مالمو - من مبعوثتنا نجلاء قموع - مهرجان مالمو للسينما العربية لا يختلف كثيرا في ملامحه عن مدينته الحاضنة يتخذ من خصائصها الكثير.. منفتح على الآخر، يمنح شاشاته لمشاهد سينمائية عربية الانتماء ويمد جسرا للتفاعل مع مختلف السينمائيين القادمين من المنطقة العربية ونظرائهم في دول الشمال. وكذلك كانت مالمو في هدوئها الآمن، أرضا جديدة لجاليات عربية عديدة ومساحة للتبادل الثقافي والحضاري.. في هذه الأجواء كان من الطبيعي أن يحقق مهرجان فتي خطوات استثنائية في عالم المهرجانات السينمائية العربية إذ منحته خصوصيته مكانة مغايرة ومتفردة..الكثيرون يحبون السينما في مالمو لكن أن يتابعوا بكثافة أفلاما عربية فهذا في حد ذاته انجاز يحسب لمهرجان مالمو ومنظميه وعلى رأس القائمة مؤسس ومدير المهرجان السينمائي محمد القبلاوي... مهرجان مالمو للسينما العربية هو كالطفل الذي يكبر بسعادة في أحضان عائلته يحقق النجاح تلو الاخر ويتطلع للأفضل دون أن يصاب بحالة الغرور والعنجهية المتأصلة في الكثير من عاداتنا العربية السقيمة.. مهرجان لم يبحث عن العروض الأولى لأفلامه ولكنه قدم طبقا سينمائيا دسما يعكس الحركية السينمائية العربية الراهنة وشواغلها.. وفي هذا المهرجان، الذي كانت مصر ضيفة شرفه وهي تحتفي بمائة سنة من السينما، أنار صناع السينما التونسية مساحات مهمة في الدورة الثامنة من مالمو السينمائي فاقتنصت بلادنا ثلاث جوائز في ختام مهرجان هي جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «بلاك مامبا» إخراج آمال قلاتي وجائزة أفضل فيلم وثائقي عن فيلم «في الظل» للمخرجة ندى المازني حفيظ وجائزة أفضل ممثل لعلي اليحياوي بطل فيلم «بنزين» لسارة العبيدي. وفي ملتقى وسوق مهرجان مالمو للسينما العربية التابع لمهرجان مالمو للسينما العربية والذي التأم أيام 6،7 و8 أكتوبر الحالي فحصدت تونس خلاله جائزة مهرجان مالمو السينمائي لدعم مشاريع الأفلام القصيرة في مرحلة التطوير وبالتعاون مع مؤسسة فيلم سكونه وكانت من نصيب امنة نجار ومشروع فيلمها «الديدان لن تعرف الجنة» للمنتج نجيب عياد وسيكون المنتج السويدي المشارك في هذا العمل ليف موهلين. وقد منحت هذه الجائزة لجنة تحكيم متكونة من عزة الحسيني، وجاد أبي خليل، والسينمائية التونسية كوثر بن هنية. أمّا جائزة «ماد سوليوشنز» لتوزيع الفيلم في العالم العربي فنالها شريط وليد الطايع «فاتاريا»وهذا الفيلم من إنتاج ريتشارد ماجنين. تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن مديرة مركز السينما والصورة شيراز العتيري كانت عضو في لجنة تحكيم مشاريع الأفلام الروائية الطويلة في مرحلة التطوير فيما كان المنتج التونسي نديم الشيخ روحه عضو في لجنة تحكيم مشاريع الأفلام الوثائقية في مرحلة التطوير. قائمة جوائز الدورة الثامنة لمهرجان مالمو السينمائي جوائز الأفلام الوثائقية القصيرة والطويلة *جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير تذهب لفيلم «الناجون من ساحة الفردوس» للمخرج عادل خالد من العراق. * جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل حصل عليها فيلم «في الظل» للمخرجة ندى مازني حفيظي من تونس. جوائز الأفلام الروائية القصيرة تنويه خاص لفيلم «يوميات السفاح» إخراج وليد أيوب من المغرب *جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «بلاك مامبا» إخراج آمال قلاتي من تونس *جائزة أفضل فيلم روائي قصير لفيلم «آخر أيام رجل الغد» إخراج فادي باقي من لبنان جوائز الأفلام الروائية الطويلة *جائزة أفضل ممثل ذهبت إلى «علي يحياوي» عن فيلم «بنزين» للمخرجة سارة عبيدي من تونس. *جائزة أفضل ممثلة ذهبت إلى «زهراء غندور» عن دورها في فيلم «الرحلة» للمخرج محمد الدراجي من العراق. *جائزة أفضل مخرج ذهبت إلى المخرج العراقي «محمد الدراجي» عن فيلمه «الرحلة». *جائزة أفضل فيلم حصل عليها فيلم «واجب» للمخرجة الفلسطينية «آن ماري جاسر» *جائزة لجنة التحكيم الخاصة حصل عليها فيلم «وليلي» للمخرج فوزي بن سعيدي من المغرب *جائزة جمهور مدينة مالمو والممنوحة من قبل بلدية مالمو حصدها الفيلم المصري فوتوكوبي إخراج تامر عشرى. *جائزة «أفضل إنتاج فني» المقدمة من الاتحاد العام للفنانين العرب ذهبت إلى فيلم «مسافر: حلب – أسطنبول» إخراج أنداش هازندار أوغلو *جائزة «النقاد العرب» المقدمة من «جريدة النهار» الكويتية ذهبت إلى الفيلم الفلسطيني «واجب» إخراج آن ماري جاسر. الناقد السينمائي أحمد شوقي: برنامج «نقاد بلا حدود» جسر للتفاعل والتواصل كشف الناقد السينمائي المصري أحمد شوقي ل«الصباح الأسبوعي» أن برنامج «نقاد بلا حدود» المنضوي ضمن فعاليات مهرجان مالمو السينمائي من 5 إلى 9 أكتوبر الحالي اختار في دورته الثالثة التركيز على منطقة المغرب العربي وحاول استقدام عدد من النقاد من مختلف الأعمار حيث التقوا بنقاد من الدول الاسكندينافية وضمّت هذه المشاركة العربية سبع نقاد من المغرب، الجزائروتونس وذلك بالتعاون مع الجامعة التونسية لنوادي السينما وفي المقابل كان هناك ستة مشاركين من المنطقة الاسكندينافية ( فلندا، ايسلندا،النرويج، الدنمارك والسويد). وأضاف أحمد شوقي مبرمج مسابقة الأفلام الطويلة والمشرف على برنامج «نقاد بلا حدود» في مهرجان مالمو السينمائي أنه وعلى مدار خمس أيام كان البرنامج مكون من مجموعة من الجلسات النقاشية عن مجموعة من المواضيع يطرحها المشاركون ثم يفتح النقاش على غرار «دور النقد في العالم المعاصر» و»مستقبل النقد في وجود الوسائل الإعلام الحديثة» و»عمل النقاد بين الكتابة وبرمجة الأفلام» بالإضافة إلى لقاءات مفتوحة منها لقاء مع الناقد اللبناني الكبير إبراهيم العريس الذي تحدث عن مسيرته النقدية وآرائه في العمل النقدي وثان مع المخرج المغربي حسن بن جلون، الذي سلط الضوء على علاقة المخرج بالناقد ووصفها بالديناميكية والتي تتغير بناء على معطيات عديدة. ووصف محدثنا برنامج «نقاد بلا حدود» بجسر الذي كان وراء لقاء أشخاص غير قادرين على اللقاء في أماكن أخرى مشيرا إلى أن البرنامج أثمر على مدار السنتين المنقضيتين شبكة من المعارف والاتصالات وكان هناك تفاعل من قبل النقاد الاسكندينافيين،الذين عادوا للمشاركة مجددا في الدورة الثالثة وثلاث منهم أصبحوا أعضاء في جوائز النقاد السنوية التي تمنح لأفضل الأعمال السينمائية العربية كل سنة على هامش مهرجان كان السينمائي وهم متابعين بشكل مستمر للأفلام العربية وهذا كان الهدف الأساسي لبرنامج «نقاد بلا حدود».