كاس العالم لاقل من 17 سنة:المنتخب المغربي يحقق أكبر انتصار في تاريخ المسابقة    بنزرت: ماراطون "تحدي الرمال" بمنزل جميل يكسب الرهان بمشاركة حوالي من 3000 رياضي ورياضية    الانتدابات فى قطاع الصحة لن تمكن من تجاوز اشكالية نقص مهنيي الصحة بتونس ويجب توفر استراتيجية واضحة للقطاع (امين عام التنسيقية الوطنية لاطارات واعوان الصحة)    رئيس الجمهورية: "ستكون تونس في كل شبر منها خضراء من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب"    نهاية دربي العاصمة بالتعادل السلبي    الجولة 14 من الرابطة الأولى: الترجي يحافظ على الصدارة والهزيمة الأولى للبقلاوة    عاجل: أولى الساقطات الثلجية لهذا الموسم في هذه الدولة العربية    بشرى للشتاء المبكر: أول الأمطار والبرق في نوفمبر في هذه البلدان العربية    شنيا يصير كان توقفت عن ''الترميش'' لدقيقة؟    عاجل: دولة أوروبية تعلن حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون 15 عامًا    من صفاقس إلى منوبة: تفاصيل صادمة عن مواد غذائية ملوّثة تم حجزها    احباط تهريب مبلغ من العملة الاجنبية يعادل 3 ملايين دينار..#خبر_عاجل    حجز أكثر من 14 طنا من المواد الفاسدة بعدد من ولايات الجمهورية    عاجل : فرنسا تُعلّق منصة ''شي إن''    جندوبة: الحماية المدنية تصدر بلاغا تحذيريا بسبب التقلّبات المناخية    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    تونس تطلق أول دليل الممارسات الطبية حول طيف التوحد للأطفال والمراهقين    حريق بحافلة تقل مشجعي النادي الإفريقي قبل الدربي    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    تونس ستطلق مشروع''الحزام الأخضر..شنيا هو؟''    الديربي التونسي اليوم: البث المباشر على هذه القنوات    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    المنتخب التونسي للبايسبول 5 يتوج ببطولة إفريقيا    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    خطير: النوم بعد الحادية عشرة ليلاََ يزيد خطر النوبات القلبية بنسبة 60٪    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    شوف وين تتفرّج: الدربي ومواجهات الجولة 14 اليوم    اختتام الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع": مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تُتوّج بجائزة أفضل عمل متكامل    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    التشكيلات المحتملة للدربي المنتظر اليوم    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    مالي: اختطاف 3 مصريين .. ومطلوب فدية 5 ملايين دولار    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    الطقس اليوم..أمطار مؤقتا رعدية بهذه المناطق..#خبر_عاجل    بايدن يوجه انتقادا حادا لترامب وحاشيته: "لا ملوك في الديمقراطية"    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا يمكن لأمتنا الاسلامية استعادة زمام المبادرة إلا بشبابها
الرئيس بن علي في افتتاح المؤتمر الدولي حول قضايا الشباب في العالم الإسلامي
نشر في الصباح يوم 25 - 11 - 2008

قرطاج (وات) اكد الرئيس زين العابدين بن علي في الخطاب الذي افتتح به صباح امس الاثنين اشغال المؤتمر الدولي حول «قضايا الشباب في العالم الاسلامي رهانات الحاضر وتحديات المستقبل» انه بالشباب يمكن للامة الاسلامية ان تستعيد زمام المبادرة وتتفاعل تفاعلا ايجابيا مع عصرها وتتوفق لاستشراف مستقبلها.
واستعرض سيادة الرئيس القطاعات التي تساعد على تهيئة الشباب ليكونوا القوة الدافعة وهي قطاعات التربية والثقافة والاعلام وتكنولوجيات المعلومات
والاتصال والرياضة الى جانب دور الاسرة في تربية الاجيال الصاعدة. وابرز اهمية العناية بالتشغيل باعتباره من اكبر التحديات المطروحة حاليا على المجتمعات.
كما استعرض رئيس الدولة الاجراءات والاصلاحات التي انجزت لفائدة الشباب في تونس مذكرا بمبادرته بجعل سنة 2008 سنة الحوار مع الشباب التي توجت بصياغة ميثاق شبابي امضته يوم 7 نوفمبر 2008 سائر المنظمات الوطنية المعنية.
