بعد أو ظهور له في الساحة الثقافية والفنية التونسية منذ أكثر من أربع سنوات، استطاع السوري عبدالله المريش أن يتحيز مكانة في المشهد الفني في تونس خاصة أنه خير الاستقرار هن ومواصلة دراسته الجامعية بالمعهد العالي للموسيقى بتونس. ولعل ما سهل ذلك هو اقتران ظهوره بالفنان القدير لطفي بوشناق والصعود معه على ركح المسرح الأثري بقرطاج في الحفل الذي أحياه هذا الأخير في صائفة 2015 ومشاركته في الأغنية "تحت السيطرة" التي لحنها الفنان السوري الشاب ومن كلمات مازن الشريف وهو من نوع "ديو". وتحدث عبد المريش عن هذه التجربة قائلا:"في الحقيقة كانت معرفتي للفنان القدير شرف كبير وتعزز ذلك بالتعامل معه ليس في هذا العمل فقط وإنما في أعمال أخرى آخرها "تفاءل بالخير" من ألحاني وكلمات الشاعر اللبناني ألكسي قسطنطين. خاصة أن من عرفني به هو الفنان اللبناني القدير وديع الصافي سنة 2012 أثناء مشاركتي في حفل مع الفنان الراحل". ويذكر أن انطلاقة عبد الله المريش كانت من لبنان أين قضى هناك ما يقارب سبع سنوات تعامل فيها مع الراحل وديع الصافي وأيضا مع غسان الرحباني. لينتقل بعد ذلك للاقامة بتونس. وعلل هذا الأخير سبب اقتران اسمه بعمالقة الفن رغم أنه لا يزال في بداية مشواره الفني قائلا:"صحيح أني اخترت أن أتعامل مع فنانين كبار دون سواهم لأني أحب التعامل مع عمالقة الفن لأني أريد أن أمشي على خطاهم في ذوقي ومسيرتي واختياراتي بعيدا عن أي تفسير آخر أو قراءات مغرضة خاصة أولائك الذين يعتقدون أني أحب الشهرة من خلال التعامل مع "النجوم" في حين أن الظهور الإعلامي لا يعنيني بالقدر الذي أحب أن أرى أعمالي تحظى بثقة وإجماع أهل الفن أولا والجمهور الفني بشكل خاص". فيما يتعلق بإمكانية تعامله مع أسماء أخرى لفنانين في تونس أكد عبد الله المريش أنه منشغل هذه السنة بالدراسة لأنه في المرحلة النهائية في دراسته الجامعية بتونس. ولكنه لم ينف وجود مشروع تعامل مع فنانة تونسية في أغنية "ديو" فضل عدم ذكر اسمها لأن الاتفاق النهائي بين الطرفين لم يتم بعد. وأضاف في نفس السياق قائلا: "صحيح أني اكتفيت بالتعامل مع الفنان القدير لطفي بوشناق فقط في تونس ولكن ربما في المستقبل يكون لي تعامل مع أسماء أخرى خاصة تلك التي أجد التناغم السهل معها لأن ما يهمني هو القيمة الفنية للأسماء التي أتعامل معها". وعن قبوله الغناء في الفضاءات الخاصة بما في ذلك المطاعم والملاهي الليلية وغيرها وغيرها مقابل تمسكه بالتعامل مع "الكبار" دون سواهم في أعماله أكد محدثنا أنه يميل للون الطربي في اختياراته وقبوله الغناء في مثل هذه الفضاءات لا يتضارب مع اختيارته لأن ما يقدمه في هذه الفضاءات والمناسبات الخاصة لا يحيد عن ذائقته وسقف اختياراته الفنية وهو يعمل على الالتزام بذلك في المناسبات التي تتاح له الغناء فيها إيمانا منه بأهمية رسالة ودور الفنان في السمو بذوق الجمهور أينما ما كان. كما أنجز مؤخرا أغنيتين الأولى "مصر يا أم الدنيا" من كلمات الشاعر السوري عاطف صقر وألحانه وغنائه والغنية الثانية "حياك أو البنت الشرقية" كتب كلمات الشاعر اللبناني الأكسي قسطنطين ومن غنائه وألحانه. وفيما يتعلق بمواصلة التجربة والإقامة في تونس بعد حصوله على الإجازة في الموسيقى نهاية العام الدراسي الحالي أكد الفنان السور أنه لم يفكر في الأمر إلى حد الآن ولم يفكر بعد في مغادرة الوسط التونسي.