اسدل الستار هذه الايام على الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، التي التأمت في الفترة الفاصلة بين 20 الى 29 نوفمبر الفارط وكان المفروض ان يتم الاحتفاء بنتائج مسابقاته وبتتويج افضل ما عرض فيه من افلام وأهمها بالنسبة الينا في تونس هو تتويج السينما التونسية بجائزتين، الأولى جائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم عربي وكانت من نصيب الفيلم الروائي الطويل «فتوى» لمحمود بن محمود والثانية جائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير حاز عليها الفيلم الروائي القصير «إخوان» لمريم جوبار. ولكن وعوض ان يتم التنويه والاحتفاء بمجهود المتوجين في هذا المهرجان المهم وبمجهود منظميه وتميز المادة السينمائية المعروضة فيه ومحافظته على مبادئه وثوابته وإضافاته للساحة السينمائية العربية وخلقه لفرص التلاقي والتفاعل وعقد صفات التوزيع وبيع وشراء الافلام وتكريم ضيوفه وتعرّف المخرجين على الممثلين والمنتجين، غطت الفضائح على نتائج المهرجان وعلى الفيلمين التونسيين للأسف. ونحن نعرف اهمية ان تحصل السينما التونسية على تتويجين مهمين في بلد السينما العربية مصر وما ادراك. هذه الفضائح التي الهت الاعلام ونغصت فرحتنا شهدها السجاد الاحمر في حفل الاختتام الذي حضره عدد كبير من نجوم الفن في مصر والوطن العربي وقد لفت بعضهم الانتباه بتقبيل زوجاتهم مثل فاروق الفيشاوي وبعضهم الآخر بالملابس التي اعتبرت فاضحة وشفافة حتى انه ستتم قريبا محاكمة الممثلة المصرية رانيا يوسف(44 عاما) في محكمة جنح الأزبكية ( محاكم الجنح بالقاهرة) على اثر دعوى رفعها ضدها ثلاثة محامين. وقالت بوابة الأهرام مثلا إن النيابة العامة تلقت بدورها بلاغات ضد الممثلة بزعم ارتكاب الفعل العلني الفاضح، والتحريض على الفسق والفجور، والإغراء، ونشر الرذيلة. الفستان لبسته ممثلات أخريات مع فارق فجر الفضيحة الفستان الاسود الشفاف جدا الذي لبسته رانيا يوسف وخدش حياء المصريين فتملصت منها حتى نقابة المهن التمثيلية التي أصدرت بيانا بعد المهرجان جاء فيه أن الملبس الذي ظهرت به بعض الممثلات في الافتتاح والختام «لا يتوافق مع تقاليد المجتمع (المصري) وقيمه وطبائعه الأخلاقية، الأمر الذي أساء لدور المهرجان والنقابة المسؤولة عن سلوك أعضائها العام وسوف تقوم النقابة بالتحقيق مع من تراه تجاوز في حق المجتمع وسيلقى الجزاء المناسب»، لبست تقريبا شبيهه في نفس المناسبة بلون زهري الممثلة صبا مبارك وسبقتها له هيفاء وهبي والممثلة التونسية سلمى محجوبي حين ارتدته خلال حضورها افتتاح الدورة 27 من أيام قرطاج السينمائية (2016) وسبقت به الفنانة العالمية جونيفير لوبيز كل الممثلات العربيات اللائي رغبن في خطف الأضواء ولفت إنتباه عدسات الصحافيين عند المرور فوق السجادة الحمراء . فستان سلمى المحجوبي اثار في تونس ضجة وانتقادات وأكدت التعليقات على انه غير لائق وغير جميل وانه اساء الى جسدها الذي اعتبرته جميلا ومن حقها ان تبرزه عندما وجه لها اللوم ولكن الامر لم يصل الى المحاكم ورفع القضايا. والفرق بين سلمى ورانيا هو ان التونسية تحملت مسؤولية اختيارها في حين تذبذب موقف رانيا بين الاعتداد بذوقها وبكونها فنانة والفنانات مسموح لهن بأي لباس يرونه صالحا لأية مناسبة - ونحن هنا لا يمكن ان نلومها خاصة وأننا نعرف ان الراقصات في مصر يلبسن مثل تلك الملابس ولاعبات الجمباز والسيرك في الكثير من الدول