تونس : ارتفاع ملحوظ لواردات الكهرباء خاصة من الجزائر    السيطرة على خمسة حرائق في ولاية القصرين في يوم واحد    احذر اكتئاب الصيف: حرارة الشمس قد تخفي وراءها اضرار كبيرة    تونس تسجل ارتفاعا في الطلب على الغاز الطبيعي مع موفى ماي 2025    طبرقة: اختتام الدورة التدريبية المشتركة التونسية الجزائرية في الغوص    سهرة لاتينية على إيقاعات السالسا مع يوري بوينافينتورا في مهرجان الحمامات الدولي    تراجع انتاج النفط الخام وسوائل الغاز بنسبة 9 % مع موفى ماي 2025    فيتنام.. ارتفاع حصيلة ضحايا غرق القارب السياحي    مقتل 34 شخصا إثر انقلاب سفينة سياحية في فيتنام    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم للسيدات - جنوب إفريقيا تتأهل الى نصف النهائي بفوزها على السنغال بركلات الترجيح (4-1)    كرة القدم العالمية: على أي قنوات تُبث مباريات الأحد 20 جويلية ؟    تونس : انخفاض نسبة استقلالية الطاقة    حملة أمنية في سوسة لمراقبة الشريط الساحلي: تحرير 12 محضرا وحجز معدات مستغلة دون ترخيص    مأساة بسبب سلسلة معدنية.. وفاة رجل أمريكي جذبه جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي    منال بوعلي: من باجة إلى قناة الجزيرة... مسيرة إصرار ونجاح    سخانة و شهيلي.. حضّر روحك لنهار صيفي بامتياز!    طقس الأحد : الحرارة في ارتفاع مع ظهور الشهيلي    أعنف غارة منذ بداية الحرب.. إسرائيل تنسف آخر منزل ببيت حانون    صفاقس : الدورة الثلاثون لمهرجان عروس البحر بجزيرة قرقنة من 25 جويلية إلى 7 أوت القادم    ألمانيا.. مقتل رجل بعد إطلاقه النار على الشرطة والمارة    أفضل مشروب لترطيب الجسم في الطقس الحار...تعرف عليه    افتتاح الدورة 59 لمهرجان قرطاج: محمد القرفي يُحيي الذاكرة الموسيقية التونسية والحضور الجماهيري دون المأمول    الداخلية السورية: تم إخلاء السويداء بالكامل من مقاتلي العشائر ووقف الاشتباكات في المدينة    السدود التونسية تبلغ نسبة امتلاء قدرها 35,6% في منتصف جويلية: تحسن ملحوظ مقارنة بالعام الماضي    العودة الجامعية 2025-2026: وزارة التعليم العالي تكشف عن الرزنامة الرسمية    استراحة شعرية .. قصيدة «أنت لست سوى أنا»    تاريخ الخيانات السياسية (20) .. المقنّع الخراساني ، وادّعاء الألوهية    تونس – تراجع إنتاج النفط وزيادة الاعتماد على الغاز: حدود النموذج الطاقي الحالي    طقس الأحد: الحرارة تصل الى 46 درجة    سيدي بوزيد: الاتحاد الجهوي للشغل يطالب بتحسين وضع قطاع النقل بالجهة    انتداب أصحاب الشهائد المعطّلين: مقترح جاهز لكن التصويت مازال    كميّات الحبوب المجمّعة تتجاوز 11 مليون قنطار حتّى 17 جويلية 2025    هل سمعت ب''أم الشوالق''؟ شجرة زيتون في الكاف تحمل أسرار التونسيين    برمجة فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الوطني الحاج منصر للفروسية والتراث    غدوة الطقس أدفأ شويّة    وزير الشؤون الدينية يشرف على اجتماع تقييمي لموسم الحج ويؤكد مواصلة تطوير الخدمات لفائدة الحجيج    صفاقس: تزويد المركز الصحي الأساسي الوسيط بتجهيزات طبية متطورة    أريانة .. إجراءات للتوقّي من مرض الجلد العقدي لدى الأبقار    وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال بعد أكثر من 20 عاما في غيبوبة إثر حادث سير مأساوي    الجيش الملكي المغربي يتعاقد مع اللاعب التونسي أشرف الحباسي    الكاف : حجز كمية من المخدرات مخفية في ابواب سيارة    الجلسة العامة الانتخابية للنجم الساحلي: قائمة وحيدة مترشحة برئاسة زبير بية    مستقبل المرسى: تأجيل الجلسة العامة الانتخابية الى هذا الموعد    بعد فضيحة ظهوره وهو يحتضن احدى الموظفات خلال حفل: شركة "Astronomer" تتخذ هذا الاجراء ضد رئيسها التنفيذي..#خبر_عاجل    مسرحية "لاموضى" تحصد ثلاث جوائز ضمن مهرجان "ليالي المسرح الحرّ" بالأردن    عاجل/ الافريقي يصدر بلاغ هام..وهذه التفاصيل..    من الأكشن إلى الكوميديا: أحدث الأفلام الجديدة على "نتفليكس"..    تنبيه هام لمستعملي الطريق الجهوية 36: غلق جزئي وأشغال توسعة بمفترق ميامي    كيف تبني علاقة صحية مع طفلك؟ إليك 6 نصائح بسيطة وفعّالة    شراكة تونسية – عراقية لفتح أسواق دوائية جديدة وتعزيز السيادة الصحية    اليوم: الحرارة تصل إلى 44 درجة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم للسيدات - منتخب المغرب يبلغ المربع الذهبي بفوزه على نظيره المالي 3-1    الرابطة الأولى: اليوم سحب رزنامة الموسم الجديد    في يوم شديد الحرارة...الحماية المدنية تُحذّر    قيس سعيّد: دُور الشباب تحوّلت إلى أوكار... والرياضة تحتاج تطهيرًا عاجلًا    الشيخ العلامة يونس بن عبد الرحيم التليلي (فريانة) .. موسوعة علوم ومعارف عصره    تاريخ الخيانات السياسية (19) الرّاوندية يتخذون المنصور إلاها    أستاذ تونسي يُفسّر ''ناقصات عقل ودين''    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رأي/ عن وهم الاستقطاب الثنائي المفيد زمن جائحة الكوفيد
