أصدر أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بباجة بداية الاسبوع الجاري ثلاث بطاقات ايداع بالسجن في حق شابين وفتاة بعد أن بينت الأبحاث الأولية تورطهما في مقتل شاب عثر على جثته يوم الاحد الفارط ملقاة بخندق مائي. ووفق ما ذكره مصدر أمني بمجاز الباب في اتصال مع «الصباح» فان حيثيات القضية تشير إلى ان صديقين شابين من مواليد 1994 اصيلي معتمدية تستور من ولاية باجة عمدا يوم السبت الفارط الى احتساء كمية من الجعة وفي حدود منتصف النهار من ذلك اليوم تحولا على متن سيارة الى مدينة مجاز الباب قصد شراء كمية اضافية من الجعة بعد أن نفذت الكمية الاولى وقد اتصلا بإحدى الفتيات بالجهة (من مواليد 1984) كي يعقد جميعهم جلسة خمرية وفي الاثناء اتصلوا ايضا بشخص رابع اصيل معتمدية تستور (من مواليد 1972) متزوج وله أبناء ويعمل في القطاع الفلاحي بالجهة كي يلتحق بهم. وأوضح مصدرنا الامني أنهم تحولوا جميعا الى مكان منزو بجهة السلوقية من ولاية باجة من اجل احتساء كمية من المشروبات الكحولية وتمكين العامل بالقطاع الفلاحي من ممارسة الجنس مع الفتاة التي حضرت للغرض مقابل مبلغ مالي طلبته يقدر ب100 دينار غير أنه رفض معتبرا المبلغ كبيرا فقرروا الغاء الجلسة الخمرية التي كانت ستعقد وظل الشابان والفتاة بمفردهم بعد مغادرة العامل بالقطاع الفلاحي المكان وقد قرروا تمضية البعض من الوقت معا بمعتمدية تستور على أن يقوموا بإيصال الفتاة لاحقا الى مدينة مجاز البابمسقط رأسها. وأضاف مصدرنا أنهم لما شارفوا على بلوغ معتمدية مجاز الباب التي لم يعد يفصلهم عن مدخلها سوى بضعة أمتار وتحديدا على مستوى قرية «القنارة» نشبت مناوشة كلامية بين الشابين في السيارة (التي كانت على ملك أحدهما) عمد على اثرها الهالك الى النزول مخيرا عدم مواصلة الطريق معهما وفي الاثناء واصل الشاب والفتاة طريقهما دون اكتراث لأمر هذا الأخير خاصة وأن الساعة كانت تشير الى قرابة الحادية عشر والنصف ليلا. جثة في خندق.. بين مصدرنا أنه تم العثور يوم الاحد الفارط على جثة الهالك بجهة «القنارة» وكانت ملقاة في خندق مائي فتم على الفور اشعار الوحدات الامنية بالجهة لتتحول دورية بعد مراجعة النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بباجة على جناح السرعة على عين المكان اين قامت بالمعاينة القانونية اللازمة بحضور ممثل عن النيابة العمومية وقد تم على اثرها وبإذن قضائي انتشال الجثة وإحالتها على المستشفى الجهوي بمجاز الباب ثم مستشفى شارل نيكول بالعاصمة للتشريح للوقوف عند الاسباب الرئيسية التي أدت للوفاة، ذاكرا بأن الفحوصات الاولية بينت عدم وجود أي آثار للاعتداء أو العنف في المقابل هنالك امكانية أن يكون الهالك تعرض الى كسر على مستوى الرقبة بحسب التشخيص الاولي الذي خضعت له الجثة بمستشفى مجاز الباب والذي لن يتأكد إلا بعد عرضها على التشريح بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة والحصول على نتيجة التقرير الطبي. في المقابل تم بعد مراجعة النيابة العمومية فتح بحث تحقيقي في الواقعة من أجل القتل العمد مع سابقية القصد، وقد وقع بعد اجراء الابحاث والتحريات اللازمة حصر الشبهة في ثلاثة أشخاص وهم شابان وفتاة كانوا مع الهالك ليلة الواقعة الذين تم ايقافهم ليقع بعد مثولهم أمام النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بباجة يوم الاثنين الفارط اصدار ثلاث بطاقات ايداع بالسجن في شأنهم. ووفق ذات المصدر فقد أنكر جملة المتهمين لدى استنطاقهم التهمة المنسوبة اليهم حيث شدد اثنان منهما (شاب وفتاة) على أنهما تركا الهالك على مستوى قرية «القنارة» بعد أن تمسك بعدم مواصلة الطريق معهما حيث قال حرفيا «مش نرجع لتستور على ساقي وما عادش طالع معاكم» وحتى في طريق العودة الى مدينة تستور فإنهما لم يشاهداه وفق اقوالهما. سعيدة الميساوي