تونس الأسبوعي تدور اليوم بكل من بانغيلا ولوبانغو مباراتا الدور ربع النهائي الثالثة والرابعة لكأس إفريقيا للأمم 2010 وتلتقي مصر حاملة اللقب في نسختيه الماضيتين مع الكاميرون في نسخة جديدة لنهائي 2008 بينما تواجه زمبيا نيجيريا في قمة غرب- إفريقية. رائحة الثأر بين مصر والكاميرون كان المنتخب المصري أحرز اللقب قبل عامين بفوزه على الكاميرون في المباراة النهائية بهدف محمد أبو تريكة الغائب عن الدورة الحالية بسبب الإصابة، علما بأن المنتخبين التقيا أيضا في الدور الأول من النسخة الماضية وقدمت مصر مباراة كبيرة فازت فيها (4-2). ولن تختلف مباراة اليوم عن مواجهات المنتخبين الماضية وهي اختبار جدي يطمح فيه «الفراعنة» إلى تأكيد المستوى الكبير الذي ظهروا به في الدور الأول وإلى إزاحة واحد من أبرز المراهنين على اللقب. أما «الأسود» الكاميرونية، فستلعب أولا من أجل الرد على الهزيمتين اللتين تكبدوهما ضد نفس المنافس في غانا 2008 ومن أجل الرد على من شككوا في أحقيتهم بالترشح إلى الدور الثاني بعد الوجه الضعيف الذي ظهروا به في مباريات المجموعة الرابعة. وضربت مصر بقوة في الدور الأول وأكدت استعدادها للدفاع عن لقبيها الأخيرين وتحقيق إنجاز غير مسبوق في إفريقيا برفع اللقب للمرة الثالثة على التوالي وتعزيز رقمها القياسي ورفعه إلى سبعة كؤوس إفريقية. والمنتخب المصري هو الوحيد الذي حقق في الدورة الحالية ثلاثة انتصارات في ثلاث مباريات (ضد نيجيريا 3-1 وضد كل من موزمبيق والبينين بنفس النتيجة 2-0). أما المنتخب الكاميروني، فقد استهل المغامرة الحالية بهزيمة ضد المنتخب الغابوني (1-0) مما صعب مهمته رغم فوزه على زمبيا في المباراة الثانية (3-2) ولم يترشح إلا بعد أن أهداه المنتخب التونسي التعادل (2-2) في المباراة الثالثة وبفضل الأهداف التي سجلها في مرمى زمبيا. وتسعى الكاميرون إلى الظفر باللقب الخامس في تاريخها بعد فوزها ببطولات 1984 و1988 و2000 و2002. تشابه الأسلوب والغايات بين نيجيريا وزمبيا قلة فقط رشحوا المنتخب الزمبي لكسب إحدى ورقتي المجموعة الرابعة بل وثمة من ذهب إلى الجزم بأن من يهزم زمبيا بأكثر أهداف من غيره هو الذي سيتأهل إلى ربع النهائي. ورغم هزيمته في المباراة الثانية للمجموعة الرابعة ضد الكاميرون (23)، أنهى الزمبيون الدور الأول في الصدارة ليتأهلوا صحبة الكاميرون إلى ربع النهائي بعد فوزهم على الغابون (21) في المباراة الأخيرة. وغابت زمبيا سنوات طويلة عن صدارة الأحداث ولم تفلح في تعويض جيل بداية التسعينيات الذي خاض نهائي دورة تونس 1994 ضد نيجيريا رغم مشاركته بفريق شاب بقيادة كالوتشا بواليا بعد مقتل كامل أعضاء الفريق الأول في حادث الطائرة الشهير أسابيع قليلة قبل «كان» 1994. ولا تزال كرة القدم الزمبية تعاني من المشاكل والهزات وتعيش على أطلال بواليا. أما المنتخب النيجيري، فقد استهل مباريات المجموعة بهزيمة مذلة أمام مصر (13) رغم مبادرته بالتسجيل. وطالت سهام النقد كامل الفريق وخصوصا مدربه شعيبو أمودو الذي تلقى انذارا شديد اللهجة من الاتحاد النيجيري عقب هزيمة المباراة الأولى بل ووقع تهديده بالإقالة من مهامه إذا لم يتدارك أمره في المباراة الثانية ضد البينين. هذه المباراة، التي تغيب عنها نجم خط الهجوم أوبافيمي مارتينز بسبب مشاكله التي لا تنتهي في أوروبا، كانت لصالح «النسور» النيجيرية الذين فازوا بشق الأنفس (10) رغم أن السيطرة وفرص التهديف كانت لفائدة منافسه البينيني. وإضافة إلى تشابه طريقة لعب المنتخبين الزمبي والنيجيري، التي تتمثل في التبادل القصير للكرة والاستحواذ عليها أكثر ما يمكن من و قت ثم المباغتة من الجناحين، يشترك المنتخبان في رغبتهما في استعادة ماض أجمل وتاريخ حافل لم تتمكن الأجيال المتعاقبة في بلديهما واستعانتهما بأكثر من مدرسة فنية من تجاوزه. لذلك تمثل مواجهتهما اليوم في ربع النهائي الأخير فرصة تاريخية لرد الاعتبار والعودة إلى صف الكبار. فهل تعيد نيجيريا أمجاد التسعينيات أم تكون زمبيا مفاجأة أنغولا 2010 بامتياز بقيادة الثعلب الفرنسي «رونار»؟