باريس (وكالات) قال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير، الاثنين، إنه يتعين على الرئيس إيمانويل ماكرون توحيد البلاد المنقسمة خلال خطابه للأمة وكذلك وضع حد للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تضر بالاقتصاد. ووضعت احتجاجات السترات الصفراء التي دخلت اسبوعها الرابع على التوالي السبت الماضي الرئيس الفرنسي أمام تحديات معقدة. وأضاف لو مير لمحطة (آر.تي.إل) «بلادنا منقسمة بشدة.. بين من يرون أن العولمة أفادتهم ومن يواجهون مشاكل لتدبير نفقات المعيشة ويقولون.. العولمة ليست فرصة بل تهديدا.. دورالرئيس هو أن يوحد البلاد». ونشبت أعمال شغب في العاصمة باريس ومدن أخرى على مستوى البلاد، يوم السبت، في رابع عطلة نهاية أسبوع تشهد احتجاجات واضطرابات اندلعت في البداية بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة لكنها تحولت إلى تمرد أوسع نطاقا ضد ماكرون. وأضاف لومير لمحطة (آر.تي.إل) «بلادنا منقسمة بشدة.. بين من يرون أن العولمة أفادتهم ومن يواجهون مشاكل لتدبير نفقات المعيشة ويقولون.. العولمة ليست فرصة بل تهديدا.. دورالرئيس هو أن يوحد البلاد». وأحجم وزيرالمالية عن الإفصاح عن أرقام محددة للنموالاقتصادي السنوي المتوقع لعام 2018 لكنه قال إن موجة الاضطرابات تضر بصورة فرنسا بين المستثمرين الأجانب وستقلل الناتج في الربع الأخير بمقدار0.1 نقطة مائوية. ومن المفترض أن يوجه الرئيس الفرنسي في وقت متأخر خطابا يتلفزيا في محاولة لتهدئة احتجاجات حركة «السترات الصفراء» التي تشكل أقوى تحد لرئاسته حتى الآن منذ توليه السلطة قبل 18 شهرا. حصيلة احتجاجات السبت الرابع وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، أن «عدد الموقوفين في تظاهرات باريس من حركة «السترات الصفراء» السبت بلغ 1723 شخصا». ووفقا ل»فرانس 24»، فقد أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، الأحد، في بيان لها، أن «عدد الموقوفين في تظاهرات باريس بلغ يوم السبت الماضي 1723 شخصا». وأعلنت السلطات الفرنسية، إصابة 118 من طرف المتظاهرين و17 من قوات الأمن مع استمراراحتجاجات جماعة «السترات الصفراء» في عموم البلاد ضد السياسات الضريبية، مشيدة بتعامل قوات الأمن مع المتظاهرين. من جانبه، قال رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب، «أحيي التحضير الجيد الذي قامت به قوات الأمن، أشكر كل من ساهم بوضع الخطة الأمنية التي نجحت»، مضيفا أن «الحوار مطروح على الطاولة مع المحتجين»، و»الرئيس ماكرون سيتكلم لكي يضع حجر الأساس للحوار». وفي أول تعليق له، وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الشكر لقوات الشرطة الفرنسية، وقال في تغريدة له عبر «تويتر»»إلى جميع قوى النظام المعبأة اليوم، أشكركم على الشجاعة والمهنية الاستثنائية التي أظهرتموها». ويستمر «السترات الصفراء»، في حراكهم للأسبوع الرابع على التوالي على الرغم من تراجع الحكومة عن قرارها زيادة الضريبة على الوقود وإلغائها بشكل نهائي. وتطالب الحركة بتحسين أوضاع المعيشة، وخفض الضرائب، وإيجاد حل لهبوط القيمة الشرائية، كما يطلبون من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن يستمع إليهم متهمين إياه ب»العجرفة» و»التكبر». وشهدت فرنسا أربعة أسابيع من الاحتجاجات العنيفة ضد رفع ضريبة الوقود، وتكاليف المعيشة وغيرها من القضايا. وخرج حوالى 136 ألف متظاهر من «السترات الصفراء» إلى الشوارع يوم السبت على الرغم من اعتقال أكثر من 1200 شخص.وقد تضررت العاصمة باريس بشكل خاص، حيث تحطمت نوافذ، وأحُرقت سيارات، ونهبت متاجر. ووصف وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، احتجاجات ذوي «السترات الصفراء» بأنها «كارثة» للاقتصاد الفرنسي. وقد شهدت فرنسا مظاهرات مستمرة في عطلة نهاية الأسبوع لأربعة أسابيع متوالية ضد ارتفاع أسعارالوقود وتكاليف المعيشة وقضايا أخرى.وأغلق عدد من المواقع السياحية، ومن بينها برج إيفل ومتحف اللوفر، خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة. ووصف لوميرالوضع السائد بأنه «أزمة» للمجتمع وللديمقراطية.وقال خلال زيارة تفقدية للمحلات التجارية التي تعرضت لأضرار خلال الاحتجاجات «إنها كارثة للتجارة وكارثة على اقتصادنا». ويقول مراسلون إن السترات الصفراء هي حركة شعبية لا ترتبط بأي طرف، لكن بعض النقابات العمالية تبنت قضيتها وشجعت الحكومة على الاستماع إلى شكواهم. ماكرون يبحث البدائل وأفادت صحيفة لو فيجارو بأن رئيس الوزراء إدوارد فيليب وتسعة وزراء حضروا أمس إجتماع ماكرون. وقالت وزيرة العمل موريل بينيكود إنه سيعلن «إجراءات فورية وملموسة» ردا على الازمة. وتجنب ماكرون الظهور خلال الاحتجاجات، وقد دعا العديد من المتظاهرين لاستقالته. وقد تعرض لانتقادات لكونه «منفصلا» عن واقع وكفاح المواطن العادي. وبعد اجتماع مع ممثلي «السترات الصفراء» الأشبوع الماضي، وافقت الحكومة الفرنسية على إلغاء زيادة الضرائب على الوقود، وجمدت أسعار الكهرباء والغاز لعام 2019.