عشر سنوات بعد اسقاط المنظومة السابقة تتالت خلالها الاستحقاقات الانتخابية بما افرزته من غث و سمين لم يختلف المشهد في بنزرت عن مثيله سنة 2010 بل يبدو اكثر سوءا خاصة فيما يتعلق بالبنية الاساسية و العدالة الاجتماعية .. لذا لم يكن مفاجئا ان ينفذ عدد من المدونين و صانعي المحتوى وقفة احتجاجية يوم 19 نوفمبر 2020 امام مقر ولاية بنزرت طالبوا خلالها رئاسة الحكومة بالتدخل العاجل وعقد مجلس وزاري خاص بالجهة التي تعاني من تواضع البنية الاساسية و تعثر المشاريع الكبرى و تهميش القطاعين الفلاحي و الصناعي رغم طاقتهم التشغيلية الهامة كما طالب المحتجون من الادارات الجهوية بذل الجهد و ابداء الرغبة الحقيقية لتطوير الولاية التي لا تعوزها الامكانيات الطبيعة و البشرية .. تنسيقية لدعم المطالب الجهوية غضب الشبان تردد صداه يوم 28 نوفمبر 2020 في مقر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت اين اعلن عن احداث التنسيقية الجهوية للمنظمات المدنية " التي ستدعم المطالب المتعلقة بالحقوق الاقتصادية الاجتماعية الثقافية والبيئية و تدافع عن حق الجهة بنزرت في تنمية مستدامة و شاملة في اطار وحدة الدولة و مدنيتها و الالتزام التام بمبادئ الدستور و المعاهدات و الاتفاقيات الدولية بما يحقق كرامة الانسان في شموليتها و كونيتها و الدفاع عن القضايا الوطنية العادلة " ..حسب ما جاء في اعلان التأسيس ..و تضم التنسيقية الاتحاد الجهوي للشغل ،الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ، المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة ،الاتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري ، الاتحاد التونسي للصناعة و التجارة و الصناعات التقليدية و الاتحاد الوطني للمرأة التونسية ... وقد احصى اعضائها عددا من المشاريع الكبرى المعطلة التي تمكن من تغير الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالجهة كالوصلة الثابتة بين مدينة بنزرت و الطريق السريعة نحو العاصمة ،تطهير بحيرة بنزرت ،احياء الخط الحديدي عدد 02 الرابط بين ماطر و طبرقة ،تعهد البنية الاساسية وحل الاشكاليات العقارية المرتبطة بالأراضي العسكرية ، احداث صندوق جهوي للتنمية ، بعث مناطق سقوية جديدة و توفير الخدمات الادارية و الصحية في معتمديات ماطر جومين، سجنان و غزالة و هي مناطق مهمشة تحتل المراتب الدنيا في مؤشر التنمية وطنيا.. كما تداول الحاضرون مشاريع اخرى حرمت منها الجهة لأسباب غامضة مثل مطار المبطوح اوتيك القادر على الاقلاع بالمنطقة و جاراتها غار الملح و راس الجبل و ماطر و منزل بورقيبة و احداث ميناء جديد يضخ ماء الحياة في في معتمديات بنزرت الشمالية، بنزرتالجنوبية جرزونة ، منزل جميل ،العالية، راس الجبل ،غار الملح و جرزونة.. غابت الانجازات و توسعت رقعة الاحتجاجات و تأتي التحركات السابقة بعد اقتناع الجميع بغياب الرغبة الصادقة لدى الادارات المتدخلة جهويا و مركزيا لتحسين اوضاع الولاية التي اغرقها المسؤولون بالوعود ففي منزل بورقيبة ينتظر الاهالي منذ سنة 2015 تركيز مصانع مكونات الطائرات وقطع غيار السيارات و العربات المصفحة اما في معتمدية تينجة القريبة فلم يتم تثمين الحمامات الكبريتية في محمية اشكل التي تنتظر تحويلها الى قطب سياحي استشفائي يخلق العشرات من مواطن الشغل و الحال سيان في معتمدية غزالة اين اجهضت احلام قاطني وادي الزيتون التي تحتوي على شلالات رائعة و لم يختلف الوضع في راس انجله من معتمدية بنزرتالجنوبية اقصى نقطة في افريقيا التي تحولت الى مركز عربدة في حين تمثل كيب اجولهاس مثيلتها في اقصى جنوب القارة مركزا سياحيا عالميا كما لم يتجاوز مشروع مدينة الصور المتحركة في كاب سراط و تليفيريك ( ناقل عبر الكابلات ) بنزرت الشمالية مرحلة الصور التذكارية .. بعيدا عن الوعود البراقة تكشف الحقيقة المرة غياب ملعب كرة قدم صالح للاستغلال في مدن منزل بورقيبة و مدينة بنزرت التي لا تحتكم ايضا على مسبح يحتضن ابنائها الذين حاصرتهم افة التلوث بحرا و برا و جوا و لم يجدوا المرافق الصحية اللازمة للعلاج فالمستشفى الجامعي ببنزرتالمدينة في حاجة للدعم بالموارد البشرية و التجهيزات الضرورية اما الجهوي بمنزل بورقيبة فوضعيته عجيبة فبعد ان مثل لعقود فخر المنطقة اصبح مصدر صداع لشاغليه و الاهالي الذين طالبوا مرارا بتطويره و تطهيره اما في بقية المناطق فلا يمكن الحديث عن مؤسسات صحية بل فضاءات لاستقبال للمرضى قبل توجيههم نظرا لغياب التجهيزات و العدد الكافي من الاطارات في وضعية دفعت المجتمع المدني في ماطر لتنظيم وقفات احتجاجية لم تنجح في دفع وزارة الاشراف لانعاش المستشفى المحلي .. و اضافة الى الوضع البائس في المؤسسات الصحية مثل حال التربوية مصدر قلق في ركب و بني ابراهيم من معتمدية غزالة اين ينتظر سكنة برج الذهب و منجم جالطة من جهتهم ضمان تزويدهم بالماء الصالح للشرب كل صيف وهو مطلب جيرانهم في معتمدية بنزرتالجنوبية الذين لا يزالون تحت رحمة الجمعيات المائية التي تعاني من المديونية كما شهدت مناطق منزل عبد الرحمان، تينجة، بنزرتالمدينة تحركات احتجاجية متنوعة للمطالبة باستكمال مشاريع بنية اساسية متعثرة و انقاذ البحيرة الملوثة فيما سير اهالي سجنان اضرابا عاما سنة 2017 نددوا خلاله بالتهميش المتواصل..