أكد اللاعب الدولي السابق للنجم و المنتخب الوطني عماد المهذبي أنه يتطلع إلى منتخب قوي مع المدرب فوزي البنزرتي و أن المدرب شهاب الليلي أعطى ببصمته في النجم الساحلي . كان ذلك في الحوار الذي خص به « الصباح الأسبوعي « والذي أعطى من خلاله رأيه في الترجي و الإفريقي و الصفاقسي ومدى استعداده لدخول عالم التدريب . وفي ما يلي فحوى الحوار : أين عماد المهذبي اللاعب الدولي الأسبق أحد صانعي ملحة 2004 الذي ساهم في إهداء تونس أول كأس إفريقية للأمم ؟ ابتعدت حوالي 8 سنوات بعد الاعتزال و بما أن التدريب يتطلب الشهائد فقد شرعت في التكوين و تحصلت على ديبلوم CAF C و بفضله خضت تجربة في التدريب ضمن الإطار الفني لمنتخب الأواسط مع المدرب محمود باشا و قريبا سأتحصل على ديبلوم CAF B سيفتح لي الآفاق . فأنا من طبعي أبحث عن التميز منذ أن كنت لاعبا و أريد أن أواصل بنفس الطريقة في مسيرتي كمدرب المهم الثبات و اقتناص الفرصة المناسبة و لي ثقة كبيرة في إمكانياتي لان مسيرتي كانت ناجحة مع النجم الساحلي و المنتخب الوطني . هل تتابع مباريات البطولة و كيف رأيت جولاتها في مطلع الموسم الحالي وما هي أبرز الاستنتاجات التي خرجت بها ؟ مباريات بداية الموسم لا تعطي الوجه الحقيقي للفرق التي كانت جلها متقاربة في المستوى باستثناء بعض الفرق التي تكبدت هزيمتين في الجولات الثلاث المنقضية وربما لاحت أقل مستوى و عليها مراجعة أمورها البدنية و الفنية لتجاوز المرحلة . لكن مع تقدم المشوار عندما تصل البطولة إلى جولتها السادسة و السابعة ذهابا ستظهر المنافسة بين الرباعي التقليدي الترجي و الافريقي و النجم و الصفاقسي . و كالعادة سنكتشف في قادم الجولات فريقا يمثل مفاجأة الموسم و أعتقد أنه سيكون النادي البنزرتي ، فريق أعجبني يضم لاعبين ممتازين يقدم حجم لعب جيد و قابل للتحسن و بلوغ مستوى الفرق المراهنة على اللقب ، وكذلك نفس الشيء لفريق الملعب التونسي الذي يشتغل في صمت و قدم بداية موسم مغايرة للمواسم الفارطة. هذا الفريق قام بتحضيرات في أريحية تامة و أعد موسمه في صمت دون شوشرة . فالهدوء أعطى الثقة للفريق مما انعكس على الميدان في الجولات الفارطة. كيف رأيت فريقك السابق النجم الساحلي مع المدرب شهاب الليلي؟ أخد المدرب شهاب الليلي الوقت اللازم لإعداد الفريق و ساعدته مباريات كأس إفريقيا فمن حسن الحظ لم يكن الفريق في مجموعة قوية. وبدأ المدرب يعطي بصمته وما زلنا ننتظر من النجم الأفضل في المرحلة القادمة مع وجود العكايشي و الشيخاوي . هل أخطأ البلبولي عندما غادر النجم و انتقل إلى النادي الإفريقي ؟ يبقى البلبولي أفضل حارس مرمى في تونس ، لعب 16 سنة في النجم الساحلي و أنا أعرفه جيدا لأننا لعبنا معا في النجم ، بلغ الآن 34 سنة من عمره بعد عطاء غزير و تتويجات فهذا الحارس هو جزء من تاريخ النجم الساحلي و أنا أعيب على مسؤولي النجم كيف تركوه يغادر منذ الموسم الفارط إلى السعودية ثم الانتقال إلى النادي الإفريقي . البلبولي صنع تاريخه مع النجم و تنقله إلى أي فريق آخر داخل تونس و خارجها لن يضيف له أي شيء . فقد ارتكب خطأ كبيرا بمغادرته للنجم ولا أعرف ماذا حصل له في الإفريقي للمطالبة بفسخ العقد والرغبة في العودة إلى النجم الساحلي. فهو يستحق التكريم من النجم الساحلي ولا بد على مسؤولي النجم أن يفكروا جيدا في هذا الحارس الإنسان الذي سيبقى النجم في حاجة إليه حتى بعد اعتزال اللعب للاستفادة من خبرته. ما رأيك في الترجي و الإفريقي و النادي الصفاقسي ؟ لكل فريق مشاكله ، الترجي يعاني من قلة الثقة بين الجمهور و الإطار الفني و الفريق غير مقنع في أدائه رغم أنه يضم أفضل المهاجمين في تونس على غرار طه ياسين الخنيسي ... بينما النادي الإفريقي ربما يعيد نفس سيناريو الموسم الفارط ببداية سيئة و كيف أنه انحدر إلى المرتبة 12 ثم سرعان ما حصلت الاستفاقة مع مارشان و تتالت الانتصارات و أصبح مراهنا على البطولة و أنهى الموسم في المرتبة الثانية و الأولى في مرحلة الإياب و أعتقد أنه أعطى درسا في الموسم الفارط. و قوة الإفريقي في جمهوره و ثراء رصيده البشري و سيظهر بوجهه المعهود في الجولات القادمة. أما النادي الصفاقسي فهو الفريق رقم 1 المراهن على الشبان في بطولة الرابطة المحترفة الأولى وهي سياسة رئيسه الحالي منصف خماخم الذي اختار التشبيب بعد التفويت في العواضي و الحناشي و الجريدي ... و هذا الفريق سيكون له شأن كبير هذا الموسم و في المواسم القادمة اذا ما أبقى على نفس السياسة و أتمنى من بقية النوادي أن تنسج على منواله و تقلص من الانتدابات بمنح الفرصة للشبان لاكتشاف اللاعبين و دعم المنتخب الوطني . يبدو أن الملعب التونسي قد دخل البطولة بوجه مغاير للمواسم الفارطة فما هو رأيك ؟ وفرت الهيئة المديرة للمدرب واللاعبين الإمكانيات المطلوبة و تمت التحضيرات على مراحل و في هدوء مما مكن المدرب من وضع أسس لإستراتيجيته و بث روح انتصارية في اللاعبين ظهرت في المباريات الماضية للبطولة ..فالمدرب محمد المكشر لعب في نادي كبير في حجم النجم الساحلي و أعرفه شجاع و قوي الشخصية منذ أن كان لاعبا و ثقتي فيه كبيرة و أنه سيقدم موسم ممتاز مع الملعب التونسي و سيضيف لكرة القدم التونسية في المواسم القريبة القادمة. أي منتخب ينتظره عماد المهذبي مع فوزي البنزرتي ؟ أنتظر أن يكون منتخب هجومي لأن فوزي البنزرتي يلعب الهجوم مع جميع النوادي التي دربها . لكن ما لوحظ عنه في المواسم الأخيرة أنه عدل في إستراتيجيته بتدعيم خط الدفاع بلاعب ثان في المحور وهو ما لم يكن معروفا عنه و قد جسم ذلك مع النجم و الترجي . لكنه يبقى مدرب الضغط العالي و رجل البريسينغ و إذا ما وجد لاعبين قادرين على ذلك سنرى منتخبا قويا. تعاني كرة القدم التونسية من أزمة تسيير و تأطير .. فأين قدماء اللاعبين من ذلك ؟ تشهد كرة القدم التونسية حالة من الفوضى عشناها في السنوات 7 الأخيرة بسبب الانفلات و الوضع العام للبلاد و في الوقت الذي ستكون فيه الرياضة و كرة القدم سباقة في بث السلم الأهلي و نبذ الجهويات ... حصل العكس و طفت على السطح سلوكيات كنا عهدنا أنها اندثرت من المجتمع التونسي المعروف عنه الوعي و التحابب و التآخي و التعايش . ربما هذه الأجواء نفرت قدماء اللاعبين وخصوصا النجوم منهم الذين صنعوا صورة ناصعة في نواديهم ومع المنتخب الوطني ، لكن بصراحة لابد من وقفة كبيرة لإعادة هيبة كرتنا فلا بد من الهدوء لإعادة المحبة و نبذ الجهويات لأن بلادنا في مرحلة صعبة اقتصاديا و سياسيا. هل ترى أن رئيس الجامعة أسكت الجميع بعد تعيين البنزرتي على رأس المنتخب الوطني و تجاوز تداعيات الفشل في كأس العالم ؟ فوزي البنزرتي ظلم في السابق و كان أجدر من غيره بتدريب المنتخب و أخذ فرصته كاملة قبل بعض المدربين الأجانب الذين تداولوا على تدريب منتخبنا .. لكن ها أن الفرصة توفرت ولو أنها متأخرة و بعقد مدته سنتين . المهم أنه مدرب تونسي له تاريخ و عليه إجماع إذا لم يكن 100 بالمائة فهو ما بين 70 و 80 بالمائة . و بعد عامين سنرى منتخبا ممتازا فالجمهور يريد أن يرى منتخبا يلعب كرة وهذا ما نتمناه . متى سنرى عماد المهذبي على رأس احدى النوادي في تونس ؟ أحبذ تدريب فريق له مشروع ولا يهم الدرجة الأولى أو الثانية ، أريد فريقا أقل مشاكل . فكل مدرب شاب يريد أن تكون بدايته بأقل ضغط . و أنا أرى نفسي حاليا و بعد الحصول على ديبلوم CAF B و مسيرة ثرية كلاعب دولي جاهزا لتحمل المسؤولية و بحول الله تأتي الفرصة في وقتها.