مرة أخرى تعود ظروف وملابسات الاحداث التي سبقت اجتياح العراق لتطفو على السطح مع انطلاق أشغال اللجنة البريطانية المكلفة بالتحقيق في دور رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في تلك الحرب لتعيد بذلك فتح أكثر من جراح قد لا تندمل ابدا خاصة مع الكشف عن أطوار فضيحة أبو غريب الثانية بتوقيع بريطاني هذه المرة، فقد بات واضحا أن أهداف اللجنة البريطانية التي يتراسها السير جون تشيلكوت والتي تدعي الاستقلالية والحياد لا تهدف بأي حال من الأحوال إلى محاسبة أو مساءلة تلك الاطراف التي مهدت وخططت لتدمير العراق و تهجير أبنائه و مصادرة ثرواته بقدرما تهدف إلى الفوز بصك البراءة و تبرئة الذمة أمام الرأي العام البريطاني استعدادا للمرحلة القادمة مع حلول موسم الانتخابات التشريعية بعد ستة أشهر... ولعل من تتبع جهود تلك اللجنة قد أدرك دون عناء أن تقارير وشهادات اللجنة البريطانية المكلفة بالتحقيق في الحرب على العراق منذ انطلاقها قبل أسبوع لم تخرج حتى عن مختلف القراءات والقناعات التي ارتبطت بتلك الحرب منذ يومها الأول بل ولا شك أن في الشهادة التي أدلى بها السفير البريطاني السابق لدى الولاياتالمتحدة كريستوفر ماير بشان الاجتماع الذي جمع بين الرئيس الامريكي السابق جورج بوش وبين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير آنذاك في منتجع كراوفورد في أفريل سنة 2002 ما يعزز كل الشكوك بشان أهداف وأبعاد الحرب على العراق في خضم الحرص الأمريكي البريطاني على استباق كل الجهود الديبلوماسية والاستفادة حتى النهاية من كذبة أسلحة الدمار الشامل العراقية ليبقى العراق بذلك مصدرا للابتزاز السياسي والمساومات التي لا تنتهي...