قامت جمعيّة قدماء تلاميذ مدرسة الجمهوريّة بزاوية سوسة بداية شهر أوت بالتدخّل في المدرسة من خلال القيام بعديد أشغال الصّيانة والتّزويق لطاولات والسبّورات وأبواب ونوافذ إحدى القاعات إلى جانب تأمين عمليّة طلاء الجدران وتعهّد السّقف وهو ما مكّن من توفير فضاء نموذجي للدّراسة وجعل من قاعة الدّرس بألوانها الزّاهية وستائرها التي تبعث في النّفوس انشراحا فضاء مريحا يستطاب فيه التعلّم. نتيجة استحسنها الإطار التّربوي وقدماء التّلاميذ وهو ما شجّعهم وزاد في شحذ هممهم فعقدوا العزم على مواصلة التّجربة وتعميمها على سائر القاعات لتشمل بعد ذلك الوحدات الصحيّة ودورات المياه وحتّى ساحة وحديقة المدرسة حيث أكّد رئيس جمعيّة قدماء مدرسة الجمهوريّة بزاوية سوسة فراس الدّقا أنّ التّجربة اقتصرت في البداية على التدخّل في قاعة وأمام ما لاقته من صدى طيّب وتجاوب واستحسان من قبل الأولياء والتّلاميذ والسّلط المحليّة الذين ثمّنوا المبادرة توسّعت دائرة المنخرطين تلقائيّا في المبادرة فانضمّ عدد آخر من المتساكنين في دعم مجهود الجمعيّة من خلال التبرّع بمعاليم ماديّة متفاوتة إلى جانب شراء مواد أوليّة وأخرى صحيّة وأصبحت المدرسة تشهد توافد أعداد كبيرة من المتساكنين فضلا عن قدماء التّلاميذ من مهنيين وموظّفين وإطارات على فترتين صباحيّة وأخرى مسائيّة من أجل المشاركة في عمليّات الصّيانة والتّزويق فتمّ تغيير الهياكل الحديديّة لبعض الطّاولات وطلائها وتغيير النّوافذ والأبواب الخشبيّة لجميع القاعات (16قاعة) وأبواب الوحدات الصحيّة بنجارة الأليمينيوم كما تمّ التدخّل من قبل شركة مختصّة في البستنة لتهيئة ساحة وحديقة المدرسة وكشف فراس الدّقا أنّ التكلفة الجمليّة لمختلف عمليّات الصّيانة والبناء تجاوزت 35 ألف دينار دون اعتبار اليد العاملة التي كانت مجّانيّة ونوّه فراس بالأجواء المفعمة بالمحبّة والتّعاون التي سادت طيلة فترة الأشغال وكانت فرصة سعيدة للبعض من المتطوّعين الذين زاولوا الدّراسة بالمدرسة للإلتقاء بزملائهم بعد ما يزيد عن 25 سنة وهو ما خلق أجواء حميميّة متميّزة فحضرت أثناء فترات الأشغال مختلف الأكلات الشّعبيّة والمشروبات وهو ما ساهم في تجديد العلاقات واستحضار جانب من الذّكريات بين مربّين وتلاميذ ورفقاء وبيّن رئيس جمعيّة قدماء مدرسة الجمهوريّة أنّ أشغال الصّيانة ستتواصل خلال الصّائفة القادمة لتشمل تغيير أرضيّة كلّ القاعات وتبليط السّاحة وتوجّه بجزيل الشّكر لكلّ من دعّم المبادرة ماديّا أو معنويّا ليبلغ صيتها إلى المدرسة المجاورة "العهد الجديد"حيث بادر أبناؤها بإحداث جمعيّة "أوفياء مدرسة العهد الجديد" ونسجوا على المنوال فتركوا بصمة واضحة وصورة جليّة المعالم تعكس نضج المجتمع المدنيّ ومعاضدته لمجهودات الدّولة في برنامج صيانة المؤسّسات التّربويّة هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ مختلف المؤسّسات التّربويّة بمختلف معتمديّات الولاية شهدت في الفترة الأخيرة مبادرات مماثلة جسّمتها هبّة شعبيّة وجمعيّاتيّة استهدفت التدخّل في عدد كبير من المؤسّسات التّربويّة وشكّلت خير مساند لمجهودات وتدخّلات مندوبيّة التّربية والبلديّات من أجل تجاوز عديد الصّعوبات ونقص الإعتمادات المستوجبة للتدخّل في عدد هامّ من المؤسّسات التّربويّة.