21% فقط منهم يتوقون إلى الزواج وتربية الأطفال تونس - الصباح: عديدة هي الأحلام التي تراود الشباب المدرسي في تونس.. فحينما تتحدث إليهم تدرك أنهم يحلقون عاليا وأن طموحاتهم كبيرة جدا وهي أحلام مشروعة.. ولكن تحقيقها يتطلب الكثير من الجهد والمال.. فهم يحلمون بالتفوق في الدراسة والاحراز على المراتب الأولى.. وهذا حلم لم يعد سهل المنال في وقت طغت فيه الدروس الخصوصية وأصبحت فيه المراتب الأولى عادة من نصيب تلاميذ يتابعون هذه الدروس وتلاميذ يقدر أولياؤهم على توفير مصاريف تلك الدروس حتى وإن لجؤوا إلى البنوك للحصول على قروض ميسرة من أجل تأمينها.. كما يحلم العديد منهم بالوصول إلى مدرجات الجامعة والاستمتاع بفترة الحياة الجامعية.. ويكبر هذا الحلم لديهم وهم يستعدون إلى امتحان البكالوريا.. ومن الأحلام الأخرى التي تراودهم نجد الهجرة إلى الشمال.. وهي بدورها أحلام عسيرة التحقيق في وقت أصبح الحصول فيه على تأشيرة لزيارة "فضاء شنقن" شبه مستحيل.. هذه الأحلام كشف عنها بحث ميداني وطني شمل نحو 4172 تلميذا يتابعون دراستهم بالمدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية ومراكز التكوين المهني وتفيد نتائج هذا البحث الذي أجرته إدارة الطب المدرسي والجامعي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية أن 58 فاصل 6 بالمائة من الشباب المدرسي يتمنون متابعة الدراسة بالجامعة و34 فاصل بالمائة منهم يحلمون بالشغل بعد الدراسة الجامعية و33 فاصل بالمائة يحلمون بالهجرة إلى الخارج ولكن نجد 21 فاصل 6 بالمائة فقط يحلمون بالزواج وتربية الأطفال و16 فاصل 2 بالمائة يحلمون بالشغل بمجرد الحصول على البكالوريا و10 فاصل 8 بالمائة يحلمون بالحصول على عمل فورا وهم بعد في مرحة الدراسة بالأساسي أو الثانوي أو التكوين المهني في حين نجد 8 فاصل 9 بالمائة يحلمون بمتابعة تكوين مهني و6 فاصل 9 بالمائة منهم يريدون الشغل بعد التكوين المهني مباشرة. ونلاحظ أن الفتيات هن أكثر رغبة في الدراسة بالجامعة إذ نجد نسبتهن في حدود 66 فاصل 8 بالمائة مقابل 49 فاصل 7 بالمائة وكذلك في الشغل بعد الدراسة الجامعية وتمثل نسبتهن 40 فاصل 9 بالمائة مقابل 28 فاصل 4 بالمائة بينما يحبذ الفتيان جميع الآفاق الأخرى خاصة الهجرة إلى الخارج (43 فاصل 7 بالمائة مقابل 24 فاصل 9 بالمائة لدى الفتيات) والزواج (25 فاصل 4 بالمائة مقابل 18 فاصل 1 بالمائة لدى الفتيات) أما شباب التكوين المهني فهم يخيرون الهجرة إلى الخارج أكثر من المراهقين الذين يتابعون دراستهم بالتعليم الأساسي والثانوي وتمثل نسبتهم 53 فاصل 6 بالمائة ويحلم 4 فاصل 5 من تلاميذ التكوين المهني في الوصول إلى مدرجات الجامعة ويعتبر 82 فاصل 1 بالمائة من هؤلاء المتكونين بمراكز التكوين المهني أن تكوينهم لا يؤهلهم لدخول سوق الشغل.. ونجد 32 فاصل 9 من تلاميذ المدارس الاعدادية و35 بالمائة من تلاميذ الثانوي يحلمون بالهجرة. مخاوف لم يغفل البحث الميداني عن ذكر مخاوف الشباب المدرسي إذ نجد 31 فاصل 3 بالمائة منهم يتخوفون من المستقبل المهني و28 فاصل 3 بالمائة من المستقبل الشخصي وخمسهم من المستقبل العائلي.. وفي ما يتعلق بالمستقبل العائلي فإن أفضل سن للزواج بالنسبة للفتيان هو 26 سنة وبالنسبة للفتيات 22 سنة ونصف ويفضل 45 بالمائة من الفتيان و58 بالمائة من الفتيات انجاب طفلين ويفضل 37 بالمائة من الفتيان و28 بالمائة من الفتيات انجاب ثلاثة أطفال ونجد 14 بالمائة من الفتيان و8 بالمائة من الفتيات يفضلون انجاب أربعة أطفال أو أكثر..