وحرصا منه على تشريك المجموعة الدولية في تعزيز هذا التوجه دعا رئيس الدولة الى وضع سنة 2010 تحت شعار "السنة الدولية للشباب" والى ان يعقد خلالها مؤتمر عالمي للشباب برعاية منظمة الامم المتحدة وبالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية ويحضره الشباب من كل انحاء العالم وينتهي باصدار ميثاق دولي يكون الرابطة الوثقى التي تشد شباب العالم الى القيم الكونية المشتركة.
وقد تميزت هذه الجلسة الافتتاحية بتسلم الرئيس زين العابدين بن علي من الدكتور عبد العزيز التويجري المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة درع هذا المؤتمر الدولي تعبيرا من المنظمة ومن المشاركين عن تقديرهم الكبير لسيادة الرئيس بصفته من رواد العمل العربي والاسلامي المشترك واعترافا لرئيس الدولة بما حققه من انجازات كبيرة خاصة في مجال رعاية الشباب وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات الاسلامية.
وتقديرا لجهوده الحثيثة لوضع سياسات وبرامج لفائدة الشباب في الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي تسلم الرئيس زين العابدين بن علي درع منتدى شباب منظمة المؤتمر الاسلامي للتعاون والحوار من رئيس هذا المنتدى الاستاذ علي ساريكايا.
وقد حضر افتتاح هذا المؤتمر الدولي الوزير الاول ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين واعضاء الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي واعضاء الحكومة ومفتي الجمهورية.
كما دعي لحضوره الامناء العامون للاحزاب السياسية ورؤساء المنظمات الوطنية والمجالس الاستشارية والهيئات القائمة الى جانب الشخصيات الوطنية والدولية المشاركة في المؤتمر.
وفيما يلي النص الكامل لخطاب الرئيس زين العابدين بن علي:
«بسم الله الرحمان الرحيم
معالي الدكتور عبد العزيز التويجري المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة
معالي الدكتور المنجي بوسنينة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
معالي السيد الحبيب بن يحيى الامين العام لاتحاد المغرب العربي
حضرات السادة والسيدات
ضيوفنا الكرام
افتتح اليوم على بركة الله اشغال المؤتمر الدولي حول «قضايا الشباب في العالم الاسلامي رهانات الحاضر وتحديات المستقبل» متوجها بالتحية والتقدير الى اصحاب المعالي والسعادة وممثلي المنظمات الاقليمية والدولية والبرلمانيين والاعلاميين وممثلي المنظمات غير الحكومية والخبراء والمفكرين والباحثين من البلدان الشقيقة والصديقة مرحبا بالجميع وراجيا لهم اقامة طيبة ببلادنا واتوجه بالشكر الجزيل الى الدكتور عبد العزيز التويجري المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة على اسناده إليّ درع المؤتمر وعلى ما تضمنته كلمته الودية اللطيفة من مشاعر نبيلة ازاء تونس وشعبها وقيادتها.
كما اعرب عن خالص الثناء للاستاذ علي ساريكايا لتنويهه بالتجربة التونسية في مجال الاحاطة بالشباب ولاسناده اليّ درع منتدى شباب المؤتمر الاسلامي للحوار والتعاون.
ويطيب لي ان اشيد بالتعاون المتميز القائم بين بلادنا والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة مرحبا باقامة مثل هذه اللقاءات في تونس في اطار ما دأبنا على احتضانه من انشطة وتظاهرات اقليمية ودولية تهدف الى تعزيز الحوار والتفاهم بين الامم وخدمة قضايا امتنا العربية والاسلامية وقضايا التنمية والسلم في العالم.
وقد اختارت المنظمة لهذا المؤتمر موضوعا بالغ الاهمية هو موضوع قضايا الشباب في العالم الاسلامي وذلك ادراكا موفقا منها للمنزلة الاجتماعية الكبرى التي اصبح يحظى بها الشباب في اقطارنا الاسلامية وللدور الحيوي الذي يترقبه لتسلم المشعل ومواصلة المسيرة بثقة واقتدار.
حضرات السادة والسيدات
ان اوضاع عالمنا اليوم تبعث على الانشغال وذلك باتساع الفجوة بين دول الشمال ودول الجنوب وتفاقم المديونية وانتشار مظاهر الفقر والتهميش واستفحال تدهور البيئة واضطراب الاسواق المالية وتصاعد موجات الكراهية والعدوانية والاصرار على الاساءة الى الرموز والمقدسات الدينية علاوة على غياب الحوار والوفاق في فض النزاعات والتعامل غير المتوازن مع القضايا الدولية وقصور التضامن الانساني عن مواجهة الكوارث الطبيعية والازمات الاجتماعية.
