اليوتيوب، وحصدت أغنية «غزالي غزالي» التي أطلقها قبل 5 أشهر 121 مليون مشاهدة. وكانت جائزة «Afrima» قد رشحت سعد المجرد عن ثلاث فئات هي :»أفضل مطرب في أفريقيا»، و»أفضل أغنية في أفريقيا» و»أفضل فنان عن عمل فني في شمال أفريقيا». اصحاب نظرية المؤامرة على سعد المجرد والمقتنعين بأن هذه التهمة ايضا تندرج ضمن محاولات العمل على القضاء على مسيرته الناجحة يعرفون مسبقا انه اذا لم تتمكن التهم منه ولم تنل من حب الشباب العربي له فان صرامة القضاء الفرنسي في قضايا الاغتصاب ستقضي على مستقبله اذا تمكن محامي المدعية من اثبات تعرضها للضرر حيث يجرّم القانون الفرنسي الاغتصاب بكل أشكاله، بما فيه ذلك الاغتصاب الزوجي، ويعاقب الجاني بالسجن لمدة 15 عاماً، قد تزيد إلى 20 عاماً إذا تسبب الاغتصاب في إحداث عاهة مستديمة أو كانت الضحية تحت سن الخامسة عشرة، أما قضايا العنف الجنسي التي لا تصل إلى حد الاغتصاب فإن الجاني يعاقب بالسجن لمدة تتراوح بين 5 سنوات سجنا مع غرامة قدرها 75 ألف أورو، إلى 10 سنوات سجنا مع غرامة تصل الى 150 ألف يورو. بقي هنا ان نتساءل ولعل التساؤل مشروع عن وجود تشابه بين محاولة القضاء على مسيرة الفنانة التونسية الكبيرة التي اكتسحت المشهد الغنائي العربي ذكرى محمد التي وصلت حد قتلها ومحاولات اخراج سعد المجرد من المشهد الفني العربي بايقاعه في مثل هذه المطبات.