نفذ 150 من سواق شاحنات نقل المحروقات ليلة أول أمس إضرابا عشوائيا تسبب في اضطرابات كبيرة على مستوى محطات بيع الوقود، إضراب تبرأ منه اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف... في الأثناء أعلنت الغرفة النقابية الوطنية لموزعي قوارير الغاز المنزلي بالجملة أمس، تعليق نشاط توزيع قوارير الغاز بالجملة على كامل تراب الجمهورية وذلك ابتداءً من يوم الإثنين17 ديسمبر الجاري على خلفية عدم تنفيذ مطالبهم المادية. من جهتها وزراة الصناعة تعرب عن قلقها... مشهد "كاراكوزي" بحت ذاك الذي تعيش على وقعه بلادنا، ولمن لا يعرف "الكاراكوز" فهو نوع مسرحي ساخر بخيال الظل وصل إلى تونس في القرن الرابع عشر من قبل العثمانيين، وتعتمد عروض الكاراكوز أساسا على دمى "الأراجوز" ذات الأصل التركي وتعني "قره قوز" بمعنى "ذو العين السوداء"، وذلك دلالة على سوداوية النظر إلى الحياة، وكلمة "كاراكوز" تستعمل في العامية التونسية للدلالة على مدى السوء والانخرام والتفاهة لوضعية ما... ونحن اليوم في وضعية "الكاراكوز"، فمّا حليب.. ما فمّاش، فمّا تعليم.. لا ما فمّاش.. فمّا مازوط.. ما فمّاش، فمّا فلوس.. ما فمّاش... وعلى رأي المواطن البسيط فإن "حالتنا متعبة أصل": الفوضى تعمّ أرجاء المكان ولا أحد يكترث لمصير البلاد، هذا يُغنّي على ليلاه، وهذا يتصرف وفق هواه، وبين هذا وذاك مواطن "يتشفع" ويردد "يا ربي بلغ الصبر منتهاه"... فعلا نفذ مخزون الصبر أمام "الكاراكوز" الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي أوصلjنا إليه نخب مستهترة، وفئات مستكرشة، شعارها "روحي روحي ولا ترحم من مات".. وليعلم هؤلاء أن: "البغي يصرع أهله وعلى الباغي تدور الدوائر"...