أما آن الوقت لتقييم مردودية هذا النظام على التلميذ؟ تونس الصباح: أولت وزارة التربية والتكوين مطلع هذه السنة الدراسية عناية خاصة بمسألة جداول الاوقات بالاعدادي والثانوي ودعت ادارات المعاهد والاعداديات الى بذل اقصى الجهد لتفادي مطبات الساعات الجوفاء التي طالما دفعت بجموع التلاميذ خارج اسوار المدرسة بتعلة عدم توفر قاعات شاغرة لاحتضانهم مع ما اثاره هذا التصرف اللامسؤول من امتعاض وتذمر الاولياء والتلاميذ على حد السواء.. ويبدو ان تفاعل ادارة الاشراف مع هواجس الاولياء اعطت أكلها هذا العام حيث لوحظت حركات ميدانية مكثفة لاطارات الوزارة الى عديد المعاهد والاعداديات لمعاينة نماذج من جداول الاوقات وتقييمها والاصغاء الى مقترحات وملاحظات الاسرة التربوية حولها بمن في ذلك التلاميذ والعمل على تجاوز اشكاليات ساعات الفراغ الفاصلة بين الحصتين.. ولترشيد استغلال الزمن المدرسي وفق ما تمليه مصلحة التلاميذ والمستلزمات البيداغوجية يتم العمل على اعداد تطبيقة اعلامية لضبط جداول الاوقات.. نظام الحصة الواحدة وعلى غرار هذا الاهتمام بمسألة الزمن المدرسي في مراحل الدراسة المتقدمة حري بالجهات المسؤولة بوزارة التربية الانكباب على مراجعة وتقييم ملف الزمن المدرسي المعتمد بالمدارس الابتدائية قصد تدارك بعض هناته.... هنات واشكاليات افرزها اعتماد نظام الحصة الواحدة الصباحية او المسائية منذ سنوات رغم ما حققته من ارتياح الأولياء له.. الا انه بعد مضي كل هذه الاعوام كان لا بد من وضع هذا النظام تحت مجهر التقييم والمتابعة في ضوء الاشكاليات التي برزت على مستوى قابلية طفل الست والسبع سنوات على تقبل وتحمل مارطون خمس ساعات متتالية على ذات المقعد وينفس القاعة وبذات الوضعية دون حرية تحرك وتنشيط لعضلاته وجسده او ترويح لذهنه باستثناء الدقائق المعدودة المخصصة لوقت الراحة والتي لا تسمح للطفل احيانا حتى بانهاء التهام لمجته فما بالك باستعادة طاقته وحيريته التي انهكها التسمر على مقعد خشبي من الثامنة الى الواحدة ظهرا في عدد من المدارس دون مراعاة لحاجة الطفل الى التحرك والانعتاق من وضعية الجمود الحركي التي تنعكس حتما على قابليته الذهنية وعلى قدرته على استيعاب الدرس والمتابعة والتركيز الى آخر الحصة دون ضجر او ملل ولا حاجة لنا طبعا في الاستشهاد برأي الاخصائيين البيداغوجيين وعلم النفس التربوي في هذه المسألة لبداهتها. ملل وفتور ربما كان بالامكان تحقيق نتائج ايجابية افضل وتدارك النقائص والهنات المسجلة راهنا في اعتماد نظام الحصة المستمرة بالابتدائي لو توفرت للتلميذ فرصة التعلم في اجواء ملائمة أكثر ومتناغمة مع طاقاته من ذلك التكثيقف من دروس الايقاظ العلمي على سبيل الذكر خارج قاعة الدرس وانجازها داخل ساحة المدرسة او بمحيطها الخارجي مادامت مسائل البيئة والنظافة والنباتات والحيوانات الاليفة الاكثر تداولا في مثل هذه الحصص وبالتالي يستحسن تدريب الطفل على مثل هذه الدروس في محيط طبيعي وتمكين تلاميذ الاقسام الاولى (الاولى والثانية..) من اوقات راحة بعد كل ساعة درس لا سيما بالاقسام الدامجة لاطفال ذوي احتياجات صحية خاصة حتى لا يدب الملل والفتور الى التلميذ ويستعصي عليه متابعة الدرس بعد ساعتين من انطلاقته فما بالك بالثلاث ساعات المتبقية من عمر الحصة المسترسلة! من يدفع الثمن؟ ان فتح ملف الزمن المدرسي في اتجاه تقييم مردوده ا؟؟ وتشخيص نقاط ضعفه وسلبياته مطلوب والاسراع بتدارك تأثيراته على التلميذ متأكد وامتصاص حالات الفتور واللاتركيز وتشتت الذهن وخلق اجواء عمل ودراسة تجمع بين الافادة والامتاع لا مفر منه اذا ما وضعنا نصب أعيننا مصلحة التلميذ الفضلى قبل غيرها من الاعتبارات بما في ذلك مصلحة الأولياء الذين قد يستهويهم نظام الحصة الواحدة المسترسلة لما يوفره لهم من راحة ويحد من تنقلاتهم لمرافقة ابنائهم الى المدارس عند الدخول والمغادرة.. لكن على حساب من؟!