كما ان عالمنا يطرح على مجتمعاتنا الاسلامية تحديات كبرى في المجالات الثقافية والاتصالية والعلمية والتكنولوجية والاقتصادية بما يزيد في تعميق الفروق الحضارية التي تفصل بيننا وبين المجتمعات المتقدمة وكل هذه الاوضاع من شانها ان تصدم الضمائر ولا تبعث على الارتياح والاطمئنان لاسيما في نفوس الشباب اذ هم في كل امة الفئة الهشة المعرضة اكثر من سواها لنتائج الظروف المحيطة بها ونحن امة الاسلام امة سلام ووئام وحق واعتدال بامكاننا متى حزمنا امرنا ووحدنا كلمتنا واخذنا باسباب التقدم والمناعة ان نصبح طرفا مؤثرا في الساحة الدولية وان نسهم بالتعاون مع قوى الخير والسلام في اصلاح الكثير من شؤون العالم.
وحري بنا اليوم واقطارنا الاسلامية تبذل جهودا جبارة للالتحاق بركب الحضارة والرقي ان يكون الشباب في طليعة هذه المرحلة وفي مقدمة قوى التطوير والتحديث والافادة والاضافة فلا شيء يمكن ان يبنى بدون الشباب ولا يمكن لامتنا الاسلامية ان تستعيد زمام المبادرة الا بشبابها كما انها لا تستطيع ان تتفاعل تفاعلا ايجابيا مع عصرها الا بشبابها وليس بمقدورها ان تستشرف مستقبلها استشرافا موفقا الا بشبابها.
ونحن نعتقد ان اهم القطاعات التي تساعدنا على تهيئة شبابنا ليكونوا القوة الدافعة والملهمة في مجتمعاتنا هو قطاع التربية لانه الاساس في تنشئة الشباب على ثوابتنا الحضارية والثقافية والدينية وعلى انبل القيم الكونية وتمثل مناهج الدراسة في هذا المجال افضل وسيلة نرسخ من خلالها لدى شبابنا الوعي بالحقوق والواجبات وتقدير قيم العلم والعمل وادراك فضائل الحوار والتسامح والتحلي بالفكر المستنير واحترام الرأي المخالف والتواصي بالوسطية والاعتدال ونبذ الكراهية والتطرف واستيعاب معارف العصر وعلومه وتقنياته باكثر ما يمكن من روح التفتح والاجتهاد.
كما يجب ان نربي شبابنا منذ مراحل التعليم الاولى على التمسك بهويتهم وتراثهم وخصوصياتهم وتعميق روح الانتماء الوطني والثقافي والحضاري والديني في نفوسهم دون قطيعة مع عصرهم وفي تواصل واع مع غيرهم.
اما القطاع الثاني الذي ينبغي في نظرنا ان نشمله بعنايتنا الفائقة فهو يجمع بين ميدانين متكاملين هما الثقافة والاعلام باعتبار العناية بهما شانا وطنيا وحقا مشاعا بين سائر الافراد والاجيال والفئات يتيح لهم فرص الانتاج والابداع كما يتيح لهم فرص التعبير وابداء الرأي بحرية وبعيدا عن كل توجيه او مصادرة.
وقد حان الوقت لكي يسهم شبابنا في الخروج بثقافتنا من المحلية الى العالمية وان يثروها بانتاج جيد واصيل يواكب العصر بكل ما يطرحه من انماط جديدة في الانتاج الادبي والفكري والموسيقي والمسرحي والسينمائي والفني وفي كل ما يستخدم فيه من تقنيات وصناعات متقدمة للترويج والتسويق.
وتتاكد مسؤوليتنا في هذا الشان بتوفير الظروف والفضاءات والمؤسسات والصناعات الحافزة الى الانتاج والابداع بالشكل الذي يستجيب لمقتضيات التطور وحجم التحديات المطروحة اذ لا تنمية اقتصادية واجتماعية بدون تنمية ثقافية حية ومتجددة تحترم الثوابت الوطنية وتتواصل مع الثقافات الاجنبية واعتبارا لمنزلة الاعلام في اثراء مشاركة الشباب في شتى المسائل المطروحة فقد عملنا في تونس على تمكين شبابنا من مساحات خاصة في اعلامنا الوطني وافردناه بقناة اذاعية وقناة تلفزية موجهتين اليه وفتحنا المجال المسموع والمرئي امام القطاع الخاص حتى نثري المشهد الاعلامي الوطني وننوع مصادره ونرتقي بادائه ونوفر المزيد من الفرص لاحتضان المواهب الشابة الراغبة في التمرس بميادين الانتاج والتنشيط وبمجالات التعبير والتبليغ وبوسائل التثقيف والترفيه على اختلاف انواعها.
