تونس - الصباح تلاقي عملية توظيف تقنية الأبعاد الثلاثة 3 في الإنتاجات السينمائية والتلفزية نجاحا كبيرا على مستوى العالم.... تقنية مكلفة ومتعبة لكنّها ممتعة كونها تقدم شخصيات أعمالها على هيئة صور كرتونية مرحة. سيكتشف الجمهور التونسي هذه التجربة الأولى من نوعها في تونس والمغرب العربي عبر شاشة قناة ''حنبعل'' التي اختارت أن تميّز برمجتها الرمضانية لهذا الموسم بسلسلة كوميدية تونسية وفق تقنية الأبعاد الثلاثية تحت عنوان ''2050 ''وبإمضاء مؤسسة CGS المتخصصة منذ حوالي العقد في تقديم أعمال تعتمد على التقنيات الحديثة تتطلب الأعمال المعتمدة على تقنية الأبعاد الثلاث حرفية كبيرة وجودة في الشكل والمضمون، لهذا انكب فريق عمل يتألف من مبدعين ورسامين ومختصين في مجال «الملتيميديا» لتحويل النصوص التي كتبتها مجموعة تتألف أساسا من كل من المنشط نوفل الورتاني وسليم بن إسماعيل إلى عمل فني عالي الجودة أخرجه الجزائري سامي الفاور سيعرض على قناة ''حنبعل'' بمعدل 12 دقيقة يوميا إبتداءا من الساعة الثامنة إلا ربع مساء خلال النصف الأول من شهر رمضان . هذه السلسلة التي أنتجت في وقت قياسي (11 شهرا) استنزفت ميزانية هامة والكثير من الوقت فيكفي أن نستشهد بأن 20 شخصا عملوا على امتداد 20 ساعة متواصلة من اجل إنتاج دقيقة واحدة من هذه السلسلة وعليه يمكن أن يتصور المرء ما تتطلبه 12 دقيقة وهي عمر الحلقة الواحدة من السلسلة.. ما بالتونسي لا يتغيّر... فكرة السلسلة التي تدور أحداثها في عالم افتراضي يستشرف ما يمكن أن تشهده البنية التحتية في تونس من تطوّر وما سيلحق المجتمع من متغيّرات عام 2050 تحاول الإجابة عن سؤال مهم هو: ''هل ستواكب عقلية التونسي التطورات التكنولوجية والعلمية والاجتماعية المفترضة لعام 2050 أم أن ''دار لقمان'' ستبقى على حالها؟''. سؤال تحاول السلسلة عبر مواقفها الكوميدية المجسّدة بشخصيات كرتونية وأصوات ممثلين معروفين على رأسهم جعفر القاسمي مع مشاركة لكل من وسيم الهريسي وأمين قارة منشط إذاعة ''موزاييك'' الإجابة عليه من خلال عائلة المحامي عبد الحميد المتكوّنة من زوجته ياسمين التي تملك وكالة زواج اسمها '' إن شاء الله فرحتك'' تحاول من خلالها الاستجابة إلى شروط الراغبات في الزواج في عام 2050 ومن أبنائه اسكندر وسليم ونهال مع فسيفساء من الشخصيات الخيالية التي تعتمدها السلسلة لفضح بعض الممارسات الاجتماعية العادية التي لم يتوّفق التطور في محوها من عقلية المواطن التونسي حيث سيتغيّر كل الفضاء من حوله في حين تبقى '' الطبيعة هي هي''. سما ''المنصف باي''.. وميترو ''المتشعبطين'' هل تصور أحدكم وجها آخر ل''باب بحر ''غير الذي هو عليه الآن؟ فريق 2050 فعل ذلك ورأى أنه بعد 41 سنة من الآن سيعجّ هذا المكان بناطحات السحاب والمباني الشاهقة والواجهات الفخمة.... ليس هذا فقط فغير بعيد على ''باب بحر'' لن يكون لسوق ''المنصف باي'' وجود على خارطة منفذي هذا العمل إذ سيتحوّل إلى سما المنصف باي ولن يضطر المواطن إلى انتظار مرور الميترو ليعبر الطريق إذ في عام 2050 ستصبح الميتروات كلّها معلّقة في الفضاء.. وسيصبح بائعو الكسكروتات العربي يحملون علامة ''ماك'' وسيتغيّر كل شيء.... كل شيء.... ما عدا عقلية التونسي التي يصعب برمجتها - حسب السلسلة- على مجريات الثورة التكنولوجية المتوقعة . لن يتخلى التونسي عن ''التكركير '' و''التكمبين'' و''الغشة'' و''الطمع'' وعشق الكرة و''المصروف فوق الطاقة''.... ولن تسلم عربات الميترو الطائرة من الأطفال المتشعبطين الذين سيحتلون كالعادة الفراغات بين العربات، مع اختلاف بسيط هو أنهم سيكونون متسلّحين بالكمبيوتر المحمول بدلا عن المحفظة المدرسية. كيف ستكون هذه السلسلة التي تبدو مسلية على الورق ؟ الجواب سنكتشفه حين ندخل أجواء 2050 .