«عاشق السراب» مسلسل اجتماعي تعرضه مؤسسة التلفزة التونسية على المشاهدين في شهر رمضان المقبل وهو من تأليف علي اللواتي ويخرجه الحبيب المسلماني ويشارك في هذا العمل نخبة من أبرز الممثلين نذكر منهم علي الخميري ويونس الفارحي وليلى الشابي وسامية العياري ومحمد اليانقي وسهير عمارة وآخرون. ويتطرق «عاشق السراب» الى عدة مواضيع اجتماعية لا تخلو من التشويق الدرامي (حسب تعبير المخرج) مع التركيز على المحور الرئيسي الذي يتناول وضعية المبدع في مجتمع قد لا يقبله او يلفظ جانب الحلم لديه. هذا المبدع على ما يعيشه من صراعات وانكسارات قد يقرر اخيرا ان يترك المكان لواقع لا يرحم! ويقول الحبيب المسلماني وهو يصف هذه الحالة «الموضوع حساس جدا ويحتاج منا الى وقفة تأمل، فكيف يمكن للمبدع ان يحقق احلامه ولا يتأثر فكره وايمانه بما يقول او يفعل بالواقع المكتظ بالتناقضات. كاستينغ/الوجوه الجديدة تعزيز للنجوم وفي حديثه عن «الكاستينغ» اوضح المسلماني انه مع اكتشاف الوجوه الجديدة ولكن دون اهمال الموجودين اصلا لتدعيم المشهد الدرامي في بلادنا وهم حسب تقديره من الاكتشافات التي استغرق وقتا لتكوينها ودعم مواهبها لتصبح اسماء قادرة على كسب الرهان ونفى محدثنا ان يكون له فريق عمل محدد من الممثلين الذين يمثلون التشكيلة الرئيسية لجل اعماله وقال: «لماذا تطالبونني بالتنكر لممثلين ومبدعين اقنعوا، انا مع الوفاء للوجوه التي برهنت على مدى نجاعة التعامل معها و«حكاية الكليك» ليست صحيحة!! احداث سنة 1994 ألّف علي اللواتي نص «عاشق السراب» في بداية التسعينات واوضح الفريق العامل وعلى رأسهم مخرج العمل ان أحداث المسلسل منحصرة في سنة 1994 وحين سألنا المسلماني على هذا الاختيار «الغريب» في زمن نعتقد فيه ان «الدراما» مطالبة بمسايرة الواقع والركض وراء احداث وملابسات «الآن» و«حالا»، و«هنا» وقد عزا المخرج ذلك الى ضرورة التنويع ومعايشة كل الاحقاب الزمنية. واضاف المسلماني «اردنا التخلص من «البورطابل» وتبعاته.. فاخترنا بداية التسعينات اطارا لاحداث مسلسلنا، ثم ان بعض الوقائع في العمل تنتصر للهاتف القار الذي يضطر اهل قرية الى استخدامه لقضاء مصالحهم بالتوجه الى منزل احد الأبطال»! وبعيدا عن هذا التفسير رأى البعض ممن ناقشنا معهم هذه النقطة اثناء تواجدنا بمكان التصوير في أحد النزل بالعاصمة ان علي اللواتي كتب النص منذ عقود خلت ويبدو أن ادارة التلفزة لم تجد افضل منه في خزينتها لتقترحه على المشاهد. أرقام قرابة الالف مليون (مليار) هي تكلفة مسلسل «عاشق السراب» يقع في 15 حلقة وقد انطلق تصوير اولى مشاهده يوم 20 افريل 2009، ويتواصل التصوير الى حدود اسبوع قبل حلول شهر رمضان اي في حدود منتصف شهر اوت القادم وقد انطلقت عملية «المونتاج» له منذ شهر على ان يفرغ المخرج من العمل مع منتصف شهر أوت، وستعرضه الفضائية تونس 21 في النصف الاول من شهر رمضان المعظم. عوائق اللحظات الاخيرة مع الحبيب المسلماني خضنا في مواضيع مختلفة وقد سألناه عن عائق ضيق الوقت الذي يصدر عادة عن بعض المخرجين ومساعديهم ليتفطن المشاهد العادي او المختص عادة الى اخطاء التركيب او ما يعبر عنه بfautes de raccord فكيف يمكن تجاوزها والحال ان مسلسلاتنا تطبخ على نار مسرعة قد تحرقها ولا يستغرق الاعداد لتصوير مسلسل في احسن الحالات اكثر من شهرين، المسلماني اجاب قائلا: «لا ننكر هذا الامر فعلا، وهو معضلة المسلسلات التونسية التي يقع التحضير لديكوراتها وكساء ممثليها والاهم من ذلك «الكاستينغ» في ظرف زمني لا يتجاوز الشهرين، وهي فتر قصيرة، ولعلي سأشيد بمجهودات سكريبت العمل السيدة فوزية الصيادي فهي التي تسهر على التفاصيل وتسعى من موقعها الى تدارك النقائص. وجوه مشاركة التقينا الممثل علي الخميري الذي يؤدي دور نور الدين الاسمر (المجرم) كما عبر بنفسه عن ذلك، وقد اخبرنا الخميري انه سعيد بهذا الدور الذي يعيده الى الشاشة الصغيرة بعد غياب استمر 4 سنوات، «وها أن المسلماني انقذني من البطالة» كما عبر محدثي عن ذلك وسألته ان كان سبق له وان رفض مشاركات في أدوار لم تقنعه وافضى ذلك ضرورة الى اختفائه عن المشهد طيلة سنوات فقال لا وجود لممثل تونسي يرفض دورا في مسلسل محلي، هذا مستحيل لان كل الممثلين مجبرون على القبول و«الرضوخ» احيانا لملامح دور لا يقنع فقط لان فرصهم في ايجاد مورد ازق اخر تبقى شبه مفقودة، وشخصيا اقبل الدور حتى وان لم يقنعني. حكاية الهندي الهولندي وخسائر سامية العياري اخبرتنا سامية العياري انها كانت مرشحة لبطولة شريط سينمائي هولندي هندي ولكن التزامها بتصوير مسلسل «عاشق السراب» حال دون امكانية سفرها في هذا الظرف من العام لتصوير الشريط،. ولكنها لم تقدم على هذه الفرصة، لانها تعتبر اداءها لدور عزّة الفنانة التشكيلية التي تجسد معنى الصراعات التي يبرزها العمل فرصة سانحة للكشف عن جانب اخر من شخصيتها كممثلة قادرة على التلون، وهي تعد المشاهدين بالمفاجأة مع «عاشق السراب» ودور عزّة المقترح عليها.