عندما أكدنا في عددنا الصادر أول أمس (الأحد) أن هناك مؤشرات أزمة عاصفة تتهدد الترجي وأن الديون تجاوزت في نهاية الاسبوع المنقضي المليار وما انفكت ترتفع، مما حدا بالرئيس الجديد للجمعية حمدي المؤدب للتفكير بجدية في الاستقالة وأشعر بذلك المقربين منه الشيء الذي جعلهم يخشون اقدامه من مجرد التفكير الى التنفيذ.. لم ننطلق في ما كتبناه من فراغ وإنما من معطيات ثابتة وحقائق دامغة. .. لكن من حسن حظ الترجيين أن رياح الغضب قد خفتت حدتها وهدأت سريعا قبل أن تتحول الى عاصفة وخيمة العواقب، بحيث عدل حمدي المؤدب عن الاستقالة، وأشرف بنفسه أمس على تسيير شؤون الجمعية بمعية اعضاده، ومن بين ما قام به طبعا اتفاقه الرسمي والنهائي مع المدرب البرازيلي كابرال. ... ولكن لماذا لا يسدّّد الديون من تسبب فيها؟!! على انه بالعودة الى الاسباب التي مهّدت لظهور الازمة التي طفت في نهاية الاسبوع المنقضي على السطح قبل تطويقها، الا مفرّ من التساؤل: كيف ينص التقرير المالي خلال الجلسة العامة على وجود عجز طفيف لا يتجاوز 38 الف دينار، في حين وجد حمدي المؤدب نفسه الى غاية يوم الجمعة الماضي يتصارع مع جملة من الديون يطالبه بتسديدها اثنان من البنوك وبعض المزوّدين اضافة الى استخلاصات أخرى، لعل آخرها ما حصل امس حين طالبت ادارة احد النزل المتواجدة بالضاحية الشمالية للعاصمة بمستحقاتها من الديون التي تراكمت والمتخلدة بذمة الترجي!! فالارقام كما ترون مخيفة جدا وحصيلة الديون مرشحة للارتفاع بين يوم وآخر، بل وبين لحظة واخرى. لذا فاننا نتساءل لماذا لا تقوم الهيئة المديرة الجديدة للترجي بعملية مراقبة مالية مدقّقة لمعرفة الحجم الحقيقي للديون. ومن باب المنطق وسلامة التصرف ان يتولى الرئيس السابق للجمعية ونائبه الاول تسديد ما تسببا فيه من عجز مالي وديون، حتى يتفرغ الرئيس الجديد لبناء المستقبل والقيام بالانتدابات اللازمة وما الى ذلك من متطلبات في حجم الجبال وليس لتسديد ديون ليست له فيها لا ناقة ولا جمل؟!! باختصار شديد أليس من الافضل ان «من اشعل النار هو الذي يطفيها»؟!! التعاقد رسميا مع المدرب البرازيلي كابرال لمدة عامين براتب شهري قدره 18 الف دينار ... في انتظار الاتفاق النهائي مع ماهر الكنزاري نعود الى حمدي المؤدب لنؤكد انه اشرف امس بنفسه على عملية التعاقد مع المدرب البرازيلي السابق لنادي الزمالك المصري كارلوس روبارتو فرّيرا كابرال وقد كنا وافيناكم على هذه الاعمدة بالذات في عددنا الصادر يوم السبت الماضي بلمحة ضافية عنه وعن ماضيه ومسيرته كلاعب ثم كمدرب وهو كما ذكرنا من مواليد يوم 2 جانفي 1945 بحيث ان عمره 52 عاما ومن ابرز تتويجاته احرازه على رباعية تاريخية على رأس الزمالك وهو يعرف جيّدا الترجي ولعب ضده سابقا في المنزه وفي القاهرة. كابرال سيأتي بمعد بدني برازيلي ونضيف اليوم أن الترجي قد تعاقد مع المدرب كابرال لمدة عامين براتب شهري قدره 18 الف دينار، وسيعود الى تونس يوم الاحد القادم (2 سبتمبر) مرفوقا بمعد بدني برازيلي. طارق عبد العليم مدرب حراس ومترجم اما مسألة الترجمة بينه وبين اللاعبين وغيرهم من المحيطين بالفريق فسيقوم بها المدرب المصري لحراس المرمى طارق عبد العليم الذي سبق له ان عمل مع كابرال في القاهرة لمدة عامين. في انتظار عودة ماهر الكنزاري على أن توجهات الهيئة الجديدة للترجي الرياضي لن تقف عند هذا الحد، بل انه سيتم انتداب ماهر الكنزاري ليكون المساعد الأول للمدرب كاربال (ولو ان هناك من يرى انه من الأفضل تعيين ماهر الكنزاري في خطة مدرب وتعيين كابرال كمدير فني عام لجميع الاصناف بما فيها صنف الاكابر). وعلى اية حال فان الترجي الرياضي بات الآن ينتظر عودة ماهر الكنزاري من كوريا الجنوبية بعد انجاز مهمته على رأس المنتخب الوطني للأصاغر للاتفاق معه على كل كبيرة وصغيرة.