تونس الصباح رغم إجباريته يتهرب أصحاب بعض رياض الأطفال من إبرام «عقود تأمين الأطفال ضد الحوادث» لكنهم في المقابل يقبضون من الأولياء قبل الترسيم معاليم بعنوان التأمين.. ولئن أكدت مصادر وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين على أن عدد هؤلاء المخالفين محدود للغاية فإن مثل هذا التصرف يمكن أن يحرم الطفل في صورة تعرضه لحادث أثناء وجوده بالروضة من حق التغطية الصحية الذي يفترض أن يتمتع بها. ونظرا لخطورة هذه المخالفة أفادت المصادر نفسها بوجود مراقبة مكثفة لرياض الأطفال للتأكد من إبرامها «عقود تأمين الأطفال».. وذكرت أن الوزارة لا تتسامح مع المخالفين عندما يتعلق الأمر بالتأمين.. وهي تؤمن مراقبة رياض الأطفال بصفة دورية قبل مطلع السنة التربوية بالنسبة لرياض الأطفال القديمة.. أما بالنسبة للرياض الجديدة فإن فتحها لا يتم إلا بعد استجابتها لمقتضيات كراس الشروط. وينص كراس الشروط المتعلق برياض الأطفال على مسألة عقود تأمين الأطفال.. و يجبر مدير الروضة على إعداد ملف للاستظهار به لدى إطارات التفقد ويحتوي على عقد تأمين. وبالعودة إلى هذا الكراس يمكن التذكير بأنه ينص في أحد فصوله على أن أطفال الروضة يخضعون لنظام التأمين ضد الحوادث حسب عقد خاص يبرم مع إحدى شركات التأمين مع ضرورة إطلاع الأولياء على محتوى العقد..ولكن باستفسار الأولياء عما إذا كانوا قد اطلعوا على محتوى هذا العقد أجابوا بالنفي وقالوا إنهم لا يعرفون عنه أي شيء ولكنهم يعتقدون أنه في حالة تعرض الطفل إلى حادث يمكنه الانتفاع بتغطية صحية.. وعن نفس السؤال أجابت مصادر من شركة تأمين أن الطفل لا يتمتع بالتغطية الصحية إلا إذا كانت روضة الأطفال قد أبرمت عقد تأمين.. وعند حصول الحادث عليها التصريح به للشركة في ظرف خمسة أيام. ويتعين على صاحب الروضة عرض الطفل على طبيب. ويعمل الطبيب على الكشف على الطفل ويحرر شهادة طبية تثبت الإصابات التي تعرض لها الطفل وتحدد مصاريف العلاج والتداوي كما يحرر شهادة برء وعند تقديم هذه الشهادة لشركة التأمين فإنها تتولى تغطية مصاريف العلاج.. وعن سؤال آخر يتعلق بما إذا كان عقد التأمين يختلف من روضة إلى أخرى بينت مصادر شركة التأمين أن نفس العقد يطبق على جميع رياض الأطفال.. حوادث بسيطة لعل ما شجع أصحاب بعض رياض الأطفال على التهرب من التأمين على الأطفال ضد الحوادث والاكتفاء بتوفير صناديق إسعافات أولية للاستنجاد بها عند الحاجة هو ندرة حصول الحوادث.. وحتى إن حصلت فإنها لا تكتسي خطورة كبيرة. وهو نفس ما لاحظته مصادر وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين التي بينت أن الحوادث التي تسجل في رياض الأطفال «عادة ما تكون حوادث بسيطة تتمثل في جروح خفيفة أو خدوش»وقلبلا ما تكون كسورا بسيطة... ولكنها لم تنف أن الأطفال يمكن أن يتعرضوا لحوادث أخطر أثناء اللعب سواء كان ذلك داخل الروضة أو خارجها خلال مشاركتهم في رحلات استطلاعية وزيارات ميدانية تنظمها الروضة لبعض المواقع الأمر الذي يجعل تأمين الأطفال ضد الحوادث عملية ضرورية.. وينص كراس شروط رياض الأطفال على جملة من التدابير المتعلقة بالمخالفات.. في صورة عدم التزام صاحب الروضة بتطبيق الأحكام المتصلة بحفظ الصحة والسلامة تقع دعوته إلى تسوية التجاوزات في أجل شهرين وفي صورة عدم التزامه بالتسوية يتم غلق روضة الأطفال ولا يمكن استئناف النشاط بها إلا بعد انتفاء سبب الغلق. ويتجاوز عدد رياض الأطفال في تونس حاليا 3500 روضة تحتضن قرابة 143 ألف طفل 27 بالمائة منهم أطفال في سن الثلاث سنوات و35 بالمائة أطفال الأربع سنوات و35 بالمائة أطفال الخمس سنوات.. بوهلال تراوغ حملات المراقبة