أنشرها... لا أنشرها؟ أغضّ عنها الطرف وألقي بها في سلّة المهملات أم أفتحها للسادة القراء لكي يطّلعوا على مضمونها؟ كل هذه التساؤلات جالت بخاطري لما كانت الرسالة التي أمامكم بيدي وأنا متردد بين بين. ثم تذكرت أنني كنت كتبت في هذا الركن بالذات يوم الخميس قبل الماضي (17 ماي 2007) حرفيّا ما يلي: «اسمحوا لي أن أؤكد وللمرّة الألف أننا لا نتبنى المواقف والآراء التي تتضمنها رسائل السادة القراء بل غاية ما في الأمر أننا نفتح لهم صفحاتنا لتكون منابر للحوار بينهم وفضاءات لإثراء النقاش حول القضايا التي تشغل بالهم وتهمّ أنديتهم المفضلة». نعم تذكرت أنني كتبت ذلك وقلت حينها كيف لي أن أنقض عهدا قطعته على نفسي ولا أفي بالتزاماتي تجاه السادة القراء، ووجدت بالتالي نفسي أمام حتمية نشر هاته الرسالة. تأملوا إذن في محتواها، وسأتولى بعد ذلك التعقيب على مضمونها بجملة من الملاحظات:
صفاقس في 25/05/07 الى السيد المحترم حسن عطية بسم الله الرحمان الرحيم. أودّ ان ينصت الجمهور الرياضي بكامل الجمهورية لما قيل ويقال حتى يكون مطّلعا على الاشياء التي تدور الآن بالنادي الرياضي الصفاقسي واريد ان اعبّر عن رأيي في ما شاهدناه في مداخلة الجمهور بالنسبة الى ما يجري وهذا شيء قليل واعتبر ان النادي ليس ملكا لسي الزحاف لان هناك تجاوزات كثيرة بداية من الحملة الانتخابية وما جرى من (...) وكانت هناك تجاوزات خطيرة قبل الجلسة العامة ويعلم الجميع ماذا جرى عندما طالبت أنا أحمد فؤاد بسباس بالانخراطات ولماذا طلبت من السيد العدل المنفذ معاينة الأوضاع ولكن السيد الزحاف لم يكن عند حسن الظن بعدما انسحبت من الرئاسة ويعلم كل الناس كيف كانت الجلسة العامة. والآن اودّ عبر الجريدة مساندة ما قرأته اليوم (الجمعة) في جريدتكم وأرجوك سيدي الكريم ان تبلغ صوتي وتضم صوتي الى هذه المجموعة، لان في السكوت والرضى عن التجاوزات وطمس الحقيقة يكون اخطر ويضرّ الفريق اكثر فأكثر وادعو كل من يحب النادي ان يعبر عن رأيه بكل صدق وبكل حرية لان الشارع الصفاقسي أصبح الآن يفهم كل شيء. أفي جمعية في حجم النادي الرياضي الصفاقسي ليس لدينا لا فريق لكرة السلة ولا لكرة اليد وحتى الكرة الطائرة صاحبة الرباعية التاريخية عربية افريقية وقومية (بطولة وكأس) أصبح هذا الفريق شبحا «قال اشنوة ليس هناك مدخول من هذه اللعبة». يا خويا ما ضربك حد على يدك سيّب الفريق وامش في حالك والسلام». أحمد فؤاد بسباس
بعد أن فسحت لكم المجال للاطلاع على فحوى الرسالة وهي كما رأيتهم صادرة عن وجه معروف في أوساط النادي الصفاقسي بل وأعرب صاحبها حتى عن رغبته في رئاسته، دعوني أن أذكّركم بأننا كنا نشرنا أمس رسالة تحمل إمضاء 116 من أحباء النادي الصفاقسي وفي نفس المعنى والتوجه تقريبا. فما الحكاية؟! ... هل هي حملة محبوكة ضد صلاح الدين الزحاف... أم مجرّد حوار غير مباشر بين الأحباء ورئيس ناديهم؟ إننا بقدر ما نرفض أن نكون مطيّة للحملات خصوصا إذا كانت مغرضة، بقدر ما نرحّب بالحوار ونفتح له صفحاتنا لتكون منابر لمن ليس لهم منابر لتبليغ أصواتهم. إن توجهنا هذا مستمد من ثوابتنا ومبادئنا النبيلة التي لن نحيد عنها أبدا. لذا فإذا كانت رسالتا الأمس واليوم تتوجهان بالنقد إلى الهيئة المديرة الحالية للنادي الصفاقسي برئاسة صلاح الدين الزحاف، فإننا لا نتردد في نشر أية رسالة أو حتى رسائل تساند نفس الهيئة مساندة مطلقة، فنحن نتشبّث دوما بمبدإ ملازمة الحياد إزاء جميع الأطراف، ونرحب بكل الأفكار ووجهات النظر والرسائل. ومرحبا بالرأي والرأي الآخر.