المعاق واحد منا بل أحيانا أحسن منا نحن ذوي الجسم السليم... المعاق مثلنا يشرف بلادنا ويرفع رايتها أحسن منا نحن ذوي القوة والبنيان. المعاق مثلنا سفيرنا بامتياز في المحافل الدولية عندما تتسابق الأمم لرفع العلم وإعلان الانتصار والفخر بالوطن... المعاق واحد من كل عائلة تونسية تقريبا لكن للأسف ما زال البعض ينظر إليه على أساس أنه عنصر زائد أوهامشي. وهذه الملاحظة التي صدّرنا بها هذا المقال حول جمعية الفن المسرحي لتحدي الإعاقة تطلبتها إجابة مسؤول سام قصدت بابه رئيسة هذه الجمعية الممثلة المسرحية سعيدة المناعي من أجل دعم ضئيل لتمثيل تونس في مهرجان مسرحي عربي متوسطي خاص بمتحدي الإعاقة تنظمه من 3 الى 23 نوفمبر2008 الجامعة الوطنية لمسرح الهواة بمدينة الجديدة بالمغرب. لقد رد هذا المسؤول على رئيسة الجمعية بقوله ما الذي دعاكم للقيام بالمسرح وأنتم فقراء. حصل هذا في الوقت الذي تولي فيه الدولة كل التبجيل للمعوقين والفخر بمكاسبهم فهم الذين شرفونا منذ أيام في الألعاب الاولمبية وحصدوا من الميداليات ما لم يقدر عليه زملاؤهم الأسوياء في نفس التظاهرة الرياضية ببيجين (بالصين). والحمد لله أن هذا المسؤول هو مثال شاذ يحفظ ولا يقاس عليه لأن هذه الجمعية وجدت التفهم والدعم من جهات أخرى على غرار الخطوط التونسية التي كان صدرها رحبا ومنحت عناصر الجمعية تذاكر السفر للممثلين والتقنيين في مسرحية «فضايل عشرة» التي ستمثل تونس والجمعية في هذا الملتقى الفني. وهو عمل من تأليف وإخراج منير العماري وتمثيل سعيدة المناعي وعادل الكوكي وفاتن الشوايبي ... وتنطلق مسرحية «فضايل عشرة» من حكاية واقعية. حكاية أرملة في عقدها الخامس تقرر الزواج بثان للحفاظ على أبنائها لكن هذا الرجل يعتدي على ابنيها جنسيا ويسبب لهما مرضا نفسيا يكون من نتائجه التشرد والانحراف... وعلى غرار أعمالها المسرحية السابقة مثل «الجدار» عن جون بول سارتر خيرت جمعية الفن المسرحي لتحدي الإعاقة ألا تتطرق لمواضيع تؤسس للشفقة وتطلب الود للمعاق بل على العكس من ذلك خيرت الجمعية الانفتاح على كل المستويات بما في ذلك التعامل مع ممثلين محترفين وهواة سليمين وإدماج المعاق في الحياة العامة والحركة الثقافية في تونس. ولم يقتصر فعل هذه الجمعية على مجرد النشاط الروتيني بل كان التألق ميزة هامة تميزها حيث حصدت أعمالها جوائز عدة في التظاهرات والمهرجانات المسرحية المخصصة للهواة برغم قلة الدعم حيث يتنقل أفرادها مشيا على القدمين أوبواسطة الحافلة الصفراء لنقل الديكور أوعن طريق سيارات الأجرة (لواج) خارج العاصمة. ويذكر أن مؤسسة هذه الجمعية الممثلة سعيدة المناعي هي قبل تعرضها لحادث مرور وفقدانها للحركة الطبيعية كانت لها تجارب مسرحية مع مسرح الواحة للمسرحي الكبير صالح ميلاد ومسرح الشراع للمرحوم الهادي داود ومسرح الحركة لفخرالدين الكناني. وانطلاقا من هذه المعاناة والتجربة الشخصية لسعيدة المناعي كان تأسيس هذه الجمعية التي ترفع شعار «المعاق هومعاق الفكر والضمير». وحيد عبد الله للتعليق على هذا الموضوع: