الانفتاح السياسي والاقتصادي والثقافي من تونس على الأشقاء في دول الخليج العربية خيار مهم جدا، وزيارة الشيخ راشد بن محمد بن مكتوم نائب رئيس دولة الامارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إلى تونس حدث كبير يكرس رهان تونس في تفعيل التعاون العربي اقتصاديا وساسيا وثقافيا ..وبصفة اخص مع الدول الخليجية التي حققت نتائج مشجعة جدا في عالم المال والاعمال والاستثمار.. إمارة دبي خاصة والامارات العربية عامة اصبحت ترمز عربيا وإسلاميا ودوليا إلى النجاح الاقتصادي وإلى تعصير الادارة وتبسيط الاجراءات الادارية والمالية ..ومن المهم بالنسبة لبد مثل تونس أن يستفيد من تجاربها ومن المناهج التي اعتمدتها لتحقيق قدرا من التقدم لم يتحقق في جل الدول العربية ..بما في ذلك الدول النفطية الغنية .. لقد أبرمت تونس خلال العامين الماضيين اتفاقيات مهمة لتحسين مستوى الشراكة الاقتصادية مع الاشقاء في السعودية والكويت والامارات وقطر ..ومن المقرر أن تفوق قيمة الاستثمارات الاماراتية في تونس خلال العام الحالي والعام القادم العشرين مليار دولار ..وهو ما من شأنه ضمان سيولة مالية مهمة للبنك المركزي وبقية المؤسسات المصرفية والمالية التونسية .. لقد قلل كثير من أشباه الخبراء طويلا في نجاعة تطوي العلاقات الاقتصادية البينية العربية العربية ..لكن الحصيلة تفند ادعاءاتهم ..فلقد تضاعفت بسرعة عائدات السياح الليبيين والجزائريين والعرب ..وتعاقبت جلسات ابرام مستثمرين عرب بارزين لصفقات جديدة مع تونس ..وهي خطوات يؤمل دفعها وتطويرها وعقلنتها بمناسبة زيارة الشيخ راشد بن مكتوم وغيره من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين الخليجيين .. صحيح ان بعض الاستثمارات العربية لم تحقق ما تعهدت به ماليا واجتماعيا ..وفشل بعضها في نقل التكنولوجيا الى البلاد .. وصحيح ان حجم ما تحصل عليه تونس من استثمارات عربية إلى حد الآن أضعف بكثير من حجم الاسثمارات الخليجية في بلدان شقيقة مثل الأردن ومصر وسوريا ولبنان والمغرب ..لكن المسار الجديد مهم وينبغي دعمه ..خدمة لمصلحة البلد وشعبه ..لمساعدة الحكومة في مجهود احداث عشرات من آلاف مواطن الشغل الجديدة سنويا ..حتى يتراجع ضغط ملف البطالة ..وتكون تونس فعلا بلد الاخاء والاعتدال والمحبة ..