شهد قسم الاستعجالي بالمستشفى المحلي بطبربة ليلة أول أمس وفي حدود الساعة السابعة مساء حادثة غريبة تمثلت في مغادرة الطبيب الوحيد بالقسم مكان عمله تاركا المرضى المسجلين والوافدين على المستشفى إثر مغادرته رهن الانتظار وسط حالة من الفوضى والاستغراب والاستنكار خاصة بتزامن حدوث هذا الفراغ مع ورود سيدة في حالة مستعجلة جدا تستدعي تدخلا طبيا عاجلا.. وامام بقاء قسم استعجالي بلا طبيب لفترة من الزمن، استدعى تدخل الكاتب العام لأعوان الصحة بمستشفى طبربة إلى استقدام طبيب من أبناء المنطقة يعمل بالقطاع الخاص والاستنجاد به ليحل محل الطبيب المغادر وفحص المرضى لمدة تجاوزت ساعة من الزمن وهو توقيت حلول أربعة أطباء عموميين تم استدعاءهم للعمل من طرف الإدارة الجهوية للصحة كإجراء فوري وأولي لتغطية النقص الحاصل من بينهما طبيبان مكلفان بمهمات إدارية كانا قد لبيا النداء دون تأخر ليعود نسق العمل بقسم الاستعجالي إلى مستواه العادي.. وقد تحول عدد من مسؤولي الصحة بالولاية على رأسهم إيمان السوسي المديرة الجهوية للصحة التي صرحت خلال توجدها ل»الصباح» أن الإعلام بالحادثة كان سريعا وأن التعامل معها كان أسرع بإيفاد أطباء لضمان سير العمل العادي بالقسم إضافة إلى عقد جلسة طارئة تم تباحث تفاصيل الواقعة خلالها وقد اتخذ على إثرها قرار بإيقاف الطبيب المعني وتوجيه تقرير مفصل في الغرض للمصالح المختصة بوزارة الصحة العمومية وقد أعربت السويسي عن استيائها من التصرف الغريب وغير المسؤول للطبيب المغادر مؤكدة جدية متابعة هذا الملف في الأيام القادمة لتجنب تكرار الحادثة مستقبلا، من جهته عبر أسامة الزاير مدير مستشفى طبربة ل»الصباح» عن فداحة ما قام به طبيب الاستعجالي فلا مبرر لتصرفه مذكرا في الآن نفسه بالنقص الكبير الذي يعاني منه قسم الاستعجالي على مستوى الإطار الطبي وهو ما قد قام مرارا وتكرارا برفعه لسلط الإشراف ذاكرا أن القسم يستقبل يوميا ما يفوق 20 حالة استعجالية يتطلب التكفل بها عددا أكبر من الأطباء ولم يخف الزاير تخوفه من فراغ منتظر في هذا القسم إثر قرار إيقاف الطبيب المخالف خاصة مع دخول طبيبة أخرى في عطلة مرض تدوم شهرا بأكمله.. وفي علاقة بتفاصيل الحادثة فقد تداول العاملون بالمستشفى أخبارا تفيد أن الطبيب المنسحب كان قد عبر عن شعوره بالتعب و»فد مالخدمة» فغادر وأخلى مكانه رغم علمه بوجود مرضى في انتظاره ليعود في حدود التاسعة و35 دقيقة إلى القسم مرتديا ثوب العمل إثر إخباره بالتطورات الحاصلة وانكشاف أمره وذلك في محاولة لاستئناف مداومته ولكن تم منعه واستدعاءه للالتحاق بالجلسة المنعقدة في الإدارة، ويذكر منتمون لقسم الاستعجالي أن لهذا الطبيب تجاوزات مماثلة ومتكررة كان آخرها منذ ثلاثة أشهر حيث غادر القسم صحبة زميلة له إثر انتهاء فترة عملهما في غياب الطاقم اللاحق وهو ما يتخالف مع القانون الداخلي للعمل ما انجر عنه توقف فحص الحالات الاستعجالية لمدة ساعتين كاملتين ورفضه قبل ذلك دعوته للنزول للعمل في حادثة انقلاب القطار القادم من باجة رغم تواجده بالمستشفى، وهي تجاوزات لم يقع اتخاذ القرارات المناسبة في شأنها فكان التساهل معها وتجاهلها سببا مباشرا في عدم الانضباط واستهتار البعض وحطهم من سمعة المستشفى التي يعمل آخرون على رفعها ويسعون بشتى الطرق والوسائل لتلميع صورة المؤسسة وتوسيع نطاق عملها وتحسين آدائها.. حادثة غريبة ينتظر أن تكون بداية توجيه سلطة الإشراف لعنايتها لمستشفى طبربة ودعوة لتفعيل رقابة صارمة لإدارة المستشفى على كل الأقسام..