نشر في الصباح يوم 29 - 03 - 2020


كاتب صحفي ومحلل سياسي
في إطار التوقّي من جائحة "الكوفيد" أصبح من المؤكد على الوطنيين الصادقين وصنّاع الرأي العام ليس فقط الإلحاح بشدّة في دعوة التونسيين إلى ملازمة منازلهم وإلزام أبنائهم بعدم الخروج إلى الشوارع والأماكن العامة والتزام الحجر الصحي العام وحظر الجولان وإنّما ومن باب أولى وأحرى أصبح فرض عين عليهم إلجام السياسيين ومن تبعهم من العوام عن الخوض في الشأن الصحّي عموما وفي جائحة الكورونا خاصة وتوظيفها سياسيا وحزبيا ودعوتهم بكلّ الجديّة الممكنة إلى إمساك ألسنتهم عن التصريحات وإخراس بؤرهم الالكترونيّة الموبوءة وكبح جماح ميولات أدميناتها الفايسبوكيّة الغرائزيّة البدائيّة للاستثمار في كلّ شيء بما في ذلك الجوائح. منذ أيّام رصدنا سعي بعض البؤر الالكترونية الدعائية مواقع وصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي والمعروفة بارتباطها بأحزاب ومجموعات ضغط سياسية واقتصاديّة إلى خلق حالة من المفاضلات الوهميّة بين الوزراء داخل الحكومة وتمييز وزير الصحة عبد اللطيف المكّي عن باقي الفريق الحكومي وذلك بإطلاق وسم" تحيّة الى السيد عبد اللطيف المكّي الذي تحمّل كافة المسؤوليّة لوحده" تزامنت مع حملة أقرب إلى المناشدة والشكر للوزيرة السابقة سنية بالشيخ، الأمر لم ينته في حدود هذه المفاضلة الكلاسيكية بين وزير قديم ووزير جديد بل تواصل مع تعاظم خطر الوباء وتركيز كل الأنظار على وزارة الصحّة وعلى المؤتمرات الصحفيّة التي تعقدها يوميا والظهور الإعلامي المكثّف لإطاراتها وخاصة السيدة إنصاف بن عليّة والسيّد شكري حمودة وبقية أعضاء الهيئة الوطنيّة لمجابهة وباء كورونا قبل أن يلتحق بهم وزير الصحة السيد عبد اللطيف المكّي، لتحوّل هذه البؤر الدعائية المفاضلة بين بن عليّة والمكّي. هذه المفاضلات الحمقاء والصراع الأخرق بين المواقع والصفحات التي تدار حزبيا تعزّزت في الأيام والساعات الأخيرة وأخذت اشكالا أكثر وقاحة وتعقيدا بدخول بعض القنوات العاهرة والمنابر والأبواق الإعلاميّة المأجورة على الخطّ ما أسهم في تخصيب هذا المناخ السياسي الموبوء أصلا وأعاد إلى الأذهان تقريبا أجواء عفن الاستقطاب الثنائي المغشوش الذي عرفته البلاد سنوات حكم الترويكا، وحرك مجددا جبهات الصراع العبثي بين ذات الخطين المتوازيين اللذين لا يلتقيان نظريا ولكن يعرف جميع التونسيين أنهما التقيا واقعيا وسيلتقيان ليخرّبا البلاد كما خرّباها على امتداد خمس سنوات بتوافقهما على إنعاش كلّ بؤر الفساد والاحتكار والتهريب والإرهاب والتهرّب الجبائي وتعزيز التعايش والشراكات مع الفاسدين وناهبي المال العام التي أضعفت مناعة البلاد وقابليها للمقاومة. باختصار ولو أن الغضب يكاد يفيض من الصدر لنكن واضحين بشكل نهائيّ ولمرّة واضحة لا فرق في البؤس وفي التهافت والوقاحة بين جائحة المبالغين في تعظيم وتأليه وزير الصحّة عبد اللطيف المكّي وتحويله إلى بطل ملحمي أسطوري "برومثيوس تونس" أو "سارق لقاح كوفيد 19 من الآلهة"، وبين وباء المغالين في تحقيره وفي الاستنقاص من دوره الذي لا يزيد وقد يقلّ بحكم المسؤولية السياسيّة والتاريخيّة عن أدوار عشرات الآلاف من الإطارات الطبيّة وشبه طبيّة وعملة التنظيف والحراسة والإعاشة والمئات من موظفي وكوادر وزارة الصحّة المرابطين في الخطوط والخنادق الأماميّة تصديا لهذا الوباء الذي لا يفرّق ولن يفرّق بين التونسيين على أساس الجنس ولا العرق ولا اللون ولا الانتماء الفكري والسياسي. يا هداكم الله ثوبوا إلى رشدكم قبل أن يأخذكم "الكورونا" أيد سبأ مؤلهين ومشيطنين فكلّ الوزارات والوزراء والحكومات والحكام والأحزاب والقيادات عابرة في كلام عابر وحده الوطن باق والتونسيون باقون ما بقي البرتقال والنخل والرمان والزيتون..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.