في إطار تشجيع انفتاح الجامعة التونسية على محيطها الخارجي والدولي، وأمام الطلب المتزايد للطلبة الأجانب على التسجيل بالتعليم العالي العمومي، قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي -ولأول مرة- فتح الجامعات العمومية التونسية أمام الطلبة الأجانب بمقابل. وحددت معاليم ترسيم الطلبة الأجانب بالجامعات التونسية، وفقا لأدلة ومناشير أصدرتها الوزارة باللغة الفرنسية على موقعها الرسمي بالانترنيت في انتظار صدور القرار الوزاري بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية، حسب مرحلة الدراسة والشهادة العلمية المزمع الحصول عليها وباعتبار عدد سنوات الدراسة. وتترواح المعاليم بين 5 آلاف دينار للإجازات العادية و15 ألف دينار للدرسات الطبية، على أن يشرع في تطبيقها بداية من السنة الجامعية الحالية 2018-2019..، ويأتي القرار (الذي سينشر قريبا بالرائد الرسمي)، تطبيقا للفصل 2 مكرر من الأمر الحكومي عدد 1314 لسنة 2016 المؤرخ في 29 نوفمبر 2016 والمتعلق بضبط مساهمة الطلبة المالية في الحياة الجامعية الذي ينص على أن يتم توظيف معاليم الدراسة بمؤسسات التعليم العالي والبحث على الطلبة الأجانب مع مراعاة الاتفاقيات المبرمة، على ان تحدد معاليم الدراسة حسب مجالات التكوين ومراحل الدراسة بقرار من وزير التعليم العالي والبحث العلمي. ما يعني أن الجامعات التونسية سيسمح لها بقبول طلبات التسجيل من الطلبة الأجانب بمقابل مالي باستثناء الطلبة الأجانب الذين يأتون للدراسة في تونس بمقتضى اتفاقيات ثنائية. ومن بين شروط وإجراءات تسجيل الطلبة الأجانب بالجامعات العمومية التونسية احترام طاقة استيعاب كل مؤسسىة جامعية في كل اختصاص والتي تحدد في بداية كل سنة جامعية، وايداع ملفات ترشح الطلبة الأجانب الكترونيا، مع ضرورة ان تكون الشهائد العلمية الأجنبية مصادق عليها من قبل الهياكل المخولة لها قانونا ثم يتم فرز طلبات الترشح التي ستأخذ بعين الاعتبار مستوى التفوق وانسجام المسار الدراسي مع الاختصاص المطلوب، واقرار المطالب المقبولة اوليا في انتظار التثبت من صحة المعطيات والبيانات الواردة في ملفات الترشح.. وحددت المعاليم الترسيم للطلبة الأجانب الجديدة كما يلي: - 5 آلاف دينار بالنسبة للتسجيل في مرحلة مستوى باك+ 3 (إجازة) أو مستوى باك+4 ( أستاذية) - 6 آلاف دينار بالنسبة للمجاستير أو ما يعادلها - 7 آلاف دينار بالنسبة لطلبة الدكتوراه - 9 آلاف دينار في الاختصاصات الهندسية والمعمارية، وعلوم وتقنيات السمعي البصري. - 15 ألف دينار بالنسبة للدراسات الطبية والصيدلية ومن المقرر أن يكون لكل مؤسسة جامعية عمومية امكانية اقتراح الترفيع أو الحط في معاليم الترسيم في حدود 20 بالمائة بالتشاور مع سلطة الإشراف. على ان تكون جل الخدمات الجامعية مفتوحة أمام الطلبة الأجانب من أكلة جامعية حسب المعاليم المعمول بها لكل الطلبة وسكن جامعي شرط توفر الشغور. يذكر أن وزارة التعليم العالي أقرت خطة للتدرج في الرفع في عدد الطلبة الأجانب المسجلين بالجامعات العمومية من 2 بالمائة حاليا إلى 10 بالمائة في موفى 2023. يذكر ان وزير التعليم العالي والبحث العلمي سليم خلبوس كان قد أعلن في تصريحات إعلامية سابقة عن وجود استراتيجية حكومية لاستقطاب الطلبة الأجانب من مختلف الجنسيات للدراسة بالجامعات العمومية في مختلف الاختصاصات بمقابل، في اطار مزيد تعزيز مكانة الجامعات التونسية على المستوى العالمي وتنويع مصادر تمويل مؤسسات التعليم العالي، واستجابة للطلب الكبير على التعليم في الجامعة التونسية وخاصة من الطلبة الأفارقة. وسيتم لاحقا إحداث وكالة للإعلام والخدمات والتوجيه ستكون الجهة المسؤولة عن استقطاب الطلبة الاجانب والترويج لتونس كوجهة تعليمية عالمية بما من شأنه أن يوفر اعتمادات إضافية للمؤسسات الجامعية ويضاعف من عدد الطلبة الأجانب بتونس الذين يبلغ عددهم اليوم حوالي 7500 طالب أجنبي منهم 3 آلاف فقط يدرسون في الجامعات العمومية. تجدر الإشارة إلى أن وزارة التعليم العالي، وضعت برنامجا لتنشيط التعاون "الإفريقي الإفريقي"، عبر بناء الجامعات المتخصصة في الطب وتكنولوجيا الاتصال الحديثة، وإدارة الأعمال، والتكوين في اختصاصات متعددة، تلبي سوق العمل في تونس وإفريقيا، وتحويل تونس إلى سوق إفريقية للمعرفة والذكاء. كما ستشهد الفترة القادمة انطلاق تنفيذ المشروع التونسي الفرنسي المتمثل في احداث الجامعة التونسية لإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط التي ستعمل على استقطاب الطلبة الأجانب. وسجّلت الجامعات التونسية، تطورا لافتا في مرتبتها على الصعيد العالمي، بعد دخول جامعتي تونس المنار، وصفاقس، قائمة الألف جامعة الأولى في العالم في تصنيفي (تي هاش أي) و(إيراب)، كما نجحت جامعة صفاقس في شهر أوت المنقضي في أن تكون ضمن أحسن 800 جامعة في العالم حسب تصنيف شنغهاي، لتسّجل تميزا جديدا بدخولها نادي الألف (بين 800 وألف عالميا) وذلك اثر الإعلان خلال الأسبوع الماضي بسنغافورة عن الترتيب العالمي للجامعات ضمن تصنيف "Times Higher Education". واحتلّت جامعة صفاقس المرتبة الأولى وطنيا والخامسة مغاربيا و16 افريقيا و27 عربيا.