تونس-الصباح بعد التوقيع رسميا على تأسيس فرع لمؤسسة «آرباص» الفرنسية لصنع مكونات الطائرات قبل أيام قليلة، من المقرر أن يتم الثلاثاء المقبل التوقيع على اتفاقية جديدة بين الحكومة التونسية وإحدى المؤسسات الفرنسية الكبيرة المختصة في صنع الطائرات أيضا. وإن لم يتم الكشف عن اسم المؤسسة فإن
عدة مؤشرات تشير إلى أن المصنع الفرنسي «داسو Dassault » المختص في صنع الطائرات صغيرة الحجم الموجهة أساسا لرجال الأعمال قد يكون ثاني مؤسسة فرنسية في المجال تختار تونس لتأسيس فرع لها يهتم بتصنيع مكونات طائراتها. وكان السيد عبد الرحيم الزواري وزير النقل قد كشف خلال ندوة صحفية عقدها يوم الإثنين المنقضي على أنه سيتم يوم 10 فيفري الجاري التوقيع على اتفاقية جديدة مع مستثمر فرنسي مختص في صنع الطائرات دون أن يعطي تفاصيل عن اسم المؤسسة التي تنوي الاستثمار في تونس. جدير بالذكر ان رئيس شركة «داسو» كان قد صرح قبل سنة لوسائل إعلام فرنسية أنه تم اختيار تونس لتحتضن فرعا للشركة يتولى تصنيع مكونات الطائرات التي تنتجها، على غرار شركة «آرباص» لصنع الطائرات. وقال آنذاك " سنحافظ على سلاسل التركيب وأعمال التركيب عالية الدقة، وابتكار التصاميم في فرنسا، فيما عدا ذلك فكل شيء آخر يمكن انتاجه وتصنيعه خارج فرنسا أو أوربا." ويأتي الدفع الجديد لتدفق الاستثمارات الفرنسية خاصة لكبرى الشركات فيها ليِؤكد على نجاح السياسة التونسية لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية على بلادنا، خاصة في ظل توفر مناخ أعمال، وتشجيعات مختلفة للشركات الأجنبية للانتصاب بتونس، على غرار ما وفره قانون المالية لسنة 2008 من اعفاء على مرابيح التصدير للشركات الأجنبية المنتصبة بتونس لمدة ثلاث سنوات..فضلا عن توفر اليد العاملة والكفاءات المختصة والمتنوعة وبنية تحتية محترمة في المواصلات والاتصالات. يذكر ان الفرع الجديد لصنع مكونات طائرات "آرباص" التابعة للمجمع الأوروبي للدفاع وصناعة الطائرات EADS سيوفر حتى سنة 2012 ما لا يقل عن 1500 موطن شغل يهم أساسا الكفاءات التونسية في مجال التكنولوجيات الذكية الحديثة والمتقدمة، والمشروع تابع لشركة ايرولا المختصة في صنع الطائرات، والذي سيدخل حيز الاستغلال خلال سنة 2010. وكان حفل توقيع اتفاق شروط قيام هذا الفرع قد تم مؤخرا بين كل من السيد محمد النوري الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي، والسيد كريستيان كورني رئيس شركة آيروليا بحضور السيد فابريس بريجي رئيس مجلس إدارة آيروليا. وسينتصب المشروع الاستثماري في تونس العاصمة وتحديدا بمنطقة المغيرة جنوب العاصمة وهو مشروع فريد من نوعه باعتبار أن المصنع الأوروبي للطائرات يقرر لأول مرة في تاريخه فتح فرع له خارج أوروبا. وكان السيد فابريس بريجي المدير العام لشركة «آرباص» الفرنسية قد صرح في حديثه عن المشروع الاستثماري في مجال صناعة مكونات الطائرات بالمنطقة الصناعية بالمغيرة أن قرار اختيار تونس لاحتضان أول فرع ل«آرباص» جاء باعتبارها "قريبة من أوروبا، وتتمتع بمستوى مرموق من الكفاءات واليد العاملة المختصة، كما نوه بالتشجيعات التي وجدها من قبل الحكومة التونسية." وأضاف أن المشروع " سيمكن من توسيع طاقة انتاج الشركة من الطائرات بما يلبي أكثر الطلبيات المقدمة من مختلف أنواع الطائرات التي تنتجها." وقال السيد فابريس متحدثا عن مشروع فتح الفرع الجديد "قررنا قبل سنوات فتح معاملاتنا خارج أوروبا واشتغلنا منذ 18 شهرا لمشروع فتح فرع للشركة في تونس"، قبل أن يضيف "لدينا الإرادة لجلب شركائنا بأوروبا إلى تونس، المشروع سيوفر 1500 موطن شغل غير مباشر في مجال التخصصات التقنية الحديثة." وتبلغ مساحة الفرع 20 هك متخصصة في تركيب المجموعات الفرعية للطائرات على غرار صناعة الصفائح والأجنحة وأبواب الطائرات ومختلف المكونات الأخرى، مع 10 هك مساحة احتياطية لتوسيع المشروع ،وتبلغ المساحة المغطاة 60 ألف مربعّ، في حين تبلغ الكلفة الجملية للمشروع 50 ألف يورو. وحددت مدة الانجاز بخمس سنوات، وسيوفر عند قيامه 700 موطن شغل مباشر. وستتولى آيرولا في إطار المشروع جلب شركائها من المتعهدين الصناعيين الفرعيين الموكلين بإنجاز القطع الأولية والصفائح المعدنية والأدوات والمواد المركبة واللوجيستية إلى جانب معالجة المساحات السطحية. ويتوقع أن تحذو عدة شركات فرنسية أخرى معروفة وتعمل خاصة في مجال الصناعات الالكترونية الدقيقة وصنع مكونات الطائرات والتقنيات الجوية على منوال شركة «آرباص» وتفتح فروعا لها بتونس. يذكر أن حجم الاستثمارات الفرنسية المتدفقة على تونس تبلغ 9 بالمائة من جملة الاستثمارات الأجنبية، وتوفر الشركات الفرنسية المنتصبة في تونس وعددها يفوق 1200 مؤسسة حوالي 100 ألف موطن شغل، نصفها في قطاع النسيج، والباقي موزع على قطاعات الصناعات الميكانيكية، والالكترونيك، وصناعة مكونات السيارات#0236