اما القطاع الثالث الجدير بالاهتمام والرعاية فهو قطاع تكنولوجيات المعلومات والاتصال اذ ان الحاجة تدفعنا الى الاستثمار في الذكاء والمعرفة حتى نملك بدورنا ناصية العلوم والتكنولوجيات الحديثة ونحسن استغلال الآفاق التي تتيحها لنا على مستوى تنشيط الاستثمار وبعث المشاريع الاقتصادية وتوسيع فرص التشغيل.
كما ينبغي ان نفتح امام شبابنا اكثر ما يمكن من الفرص لاستيعاب الثقافة الرقمية والتمرس بصناعة المعلومات والبرمجيات والخدمات الالكترونية المتجددة لانها من اكبر رهانات الحاضر وتحديات المستقبل.
واما القطاع الرابع الذي لا يقل قيمة عن القطاعات السابقة للعناية به وتشجيع الاستثمار فيه فهو قطاع الرياضة باعتباره القطاع المختص بامتياز باهتمام الشباب فالرياضة اصبحت اليوم جزءا من حياة الناس في سائر انحاء العالم كما اصبحت مصدرا للارتقاء الاجتماعي ورافدا من روافد التنمية الاقتصادية علاوة على ما اصبح يثيره الانتماء الى المنتخبات الرياضية الوطنية لدى الشباب من اقبال وتنافس لا يقلان اندفاعا وحماسا عن اي انتماء وطني اخر تتوفر فيه الفرصة لتشريف الوطن ورفع رايته في المحافل الدولية.
ومن هذا المنطلق بادرنا سنة 2003 بعرض مشروع قرار على منظمة الامم المتحدة يكرس ضمن النصوص الاممية حق كل انسان في ممارسة الرياضة والتربية البدنية بمناى عن اي خطر او تمييز وفي ظروف اجتماعية وتربوية ملائمة تتعزز فيها مسالك التعليم والصحة والتنمية والسلام في العالم وهو ما تمت المصادقة عليه بالاجماع من قبل الدورة الثامنة والخمسين للمنظمة الاممية.
ويتعين علينا ان لا نهمل في كل ذلك دور الاسرة الحيوي في تربية الاجيال الصاعدة في زمن تعددت فيه وسائل الاعلام والاتصال الحديثة ولاسيما منها الفضائيات وما يشيعه بعضها من افكار وسلوكيات بعيدة عن تقاليدنا وقيمنا الاسلامية الصحيحة. فالوضع في هذا المجال على غاية من الاهمية اذ كما نربي اجيالنا اليوم تكون مجتمعاتنا غدا.
لذلك يجب ان نبذل كل ما في وسعنا لتفعيل دور الآباء والامهات في مجتمعاتنا حتى يتحلوا بمزيد اليقظة ويكونوا لاولادهم الى جانب المدرسة ومكونات المجتمع المدني حصنا منيعا ضد الافكار البالية والعقليات المتحجرة وضد مختلف مظاهر الرجعية والتغريب وشتى مظاهر التسيب والغلو. ولا بد ان نبحث في هذا المقام ايضا عن افضل الصيغ لتوثيق التعاون والتكامل بين الاسرة والمدرسة والمنظمات والجمعيات من اجل تعميق الاحاطة بابنائنا وبناتنا وترشيدهم الى التعامل الواعي مع محيطهم وثقافة عصرهم دون التخلي عن تراثهم الاجتماعي من الاجتهاد والتنوير والتطوير وعن قيمهم الدينية المرجعية وما تزخر به من تسامح وتفتح واعتدال وبعد عن كل افراط او تفريط.
وفي نطاق حرصنا من ناحية اخرى على تحسين اوضاعنا الاجتماعية وتطويرها تتاكد الحاجة الى مزيد العناية بالتشغيل لانه من اكبر التحديات المطروحة حاليا على مجتمعاتنا فالشغل مقوم اساسي من مقومات الكرامة والشعور بالمواطنة ومن واجب الدولة ان تستنبط مع سائر الاطراف المهنية والاجتماعية كل الفرص والآفاق والوسائل والآليات والتدابير والحلول التي تمكن الشباب عامة وحاملي الشهادات العليا منهم خاصة من ممارسة العمل الحر واستحداث المشاريع الاقتصادية وايجاد مواطن الشغل ومصادر الرزق طبقا للامكانيات المتاحة والظروف المتوفرة لدى كل بلد.
