شراكتنا مع كوريا الجنوبية يجب أن تتطور وتتوسع لتشمل مجال التعاون الثلاثي الموجه إلى الدول الإفريقية هذا ما أكده رئيس الحكومة يوسف الشاهد في افتتاح منتدى الأعمال التونسي والكوري مؤكدا الرغبة في إبرام اتفاقية التجارة التفاضلية مع كوريا الجنوبية. الرفع من مستوى التعاون وأكد رئيس الحكومة بالمناسبة على الأهمية الإستراتيجية التي تكتسيها زيارة الوزير الأول الكوري الجنوبي إلى تونس خاصة وأنها الأولى من نوعها منذ بداية العلاقات الدبلوماسية الثنائية، وهي حاملة لديناميكية جديدة بين البلدين. وأضاف يوسف الشاهد أن هذا المنتدى يكتسي أهمية بالغة بالنسبة إلى البلدين وأن كلا الوفدين سيقومان ببحث واستكشاف السبل والطرق الكفيلة بالرفع من مستوى التعاون المشترك وتنويع مجالات التشاور بهدف تعزيز الشراكة ودفع المبادلات التجارية إلى مستويات أفضل، مشيرا إلى أن هذا المنتدى يوفر الإطار المناسب الكفيل بضمان متابعة كافة التوصيات المضمّنة بمحضر اللجنة المشتركة التونسية – الكورية الذي تم توقيعه بسيول في أفريل 2018 بمناسبة زيارة وزير الشؤون الخارجية. ودعا رئيس الحكومة رجال الأعمال وممثلي المؤسسات الاقتصادية والتجارية في البلدين إلى الاستفادة من هذا الزخم لبحث تفاصيل القطاعات التي تم تحديدها ووضع خطة عمل تمكنهم من التحرك بنجاعة من خلال آلية فاعلة مثل «مجلس الأعمال التونسي - الكوري» مبرزا حرص تونس على إرساء علاقات قوية وعلى وضع إستراتيجية طويلة الأمد مع شركاء آسيويين رئيسيين مثل جمهورية كوريا الجنوبية. وحث يوسف الشاهد المستثمرين الكوريين إلى النظر في إمكانية بعث مشاريع شراكة بتونس لما توفره مجلة الاستثمار الجديدة من امتيازات وإعفاءات ضريبية باعتبار تونس منصة إقليمية وبوابة للإنتاج مضيفا أن الشراكة التونسية الكورية يجب أن تتطور لتشمل مجال التعاون الثلاثي الموجه إلى الدول الإفريقية، وأكد أن هذه الزيارة ستعطي ديناميكية جديدة للعلاقات بين البلدين، كونها أول زيارة لوزير أول كوري إلى تونس خاصة وأنها تتزامن مع استعداد البلدين للاحتفال بالذكرى الخمسين لإرساء العلاقات الدبلوماسية بينهما في 31 مارس 2019. ومن جانبه، نوه الوزير الأول الكوري الجنوبي لي ناك – يون بنجاح المسار الديمقراطي والاستقرار السياسي في تونس معتبرا أن بلادنا تنتهج منهجا اقتصاديا متميزا وأن كوريا الجنوبية تقف إلى جانب تونس من أجل إنجاح مسيرتها الاقتصادية والتنموية. كما أكد الوزير الأول الكوري الجنوبي أن التعاون الثنائي سيشمل مجالات عدة خاصة تكنولوجيات المعلومات والاتصال والفلاحة والتجارة والطاقات المتجددة والتعليم والتكوين. فرصة ثمينة ومن جانبه أكد سمير ماجول أن علاقات التعاون بين تونسوكوريا الجنوبية ورغم أنها تعود إلى عدة عقود إلا أنها تبقى دون مستوى طموحاتنا في المجال الاقتصادي كما عبر عن أمله لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين لا سيما وأن الزيارة التي يؤديها رئيس الوزراء