ما ان تم الاعلان عن تغيير صبغة المستشفى الجامعي الجديد والذي تكفل بتشييده الجانب الصيني بإحدى ضواحي صفاقس الجنوبية، من جامعي متعدد الاختصاصات إلى جامعي مقتصر على أمراض القلب والشرايين فقط، حتى عمت حالة من الغضب في مختلف الأوساط الحقوقية والصحية وممثلي المجتمع المدني بسبب تراجع المسؤولين على المستوى المركزي على الاختيارات الأصلية لصبغة المؤسسة الاستشفائية الجديدة وتعالت الاصوات للتراجع عن الاختيار الجديد خاصة وأن اتفاقية الحكومة التونسية منذ سنوات مع الجانب الصيني تنص على أن المستشفى المذكور هو جامعي متعدد الاختصاصات. في هذا السياق أكد سعيد العايدي وزير الصحة السابق أن جهة صفاقس تحتاج إلى عناية خاصة من قبل السلطات المركزية نظرا لوزنها الاقتصادي والديمغرافي كما أن المستشفى الجديد لن تكون له جدوى ومردودية تذكر في صورة عدم إصلاح الوضع بالمستشفيين الجامعيين شاكر وبورقيبة واللذين يعانيان شتى أنواع الصعوبات وذلك بشهادة العاملين بالمؤسستين من إطار طبي وشبه طبي وإداريين ومرضى. وتجدر الإشارة إلى أن الجذاذة الفنية للمشروع والتي تحصلت «الصباح الأسبوعي» على نسخة منها، تنص على أن المستشفى الجديد يحتوي على قطب للاستقبال والتسجيل ومستشفى نهاري وعيادات خارجية وجناح عمليات يتكون من خمس قاعات للجراحة على الأقل وقسم للتخدير والإنعاش وآخر للاستعجالي بطاقة استيعاب تقدر بأكثر من 150سريرا وكذلك قسم الأمراض النفسية بطاقة استيعاب ب80 سريرا إلى جانب قطب التصوير الطبي والاستكشاف الوظيفي متعدد الاختصاصات والمخابر والصيدلة. ومن ردود الفعل على القرارات الجديدة وإلى جانب التململ الذي عبر عنه جزء من المجتمع المدني وكذلك الاتحاد الجهوي للشغل، بصفاقس الذي عبر عن استعداده للدخول في تحركات نضالية في صورة عدم التراجع عن تغيير اختصاص المستشفى. من جهة أخرى أكد الطبيب الاستشفائي أيمن دمق على ضرورة الدفاع عن الصبغة الجامعية للمستشفى الجديد نظراً لدور المؤسسة الاستشفائية الجامعية في استقطاب وتكوين طلبة الطب وعلوم التمريض ودعم البحث العلمي مشددا على أهمية تدارك الاختلال في الخارطة الصحية الوطنية ودعم البنية التحتية الاستشفائية بالجهة. والسؤال المطروح هل تتدخل الحكومة ووزارة الصحة بالأساس قصد إرجاع الأمور إلى نصابها ومواصلة تشييد المؤسسة المذكورة طبقا للصبغة الأصلية،علما بأنها ينتظر أن تشع على كافة ولايات الجنوب الشرقي والغربي،ام أنها ستواصل سياسة التهميش للجهة وفق تصريح أحد نشطاء المجتمع المدني بصفاقس.