بدأ وباء الطاعون يقلق سلطات كل من ليبيا والجزائر والمغرب وتونس مع تسجيل اصابات عديدة في ليبيا وبعض الاصابات في الجزائر. وكانت المصالح الطبية الليبية أعلنت مؤخرا عن وفاة مواطن ليبي بعد إصابته بداء الطاعون الخطير، كما ذكرت وسائل إعلام ليبية ومصرية أن حالات إصابات بهذا الداء سجلت أيضا على الحدود الليبية-المصرية. وبدورها أفادت صحف مغربية ان السلطات الجزائرية سجلت وجود خمسين حالة إصابة بداء الطاعون في المنطقة الممتدة على الحدود مع ليبيا. وأرجعت مصالح طبية مختصة سبب انتشار وباء الطاعون في الحدود الليبية - الجزائرية إلى حياة البدو التي تميز المنطقة وانعدام الحياة المدنية وضعف المراقبة الصحية. تونس الصباح وحول احتمالات تسجيل اصابات مرض الطاعون في تونس اتصلت "الصباح" بالدكتور رياض بن اسماعيل المستشار الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة الامراض المدارية والحيوانية المنشأ(المكتب الاقليمي للشرق الاوسط) الذي افادنا أن الصورة التي يحملها المواطن اليوم عن مرض الطاعون هي صورة قرأها في كتب التاريخ او في كتاب "الطاعون" لالبرت كامي والتي تظهر الطاعون كوباء ينتشر بسرعة ويصيب الالاف ويقتل كل من يصاب به.. لكن اليوم لا يمثل هذا المرض أي خطر بحكم تطور العلم الذي حول الوباء الى مرض عادي يمكن مداواته بسهولة بالمضادات الحيوية. واضاف أن النظم الصحية الموجودة اليوم لا مجال معها لتسرب الطاعون والمراقبة موجودة الى جانب التلاقيح الخاصة التي يخضع لها الانسان منذ الصغر وهي تلاقيح معمول بها في تونس منذ عشرات السنين. وحول وجود الوباء في ليبيا واحتمالات تسربه الى الجزائر ذكر الدكتور بن اسماعيل أن المنطقة الموبوءة بعيدة جدا على حدودنا وهي تقع على الحدود الليبية-المصرية في منطقة بدو.كما أن السلطات الليبية تعودت على القيام باللازم لمواجهة أي خطر محتمل متأت من الحيوان كالقوارض أو الذبابة اللولبية التي ظهرت في ليبيا منذ سنوات وقامت هذه الاخيرة بالقضاء عليها بسرعة رغم أن هذه الذبابة متاتية من الولاياتالمتحدة التي مازالت تعاني منها لحد اليوم. وأضاف محدثنا أنه لا مجال للتخوف والطاعون لم يعد يمثل وباء بل مرض عادي تتم محاصرته بسرعة ومداواته بصفة عادية. منظمة الصحة العالمية تطمئن من جهتها أفادت مصادر من منظمة الصحة العالمية في تونس "الصباح" بأن الطاعون مرض بكتيري تسبِّبه عصيات بكتيرية تسمى اليرسنية الطاعونية (Yersinia pestis)، التي تصيب بصفة رئيسية القوارض البرية. وينتقل المرض من حيوان قارض لاخر عن طريق البراغيث. ويصاب البشر الذين يتعرضون للدغ البراغيث المصابة بالطاعون الدبلي الذي يتميَّز بظهور دبل أي تمدد (انتفاخ) للعقدة اللمفية في موضع لدغة البرغوث. والطاعون من الامراض التي تستدعي استخدام آلية اتخاذ القرار للتقييم والاخبار عن الاحداث الصحية التي قد تشكِّل طارئة صحية عمومية تسبب قلقاً عالمياً، والمنصوص عليها في اللوائح الصحية الدولية لعام 2005. وقد أخبرت الجماهيرية العربية الليبية منظمة الصحة العالمية بوقوع حالات إصابة بالطاعون في 14 جوان 2009، في منطقة طبرق وهي بؤرة معروفة لهذا المرض. وعلى ذلك نفذَّت الجماهيرية تقييماً مبدئياً للوضع واتخذت السلطات المحلية تدابير وقائية تتضمن التنسيق بين القطاعات المعنية، ورش المناطق الموبوءة، وتعزيز أنشطة الترصُّد وبث الرسائل الصحية والتثقيفية بين عموم الناس، ومعالجة كافة الحالات المشتبهة والمؤكَّدة مختبرياً. وأضافت مصادرنا أنه يوجد في الجماهيرية الليبية حالياً خبير من كبار خبراء منظمة الصحة العالمية في زيارة ميدانية للسلطات الليبية لبدء تقصيات واسعة النطاق وعملية تقييم للوضع والمساعدة في تطوير نظام فعَّال للتصدِّي للمرض واحتوائه. الوقاية والتصّدي وحسب مصادر صحية وكذلك مصادر منظمة الصحة العالمية، يعتبر التشخيص المبكر وسرعة المعالجة أمرين أساسيين للحد من مضاعفات الطاعون والوفيات الناجمة عنه. ويمكن للتدخلات العلاجية الفعالة أن تؤدِّي إلى نسبة شفاء تصل إلى 100% تقريبا إذا ما تم تشخيص الاصابات في الوقت المناسب. وتشمل هذه التدخلات: إدارة العلاج بالمضادات الحيوية والمعالجة الداعمة. وتهدف التدابير الوقائية إلى توعية عموم الناس ليكونوا على بيِّنة من المناطق التي ينشط فيها الطاعون الحيواني المنشأ، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنُّب لدغ البراغيث وكيفية التعامل في المناطق الموبوءة بالطاعون. وينبغي للناس تجنُّب الاختلاط المباشر بالانسجة الملوثة بالعدوى أو التعرُّض لمرضى مصابين بالطاعون الرئوي. ويوصى باللقاح من الطاعون فقط كتدبير وقائي للمجموعات المعرَّضة بشدة لخطر العدوى مثل العاملين في المختبرات الذين يتعرضون دوماً لخطر التلوث.