حضرات السادة والسيدات
اننا نعتقد ان العلاقات التي تربط غالبا افراد الشعب الواحد بكل مكوناته السياسية والاجتماعية والثقافية لا تنمو ولا تزدهر الا في نطاق المشاركة والحوار والوفاق والاحترام المتبادل بين الجميع بدون اقصاء ولا استثناء لاحد. ومن الحكمة في هذا النطاق ان نثق بشبابنا وان نشجعهم على ان يثقوا بانفسهم وبمجتمعهم وعلى ان يهتموا بالشان العام لاوطانهم اذ ان الواقع يملي علينا الانصات الدائم لشبابنا في عالم متغير باستمرار كما يملي علينا التوجه اليهم بخطاب متجدد يلائم بين الخصوصيات الثابتة ومقتضيات الحداثة ويهيئهم لان يكونوا مواطنين راشدين مسؤولين عن اوطانهم وعن عالمهم.
لذلك نرى ان الاهتمام بالشان العام من قبل كل الاجيال والفئات هو عنوان وعي ونضج ودليل تقدم وتطور ورمز بارز للمواطنة الواعية والممارسة الديمقراطية السليمة.
وقد حرصنا في تونس على تكريس هذا التوجه امام شبابنا فتيانا وفتيات بالتعاون مع الهياكل الاستشارية ومختلف مكونات المجتمع المدني فطورنا التشريعات للتخفيض في سن الترشح للمجالس البلدية والنيابية الى ثلاث وعشرين سنة وللتخفيض في سن الانتخاب من عشرين الى ثماني عشرة سنة واقررنا دورية منتظمة للاستشارات الشبابية للتعرف على مشاغل شبابنا وتطلعاته ومواقفه والاستئناس بنتائج هذه الاستشارات في اعداد مخططاتنا التنموية.
وتعزيزا لهذا المبدا جعلنا من سنة 2008 سنة الحوار الشامل مع الشباب شاركت فيه مختلف الفئات الشبابية ببلادنا وانتهى بصياغة ميثاق شبابي امضته يوم 7 نوفمبر 2008 سائر المنظمات الوطنية المعنية ونخبة من شباب تونس.
وتجسيما لخيارنا الاستراتيجي في الاحاطة بالشباب والاهتمام بقضاياه ودعم الحوار معه في سائر الميادين وعلى كل المستويات وحرصا منا على تشريك المجموعة الدولية في تعزيز هذا التوجه واثرائه ندعو بهذه المناسبة الى وضع سنة 2010 تحت شعار "السنة الدولية للشباب" والى ان يعقد خلال هذه السنة مؤتمر عالمي للشباب برعاية منظمة الامم المتحدة وبالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية يحضره الشباب من كل انحاء العالم ويركز موضوعه على محاور ذات اهتمام شبابي وينتهي باصدار ميثاق دولي يكون هو الرابطة الوثقى التي تشد شباب العالم الى القيم الكونية المشتركة.
حضرات السادة والسيدات
ان الاجيال المتعاقبة من الشباب هم ثروتنا التي بها نبني حاضر مجتمعاتنا ونؤسس لمستقبلها وهذا المستقبل يظل في الجانب الاكبر منه رهين الرعاية التي نحيط بها شبابنا والنشأة التي نربيهم عليها والآفاق التي نفتحها امامهم ليتحملوا قسطهم من المسؤولية وصنع القرار ذلك ان تداول الادوار بين الاجيال في كل الازمان هو من طبيعة الحياة واصل العمران.
واني واثق بان ما سيصدر عن هذا المؤتمر من توصيات ومقترحات سيسهم في تعميق وعي امتنا الاسلامية بالمنزلة التي يجب ان يحظى بها الشباب في مجتمعاتنا وبثقل المسؤولية الملقاة علينا جميعا من اجل بناء مستقبل آمن ومزدهر لشبابنا واعداد شبابنا لمواجهة هذا المستقبل باكثر ما يمكن من الثقة والتفاؤل والطموح.
وفي الختام اجدد لكم التحية والترحاب راجيا لمؤتمركم التوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.