خصصت مدرسة المازرية التابعة للمنظمة التونسية للتربية والاسرة بالمنستير فضاءها بكامل مكوناته يوم الاحد الماضي الذي تزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين في سنة اقرها رئيس الدولة لتكون سنة مكافحة التدخين لاحتضان فعاليات تظاهرة مشتركة التنظيم بين وزارة الصحة العمومية والمنظمة التونسية للتربية والاسرة. هذه التظاهرة التي اشرف عليها السيد المنذر الزنايدي وزير الصحة العمومية مرفوقا بوالي الجهة والتي شارك فيها طلبة المنظمة وشباب الكشافة التونسية والشبيبة المدرسية الى جانب ممثلين عن منتدى الصحة ومن قطاعات شبابية اخرى تضمنت عدة فقرات متنوعة الاختصاصات لعل من ابرزها المسابقات الخاصة بالرسم الذي تعلق موضوعه الرئيسي على صور مجسمة لمخاطر التدخين وانعكاساته السلبية من مختلف جوانبه والتي بالامكان ان تتحول الى لوحات اشهارية في مواقع رئيسية وحساسة للمساعدة على كسب رهان مقاومة التدخين.و فتحت بالمناسبة عدة عيادات للفحص الطبي العام واخرى للمساعدة على الاقلاع عن التدخين مع مخبرين للتحاليل المختلفة ومنها اخذ الدم لقيس اول اوكسيد الكربون في الدم وتولى مباشرة انجاز الفحوص واجراء الحوارات المباشرة المتمحورة حول التدخين وانعكاساته وطرق الاقلاع عنه مع تحاليل فرق طبية متكاملة التركيبة في ظروف جيدة والاقبال على هذه العيادات كان كبيرا العلاقة مع التدخين الاطباء الذين التقتهم «الصباح» على هامش هذه التظاهرة اكدوا السهولة التي وجدوها في توجيه الخطاب الى المقبلين على العيادات بمختلف اختصاصاتها وتفسير سلبياته الصحية على الشرايين والقلب وغيرهما وهناك ادراك كامل لمخاطر التدخين على صحة الانسان كما برز استعداد لديهم من اجل الاقدام على الاقلاع وبالاساس من فئة الشباب ومن الجنسين والمتراوحة اعمارهم بين 15 و25 سنة ولكن هذا لا يمنع من ان هناك من لم يتمكن من التغلب على هذه الافة وبالاساس من تجاوز عمرهم 50 سنة مع احساسهم بالعجز عن تجاوز الحاجة الى التدخين باعتبار عراقة العلاقة بين الطرفين وهو ما اسر لنا به احدهم وهو الرسام الكاريكاتوري رشيد الرحموني الذي يستهلك علبتين في اليوم مع اربعة سجائر في كل صورة يرسمها الى جانب مواطن اخر جاء للتاكيد بانه مصمم لوضع حد لهذه العلاقة مع السيجارة التي ارهقته وعائلته منذ 15 سنة وهو يبحث عن الطريق المؤدية لقطع هذه العلاقة. ماذا عن نسبة تعاطي التدخين لدى الشباب؟ تشير بعض الارقام الواردة في لوحات بيانية تم تقديمها بالمناسبة الى ان نسبة التدخين لدى الشباب تقدر ب28 فاصل 7 في المائة لدى الذكور و13 فاصل 4 في المائة لدى الاناث على مستوى تناول السيجارة وان ما تنفقه العائلة من ميزانيتها يقدر ب3 قاصل 1 في المائة في حين ان التعليم يحظى بنسبة 2 فاصل 9 في المائة والدراسات اظهرت ارتفاع نسبة التدخين لدى مختلف فئات المجتمع الى 35 في المائة وانه من الانعكاسات السلبية للتدخين حصول نسبة 90 في المائة من حالات سرطان الرئة و70 في المائة من حالات الجلطة القلبية وان 25 بالمائة من الوفيات بامراض القلب مردها التدخين. تكوين 2000 طبيب مختص التظاهرة يمكن القول بانها قد شدت اليها الاهتمام واكتست طابعا مهرجانيا وشكلت الحدث في نهاية الاسبوع بالجهة اقترنت بتكريم الفائزين في مسابقتي الرسم وعدد من المبادرين بالاقلاع عن التدخين الى جانب اكثر من 20 طبيبا ابرز في اختتامها السيد سالم المكي رئيس المنظمة التونسية للتربية والاسرة الابعاد التي تحملها هذه المبادرة المشتركة من خلال تنظيم هذا اليوم مع تاكيده عزم مكونات المجتمع المدني على مواصلة انجاح قرار رئيس الدولة جعل سنة 2009 السنة الوطنية لمكافحة التدخين. واعلن السيد المنذر الزنايدي وزير الصحة العمومية ان الوزارة قررت تكوين 2000 طبيب سيختصون في المساعدة على الاقلاع عن التدخين وان العمل سيتركز على التقليص بنقطتين سنويا من نسبة المدخنين الى جانب مواصلة التحسيس بمضار التدخين والكشف عن دوره في امراض القلب والامراض السرطانية.