تونس الصباح: أحيا عدول التنفيذ الذكرى الخمسين لتونسة سلك العدول المنفذين وقد اقترن الاحتفال بانعقاد المؤتمر 21 للعدول المنفذين لتجديد الهياكل بانتخاب اعضاء مجلس الهيئة الوطنية عميدا واعضاء، وقد كانت النتائج على النحو التالي: العميد: عبد القادر بوطبة، الاعضاء: فتحي الرابحي، عبد المجيد الهمامي، محمد عارف الشابي، سامي بالنور، مختار البكاري، محمد العيادي. وعلى هامش هذه الاحتفالات التي عاشها عدول التنفيذ يومي 22 و23 جوان من الشهر الحالي، التقت الصباح بالاستاذ محمد الماجري العدل المنفذ بأريانة واجرت معه الحديث التالي: * الصباح: اقترنت احتفالات العدول المنفذين بالذكرى الخمسين لتونسة سلك العدول المنفذين بفعاليات المؤتمر 21 لانتخاب مجلس جديد لهيئة العدول المنفذين فكيف كانت اجواء الاحتفال بالمناسبتين؟. خصص اليوم الاول لاحياء الذكرى وخصص اليوم الثاني للمؤتمر وتمثلت الاحتفالات في ثلاثة محاور، 1) كلمات ترحيب وشكر الى ومن اربعة وفود اجنبية حضرت لمشاركتنا في الاحتفال بالذكرى ثم خطاب السيد وزير العدل وحقوق الانسان متبوعا بالتكريم، 2) جانب علمي يتمثل في عدد من المداخلات، 3) سهرة فنية، ومنذ البداية اقول بان هذا الاقتران لم يكن محمودا اذ ان الطابع الانتخابي قد طغى على الجانب الاحتفالي وفي نظري فان مجلس الهيئة المتخلية لم يوفق في اعطاء الخمسينية المكانة التي تستحقها وان مظاهر الاحتفال لم تكن مناسبة لحجمها، ولعل ذلك يعود الى ان اربعة من اعضاء المجلس جددوا ترشحهم لخوض الانتخابات (2 للعمادة و2 للعضوية) من جملة سبعة اعضاء ومن جهة اخرى فقد برزت حملة الانتخابات مبكرا بحجم لم تشهده مهنة عدالة التنفيذ، اذ ولاول مرة يتقدم سبعة مترشحين لمنصب العمادة انسحب اثنين منهم اثنان في اخر لحظة وهو ما جعل مجلس الهيئة تأخذه الغفلة فلم يكن الاحتفال في حجم الذكرى التي انتظرها عدول التنفيذ. فالنقص الاول يتمثل في غياب معرض وثائقي يجسم اهم مراحل المهنة والتذكير بأهم محطاتها وان المعرض الوثائقي ضروري لشبان المهنة ليتحقق التواصل بين الماضي والحاضر وان اقامة معرض يمثل ركيزة اساسية لمثل هذه المناسبات والعميد مراد اسكندر يذكر المعرض الذي اقيم بمناسبة خمسينية الاتحاد الدولي الذي خصص جناح منه لتونس، وعلى كل حضرت المعارض بمناسبة الاحتفالات بالخمسينية على النطاق الجهوي التي انطلقت من مدنين (الصباح بتاريخ 2007/1/28) واقيم على هامشه معرض وثائقي شد انظار الحضور. واما النقص الثاني فيهم التكريم في جانب اهل المهنة اذ لا مبرر لمجلس الهيئة لما اقتصر التكريم على عميد واحد من العمداء الذين تداولوا على منصب العمادة وتغافل عن تكريم البقية وفي رأيي فان المناسبة يجب ان تشملهم جميعا، لان مجرد التفكير في عميد من العمداء يجرك حتما للتفكير في البقية اذ انهم جميعا خدموا مصلحة المهنة وان تكريمهم في هذه المناسبة هو اعتراف واجب من عدول التنفيذ لجميعهم وهي مناسبة لجمعهم معا في نفس الدرجة من التكريم. واما تكريم عدل منفذ واحد من العدد الجملي لعدول التنفيذ في مناسبة بهذا الحجم يثير اكثر من نقطة استفهام. فالتكريم لم يكن متناسقا من حيث العدد الذي خصص لغير المنتمين للمهنة ومن حيث العدد المخصص للمنتمين للمهنة! اما الخطأ الذي يتكرر فيهم الجانب العلمي اذ ان التظاهرات العلمية التي تنظمها هيئة العدول المنفذين عيبها الوحيد هو تخصيص فترة زمنية ضيقة جدا لعدد كبير من التدخلات مما يمس بموضوع المداخلة ويقلل من فرص النقاش لمواضيع اجرائية تتطلب التأني، ففي مناسبة الحال سبعة مداخلات على غاية من الاهمية حدد ميعاد انطلاقها في حدود الساعة الحادية عشر ونصف وبقطع النظر عن التأخير الحاصل نتيجة تمطيط المدة الزمنية المخصصة للتشريفات وكلمات الضيوف والتكريم، اعتقد ان الحصة الصباحية لا تحتمل الا المحور الاول يضاف له حوار مفتوح لتقييم مسيرة السلك والوقوف على حال المهنة وهيكلها وخلق حوار بين مختلف اجيال العدول المنفذين وان البرنامج العلمي يستحق حيزا زمنيا افضل. * الصباح: لاحظنا استعمال مصطلحين لهذه الذكرى «تونسة سلك العدول المنفذين» و«احداث مهنة عدل التنفيذ» فأيهما ينطبق على المناسبة؟ اعتقد ان اكثر المصطلحين انطباقا ودقة ليتناسب مع ذكرى 24 جوان 1955 هي تونسة السلك، ذلك ان عدالة التنفيذ كانت موجودة قبل هذا التاريخ في ثلاثة هياكل احدها مخصص للفرنسيين وثانيها مخصص لليهود وثالثها مخصص للتونسيين، وبذلك فان الحديث عن احداث مهنة العدل المنفذ فيه انكار اجزء من التاريخ، فالنص القانوني المتمثل في الامر العلي المؤرخ في 24 جوان 1955 جاء تحت عنوان «اعادة تنظيم خطة العدالة واحداث هيئة عدول منفذين وكتبة لهم محلفين» فاعادة تنظيم الشيء وترتيبه يؤكد اولا انه موجود، غير ان الحاجة قد دعت الى تنظيمه فألغى النظامين الفرنسي واليهودي وهو ما يعني التونسة واما «احداث هيئة عدول منفذين» الواردة بعنوان النص القانوني فالمراد منها هو الشكل الجديد الذي اوجده المشرع في ذلك التاريخ من حيث الجمع بين وظيفتي الاشهاد والتنفيذ في هيكل واحد. * الصباح: كيف كانت اجواء المؤتمر؟ ان عدول التنفيذ كانوا كعادتهم منضبطين وان الاجواء كانت طيبة وان تعدد المترشحين وما نتج عنه من تكتلات لم يؤثر في سير اعمال المؤتمر التي اضفى عليها رئيس الجلسة الاستاذ عصام الشابي بحنكته وتجربته ودثامة اخلاقه كل اسباب النجاح وكان منتبها لكل كبيرة وصغيرة، وبشهادة الجميع فقد نجح في حسن تسيير اشغال المؤتر، ان التأخير الذي تجاوز ثلاث ساعات في افتتاح الجلسة الانتخابية نتيجة اجراء جوهري لم يمكن من تلاوة التقريرين الادبي والمالي لضيق الوقت وان توزيع التقريرين على الحاضرين مع تزامن فتح باب النقاش لم يوفر فرصة جدية للاطلاع والنقاش، وإن الدعوة لتمكين عدول التنفيذ من التقريرين الادبي والمالي أياما قبل المؤتمر ضرورة ملحة يرجى تنفيذها من مجلس الهيئة الجديد سواء خلال الجلسات العامة السنوية أو الانتخابية. * الصباح: هل أن ما وعد به العميد الجديد كاف لتحقيق ما يطمح له كافة عدول التنفيذ؟ - انطلقت خلال الحملة الانتخابية ببيان انتخابي اطلعت عليه الجميع وآزرني فيه شق كبير من عدول التنفيذ، أما الآن وقد تم انتخابي عميدا لكافة عدول التنفيذ فسوف يتغير برنامج العمل ليشمل جميع المحاور التي تضمنها برنامجي الانتخابي وكذلك الاخذ بجميع توصيات المؤتمرين، ومن المنطقي أني لن أتخلى عن أي أمر فيه مصلحة عدول التنفيذ ومن هذا المنطلق أعتقد أني سوف أتبنى جميع الافكار الايجابية التي جاءت بالبيانات الانتخابية لباقي المترشحين لأني أعلم أنها نالت موافقة جزء من القواعد ولو كانت أقلية وسأسعى إلى توسيع برنامج عمل المجلس الذي يشتمل على الاعضاء المنتخبين وعلى رؤساء الغرف. * الصباح: كيف تبدو لك التشكيلة الجديدة لمجلس الهيئة؟ - بدون مبالغة فإن رؤساء الغرف والأعضاء المنتخبين والعميد هم من خيرة العدول المنفذين، وهم مزيج بين الخبرة والطموح وبحكم تجربتي فإن أدائهم الجماعي هو الذي سيمكنهم من تحقيق آمال العدول المنفذين. * الصباح: إذن فالأمر بيد المجلس الممثل لعدول التنفيذ؟ - ليس هذا هو المقصود، ولكن وبحكم أن سلطة الاشراف مستعدة للحوار وأن طلبات مجلس الهيئة معقولة جدا وتهدف إلى الارتقاء بمرفق عدالة التقاضي والتنفيذ من جهة وتوفير الاسباب الملائمة لاداء العمل اليومي للعدل المنفذ فإن كل المؤشرات توحي بأن المجلس الحالي قادر على تحقيق العديد من الطلبات وحسم عديد الملفات، فكل ما جاء في خطاب سيادة وزير العدل وحقوق الإنسان (الصباح بتاريخ 23/06/2007) سوف يجعل مجلس الهيئة خلال السنة القضائية القادمة أمام فرص جدية لمتابعة المشاريع الموجودة لدى وزارة الاشراف ومن أهمها النظام الداخلي وتنقيح قانون المهنة وموضوع الأجور. * الصباح: كلمة الختام. - أشكر الصباح على اهتمامها بمشاغل عدول التنفيذ ومشاركتهم الافراح وأؤكد أنه لا أحد يشكك في العلاقة المتينة التي تربط العدول المنفذين بجريدة «الصباح» فهم يجدون منها كل المساعدة بخصوص الجانب المهني من حيث الخدمات الممتازة نوعا وكلفة في مستوى الاشهار الذي أوجبه القانون، ويجدون فيها نمطا إعلاميا معاصرا بعيدا عن المغالاة والتهريج، ويجدون فيها مع النخبة المختصة في القانون فضاء متميزا من خلال المقالات القانونية التي تنشر على أعمدتها من حين إلى آخر وكلهم تطلع إلى أن يصبح الجانب القانوني ركنا قارا بالجريدة على غرار الركن الديني أو الاقتصادي مساهمة منها في نشر الثقافة القانونية.