العربية – وبين الاعتذار والتظلم والوعد بان لا تعود الى مثل تلك الملابس الفاضحة حسب تعبيرها. الملابس الفاخرة والأنيقة مطلوبة.. ولكن رغبة بعض الممثلات في جلب انتباه الاعلام والاستحواذ على عدسات الكاميرا خلال السير على السجاد الاحمر اساءت للكثير من المهرجانات وحوّلت وجهتها من مناسبات التزام ونضال من اجل القضايا الانسانية مثل ايام قرطاج السينمائية الى مناسبة يتنافس فيها مصممو الازياء ومصففو الشعر وبائعو الماكياج في عرض سلعهم ومهاراتهم وأساء سوء فهم السجادة الحمراء كثيرا هذه السنة الى المهرجانات المصرية مثل مهرجان الجونة السينمائي ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي. صحيح انه من المحبذ ان تظهر نجمات التمثيل ومشاهير الشخصيات العامة والفنانين بملابس جميلة وفاخرة انيقة للسير على السجادة الحمراء ولكن مع مراعاة واقع وراهن المناسبة حيث انه لكل مقام مقال. السجاد الاحمر يصيب بعض المهرجانات النضالية الملتزمة في مقتل ان ما اعتبر فضيحة في اختتام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي اسال الكثير من الحبر ودعت له الاذاعات والقنوات التلفزية العربية ومن بينها «ام بي سي 4 « في برنامج «ترانديغ» الكثير من خبراء الموضة او شرطتها فتبين انه للسجادة الحمراء قوانين صارمة وعلى كل من يدعى للسير عليها ان يلتزم بها ومن اهمها ارتداء الزي المناسب المريح والمشرق حتى في سواده والحذاء غير القابل للالتواء وإخفاء الوزن الزائد بحركة وضع اليد على الخصر والتركيز مع عدسات المصورين ورسم الابتسامة على الوجه لان الظهور بوجه عبوس قد يساء فهمه وتفسيره ومن المستحسن ان تخلو الابتسامة والطلة من التصنع والتكلف والتمثيل، وان تكون الحركات والمشية عفوية، لان التلقائية تضمن الجاذبية ولفت الانظار اكثر من تبادل القبل او الفساتين الفاضحة والغريبة مثل الفستان الذي ارتدته الفنانة ايمان الشريف في مهرجان الجونة السينمائي بمصر. والمرور امام عدسات الكاميرا والوقوف تحت الاضواء حتى لو كان سريعا يمكن ان ينبئ عن درجة ثقة النجم في نفسه ويفضح توتره لذا من المهم ومن المستحسن الابتعاد عن لباس كل ما فيه جيوب يمكن ان تتسع لوضع اليدين فيها او اللعب بحقيبة اليد عن لاوعي. اما الخطأ الشائع بين الكثير من الشهيرات من نجوم عالم الفن والسينما فهو ارتداء اللون الاحمر الذي يظهرهن كتتمة للسجاد الاحمر او نتوءات فيها (الممثلة كندة علوش مثلا). واحترام هذه القوانين حسب المختصين في الموضة يضمن بصفة عامة المرور على السجادة الحمراء بسلام دون فضائح ولا انتقادات ولا سقوط امام عدسات الكاميرا او التعثر والتعري غير المقصود. وهكذا للاسف تحولت وجهة الاعلام من تقييم المهرجان ونتائجه لنشر تدخلاتها المرئية والمسموعة والمكتوبة وهي تعتذر عن الفستان الذي ظهرت به وتقول:»لم أكن أقصد الظهور بشكل يثير حفيظة وغضب الكثيرين ممن اعتبروا الفستان غير لائق..ومن الممكن أن يكون خانني التقدير حيث ارتديت الفستان للمرة الأولى... ثم ان آراء مصممي الأزياء ومتخصصي الموضة غالبا ما تؤثر على قرارات اختيار الملابس.. ربما أخذوا في الاعتبار أنني سأظهر به في مهرجان دولي». وهكذا حرم الحديث عن فستان رانيا يوسف المهرجان من الاهتمام الاعلامي ومن التنويه بجوائزه حيث انقسم الرأي العام المصري وقادته في الصحافة المصرية بين منتقد لها ومؤيد لحقها في ارتداء ما تراه من ملابس وهؤلاء لم يروا الفستان ألا من الامام..