بمطعم شعبي بالحلفاوين جلس المخرج الفرنسي دافيد كوشن إلى طاولة صحبة الممثلة أحلام البجاوي ومساعده في الإخراج معز العاشوري لاقتسام «عجة بالمرقاز» في فترة الراحة الفاصلة بين البروفتين. وقد يبدو الأمر عاديا عند البعض لكن هذا الأسلوب له قيمته لمخرج فرنسي عندما يقتسم مع فريقه التونسي ظروفه وهمومه وكل جزئيات حياته على اعتبار التفاهم الذي يحصل بينه وبينهم ويكون فيما بعد لصالح العمل. وعن مسألة تعوده على العجة والظروف التي يعيشها الممثل في تونس ذكر دافيد كوشن أن فرنسا ليست الجنة وان الممثل هناك لا يختلف كثيرا عن الممثل التونسي في مستوى هذه الجزئيات التي تتعلق بالإنتاج الفني. أما بخصوص هذه المسرحية الجديدة التي هي إنتاج مشترك بين المركز الثقافي الفرنسي والمسرح الوطني التونسي قال دافيد كوشن أنها جاءت بعد اقتراح تقدم به للمسرحي محمد إدريس منذ سنوات في إحدى مشاركاته في أيام قرطاج المسرحية. ويتمثل الاقتراح في الاشتغال على نص للكاتب النرويجي هونريك ابسن الذي يصور حكاية امرأة تفقد اتجاهها والمعنى الحقيقي للحياة علما وان هذه المسرحية ترجمها أو «تونسها» على وجه التحديد المسرحي محمد إدريس ويتقمص أدوارها ممثلون من تونس وممثل من فرنسا. وبالرغم من مرور 150 سنة على هذا النص فإن طروحاته وقضاياه ما تزال محينة ومعاصرة. ولم يعد يفصلنا عن عرضها الأول بتونس سوى ثلاثة أسابيع على اعتبار أن العرض الأول سيكون بمناسبة اليوم العالمي للمسرح (27 مارس). ويذكر أن هذه المسرحية ستعتمد كثيرا على تقنيات حديثة مثل تقنية الفيديو زيادة على أن الموسيقى ستكون خاصة بهذا العمل وستعزف بطريقة حية ومباشرة من طرف موسيقيين فرنسيين. وتتقمص الدور الرئيسي في هذه المسرحية الممثلة نادية بوستة التي عرفها الجمهور في مسلسل «مكتوب» وهي التي كانت قد انسحبت من مسرحية «العين في العين» لنبيل ميهوب وقد تفاجأ المخرج دافيد كوشن بهذا الخبرعندما ورد في سياق حديثنا معلقا «هل كان انسحابها يوم العرض الأول لهذه المسرحية؟». وقد ابدى المخرج ارتياحه لطريقة نادية في تقمص الدور معتبرا إياها على مقاسه. ويذكر أن نادية بوستة تغيب هذه الأيام عن بروفات مسرحية «بنت الجنرال» بسبب انشغالها بتصوير مسلسل «مكتوب» الذي انطلق في نهاية شهر فيفري كما أعلنا عن ذلك منذ مدة. وحيد عبد الله