اكد الخبير الاقتصادي محمد صالح الجنادي ان ما آلت إليه خدمات الخطوط الجوية التونسية من تردي في المدة الأخيرة سينعكس بشكل كبير على صورة تونس ويضر بقطاع السياحة الذي يعتبر قطاعا حيويا في البلاد ، مشيرا الى انه لا انقاذ للاقتصاد الوطني ولا خروج من الازمة الاقتصادية الخانقة دون معالجة معظلة الخطوط التونسية باعتبار الدور الحيوي الذي يلعبه النقل الجوي في مختلف اقتصاديات العالم. وأوضح الجنادي ان الناقلة الوطنية حافظت إلى غاية 2010 على موازناتها المالية رغم بعض الصعوبات التي واجهتها لكنها كانت في كل مرة تكسب التحديات وتستعيد عافيتها وانتعاشتها لتساهم في تمويل ميزانية الدولة . وأفاد الجنادي ان "الغزالة" التي مثلت منذ سنة 1948 مركز اشعاع ومن المؤسسات التي يرتكز عليها الاقتصاد الوطني دخلت دائرة العجز وازدادت خسائرها بعد 2011 بسبب الخيارات الخاطئة والاحتقان والتشنج والخيارات الاجتماعية إضافة الى الزيادات في الأجور والإدماج وهو ما أزم اكثر وضعيتها. وكشف الجنادي ان مشكل تأخير الرحلات والاضرابات والاحتجاجات التي كثيرا ما تجاوزت كل حدود المعقول "ضربت" الغزالة في "مقتل" بعد تراجع نشاط نقل المسافرين للخطوط التونسية ،خلال شهر مارس 2019 ، بنسبة 2,7 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2018 مما يعد الأول من نوعه منذ 23 شهرا . وأعتبر الجنادي هذا التراجع منطقيا وليس مفاجئا في ظل تقلص معدل مواعيد انتظام الرحلات الذي بلغ 34 بالمائة وفق اخر بيانات نشرتها الشركة وهو ما أدى الى انخفاض الحركة التجارية اجمالا من 303 الف و 083 مسافرا الى 294 الف و 752 مسافرا خلال شهر مارس 2019 . وشدد الجنادي على ضرورة تحرك وزارة النقل لوضع حد لهذا النزيف وإيجاد حلول عاجلة لإنقاذ الناقلة الوطنية من مزيد الانهيار الذي سيؤدي حتما الى تعميق الازمة الاقتصادية ، باعتبار ان الإمكانيات الحالية ل"الغزالة" لن تمكنها من تجاوز صعوباتها لحالة الاسطول الذي اصبح يقتضي إيجاد صيغ لتدعيمه عبر كراء طائرات لاسيما في ذروة الموسم السياحي وعودة التونسيين بالخارج. وتابع الجنادي قائلا: نحن على أبواب موسم سياحي نعلق عليه آمالا عريضة فكيف ستقدر عليه ناقلة تصل سفراتها الى 101 دولة ويعاني اسطولها من الترهل في وقت تقدم خدمات لملايين المسافرين في السنة وهذا التأخير في الرحلات ينجر عنه نفقات إقامة إضافية مما يضاعف الخسائر. ودعا الجنادي الأطراف المسؤولة والمتداخلة الى الإسراع بالبحث عن حلول جذرية تضع حدا للمعظلة التي تتخبط فيها الناقلة الوطنية لان تفاقم الوضع دون شعور بالمسؤولية ومعالجة حقيقية قد يعمق المسألة ،مضيفا ان المطلوب اليوم الدخول في شراكة مع شركات طيران تتميز بجودة خدماتها وقوة اسطولها ،الى جانب رسم خطة استراتيجية لاعادة التوازن للشركة بما يساهم في إعادة الروح للاقتصاد التونسي .