تونس -الأسبوعي - سيناريوهات عدّة مطروحة لتطور تفشي فيروس أنفلونزا الخنازير في تونس وفي الشطر الأعلى من الكرة الأرضية بحلول الخريف والشتاء القادمين، سيناريوهات تستوجب وضع خطط توقي لمنع تفشي الفيروس خصوصا وأن آخر توقعات المنظمة العالمية للصحة تقول بأن ما بين أربعين إلى خمسين بالمائة من السكان سيصابون بعدوى الفيروس في جائحة ستكون الأخطر في تاريخ الإنسانية الحديث.. ومن هذا المنطلق بدأت سلط الإشراف تعمل على وضع خطط تحرك مدروسة لكل السيناريوهات المحتملة بهدف الحد من تفشي الفيروس وضمان استمرارية الأنشطة الاقتصادية والتربوية ومن هذه الخطط ما يتعلق بمنع تفشي الفيروس لدى صغار السن نظرا لهشاشة مناعتهم الجسدية وقد تم متابعة التجارب الأجنبية في المجال والاستئناس بها في وضع خطط التحرك، وحسب معلومات توفرت لل «الأسبوعي» من مصادر مسؤولة فإن التوجه يرمي إلى ايلاء عناية خاصة في مرحلة أولى إلى رياض الأطفال والكتاتيب ومحاضن الرضع حيث تم تكليف الإدارات الجهوية للصحة إضافة لمرجع نظر هذه المؤسسات بإحكام مراقبتها والقيام بزيارت لكل مؤسسة على حدة والإطلاع على ظروف إقامة الأطفال فيها وتمكين مسؤولي هذه الدور من رقم خاص للاتصال في كل معتمدية في صورة ملاحظة أية عوارض صحية تستوجب الحيطة. في نفس الاطار سيتم التشديد على تطبيق كل قواعد الوقاية من الفيروس بالحرص على تشجيع الأطفال على غسل اليدين بانتظام وعدم المخاط والعطس إلا في مناديل ورقية والحرص على إتلافها بعد استعمالها إلى غير ذلك من التوصيات المعروفة. وبالتوازي مع ذلك تقرر مبدئيا وتحسبا لتفشي العدوى غلق كل روضة أطفال أو حضانة يتم بها تسجيل ثلاثة إصابات ونفس الأمر سينطبق على المدارس الابتدائية والاعداديات والمعاهد إذ بمجرد تسجيل ثلاثة إصابات بأقسام مختلفة يتم غلق المدرسة في حين يتم غلق القسم الواحد إذا ما تم تسجيل إصابتين به ويستمر الغلق المدة اللازمة للشفاء والتي عادة ما تتراوح بين أسبوع إلى عشرة أيام . ويبقى الإشكال الوحيد في ضمان سير الدروس إذ تقرر في دول على غرار فرنسا وكندا توفير دروس عبر شبكة الإنترنيت غير أن ذلك قد يكون صعبا بعض الشيء محليا.. وحسب ذات المصادر فإن ما تم إقراره مبدئيا من اجراءات يبقى خاضعا للتطورات المحتملة إضافة لتوفر متسع من الوقت لمزيد درس كل الاحتمالات وعرض كل الإشكالات والمعوقات التي قد تعترض التطبيق ، مع تعميق التفكير في ما يخص الوضع في المؤسسات التربوية والجامعية التي تحتضن الشباب والذين هم عادة من ضمن الفئات التي تقدر صحيا على مواجهة الإصابات لكنها قادرة من خلال ارتفاع عدد روادها على التسريع في مضاعفة عدد المصابين ..ومن هذه المؤسسات نورد المبيتات الجامعية التي تفترض بدورها متابعة صحية وقد يستوجب الأمر غلقها إذا ما تم تسجيل إصابات متعددة. على كل فإن هذه الخطط المطروحة لا تعني أن مدارسنا ستغلق برمتها كما لا تعني أنها خطط نظرية لن ترى طريقها للتطبيق فالخطر موجود والتحسّب له دليل يقظة السلط الصحية لذلك يبقى التوقي هو الأساس والوعي بمخاطر الفيروس وعرض المصاب على طبيب بمجرد ظهور الأعراض الأولى والعمل على عزله لتجنب العدوى أمر أكيد حتى نتجنب السيناريوهات الأسوأ.