الكوري الجنوبي هي الأولى من نوعها. واعتبر أن المنتدى يمثل فرصة ثمينة للفاعلين الاقتصاديين في البلدين لمناقشة وتحديد أولويات التعاون الثنائي بهدف إرساء نموذج للعلاقات يستفيد من المزايا التي يوفرها اقتصاد كل من البلدين ما سيمكن من خلق قيمة مضافة عالية. وأبرز أن رقم المعاملات بين البلدين لم يتجاوز 250 مليون دولار وهو معدل ضعيف جدا يمكن أن يكون أكثر بكثير مما هو عليه اليوم لا سيما وأن تونس لها عديد الميزات مثل المنتجات الزراعية وخاصة زيت الزيتون والتمور والقوارص ومكونات السيارات. وشدد رئيس اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية قائلا أنه لكل من تونسوكوريا الجنوبية مزايا تفاضلية عديدة على الفاعلين الاقتصاديين استثمارها وتوظيفها كأحسن ما يكون خاصة وأن تونس تقع في مفترق الطرق بين أوروبا وإفريقيا والعالم العربي، مؤكدا على أن هذا الموقع الاستراتيجي يمكن أن يجعل من بلادنا بوابة لهذه الأسواق ذات الأهمية الكبرى خاصة وأنها تتمتع بمزايا عديدة وبمهارات وخبرة كفاءاتها في عدة مجالات كالتكنولوجيا الحديثة وصناعة مكونات السيارات والصناعات الغذائية والنسيج. وشدد ماجول على أن كل هذه المزايا قادرة أن تحفيز الشركات الكورية الجنوبية على الاستثمار في تونس ما سيمكن من خلق مواطن شغل وهو ما يتطلب إيجاد الوسائل الكفيلة بتطوير شراكة تجارية واستثمارية مربحة للطرفين. فتح آفاق واعدة وفي الذات السياق أفاد خليل العبيدي رئيس الهيئة التونسية للاستثمار أن الاتفاقية التي تم إبرامها بين الهيئة مع نظيرتها الكورية الهدف منها تشجيع تبادل الاستثمارات بين البلدين التي تعد ضعيفة جدا كونها لا تتجاوز 6 استثمارات كورية في تونس 3 في الميدان الصناعي و3 في مجال الخدمات بحجم لا يتجاوز 60 مليون دينار من أهمها مشروع لصناعة كوابل السيارات وآخر في الساحل وهو في إطار الشراكة بين رؤوس أموال تونسية وأخرى كورية جنوبية في صناعة الدراجات النارية والهوائية. واعتبر أن الهدف من الاتفاقية تبادل المعلومات حول آفاق الاستثمار وحول الإجراءات الديوانية والجبائية وتبادل الزيارات وتنظيم المؤتمرات لرؤوس الأموال التونسية بهدف دفع سبل الاستثمار. وبيّن أن هناك إمكانيات كبيرة فتحت اليوم لتونس وللاستثمارات التونسية على اعتبار أن كوريا الجنوبية قد باتت اليوم من الدول المتقدمة والغنية والقادرة على فتح آفاق واعدة لبلادنا. إبرام 3 اتفاقيات وتم بالمناسبة التوقيع على ثلاثة اتفاقيات تعاون بين تونس وجمهورية كوريا الجنوبية تشمل مذكرة تفاهم بين مركز النهوض بالصادرات «CEPEX» والوكالة الكورية الجنوبية للتجارة والاستثمار «KOTRA»، إلى جانب مذكرة تفاهم بين الهيئة الوطنية للاستثمار «TIA» والوكالة الكورية الجنوبية للتجارة والاستثمار «KOTRA»، بالإضافة إلى محضر المناقشات والتقييم لتجديد منظومة الشراءات الالكترونية TUNEPS»» بين الهيئة العليا للطلب العمومي والوكالة الكورية الجنوبية للتعاون الدولي «KOICA».