كشفت في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول الوحدات الأمنية لمنطقة الأمن الوطني بصفاقس الشمالية النقاب عن احدى أكبر قضايا التحيل والابتزاز بالجهة، حيث القت القبض على المشتبه به وحجزت هاتفا محمولا وحاسوبا يتضمنان مجموعة كبيرة من صور ضحاياه من المراهقات وهن عاريات، ومن المنتظر ان يحال اليوم الجمعة على انظار النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس لمواصلة التحريات معه واتخاذ بقية الاجراءات القانونية في شأنه. وقائع هذه القضية التي هزت عاصمة الجنوب تفيد بأن شابا في الرابعة والثلاثين من العمر ومحل ثلاثة مناشير تفتيش لفائدة المصالح الأمنية من أجل السرقة والتحيل، تفتقت قريحته على حيلة شيطانية لابتزاز الفتيات وخاصة المراهقات منهن، اذ أنشأ حسابا وهميا على موقع التواصل الاجتماعي"الفايسبوك"، وضمنه معطيات مغلوطة حول جنسه ومهنته. طبيبة لتقديم النصائح انتحل المشتبه به صفة طبيبة وبدأ في الابحار في المجموعات المخصصة للنساء ويتظاهر بتقديم النصائح الطبية ما لفت انتباه عدد من المشاركات في المجموعة فأرسلن له طلبات صداقة على أساس أنه طبيبة دون ان يكن على علم بحقيقته، كما قام هو بإرسال طلبات صداقة لعدد من المراهقات حتى اصبح صديقا لعدد كبير من الفتيات والقصّر خاصة.. واصل المشتبه به سيناريو التحيل والايهام بأنه طبيبة، وذلك بتقديم المزيد من النصائح الطبية لصديقاته حتى كسب ثقتهن، وبتن يرتحن له وللتحاور معه وهن اللاتي ظنن انهن يتحدثن الى طبيبة، حينها مر الى الجزء الثاني من المخطط استعدادا للجزء الثالث المتمثل في الابتزاز بشتى الطرق. فحص عن بعد.. أثناء المحادثات السرية مع الفتيات الخاليات الذهن من المخطط الدنيء والقذر والمتعلقة في غالب الاحيان بأمور طبية وصحية يطلبن عادة توضيحات أو تفسيرات طبية لأشياء ظنوا انها غير عادية في اجسامهن، فكان يستغل الفرصة مباشرة ويطلب من ضحيته فحصها عن بعد فتكشف له عن جسمها بما فيه الأماكن الحساسة فيلتقط حينها وفي سرية تامة صورا لها وهي عارية، مكتفيا لاحقا بالرد على استفساراتها كتابة.. رحلة الابتزاز بعد الحصول على صور للفتيات وهن عاريات، مر المتحيل الى الجزء الثالث والاخير من المخطط والمتعلق بابتزاز ضحاياه، اذ يفاجئهن بعد ايام بحقيقته.. شاب عاطل عن العمل انتحل صفة طبيبة في العالم الافتراضي لجمع المال او ممارسة الجنس.. حيث يرسل لكل ضحية من ضحاياه تهديدا بالاستسلام لرغباته الدنيئة او نشر صورها وهي عارية تماما على الانترنات وبالتالي فضحها أمام الجميع... جنس وأموال تمكن المشتبه به من إسقاط 14 ضحية في شراكه جلهن من المراهقات، حيث توصل الى ممارسة الجنس مع اربع منهن وسلب البقية اموالا ومصوغا، حتى ان احدى المتضررات سلمته مبلغا ماليا قدره 1300 دينار بينما كان يسعى ويخطط لاسقاط نحو 50 ضحية أخرى بدأ في التواصل معهن على تطبيقة الميسنجر من اجل ابتزازهن أيضا ودفعهن الى ممارسة الجنس معه او تسليمه المال. ضحية فتاة جميلة في خضم هذه الألاعيب القذرة اعترفت مراهقة لعائلتها بما تعرضت له من تحيل وابتزاز من قبل شاب أوهمها انه طبيبة، فتقدم والدها بعريضة في حقها الى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس طالبا تتبع المشتبه به"المجهول"، فأذنت النيابة العمومية بفتح بحث في الغرض ضد مجهول واحالت الملف مساء يوم الاثنين على فرقة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل بمنطقة الأمن الوطني بصفاقس الشمالية. تعهد الاعوان بالبحث في الموضوع وأولوه عناية خاصة، وبفضل حنكتهم وحرفيتهم تمكنوا بعد نحو 48 ساعة من الاطاحة بالمشتبه به... كيف ذلك؟ أنشأ الاعوان حسابا وهميا على الفايسبوك باسم مراهقة وهمية وضمنوه صورا خاصة لها وأرسلوا طلب صداقة لحساب الطبيبة المزيفة الذي يديره المتحيل، فقبل صداقتها بسرعة بعد ان سال لعابه عندما رأى جمالها في الصور، ودون مقدمات انطلق الاعوان في التحاور مع المشتبه به وارسلوا له صورا يحبذها ثم انقلب عليها وبدأ في ابتزازها ظنا منه انه يتحاور مع صاحبة الصور. وافق الاعوان على طلبه وضربوا له موعدا في مقهى، وفي ساعة متأخرة من مساء أمس الأول حل المتحيل بالمقهى ومعه وردة لاهدائها لضحيته الا انه تفاجأ بالاعوان يحاصرونه ويلقون القبض عليه، فحاول إيهامهم بأنهم مخطئون في حقه، ولكن بفحص هاتفه لم يجد حلا لورطته سوى الصمت ثم اصطحبوه بالتنسيق مع النيابة العمومية الى منزله حيث حجزوا حاسوبه المحمول والذي بفتحه تبين انه"ملغّم" بصور مراهقات عاريات سقطن ضحايا له، ليعترف بتفاصيل نشاطه القذر.. ويكشف عن تفاصيل مدوية لما فعله.