لا شك أن تسيير جمعية عريقة يتطلب الكثير من الحكمة والرصانة في التعامل مع شتى المواقف، وقد ضرب حمدي المدب مثالا للمسير الذي تميزت قراراته بالرصانة فعمل خلال أيام على إذابة أكوام الجليد التي تراكمت بين مايكل والجمهور من جهة وبين اللاعب النيجيري والإطار الفني من جهة ثانية واستغلال كل طاقات مايكل الذي كان نجم الفريق. قدرة المدب وخبرته في إدارة الأزمات جعلته يكون حازما ولينيا في الوقت نفسه إذ نزل إلى الميدان إثر تطاول مايكل على المدرب ماهر الكنزاري في مباراة ترجي جرجيس وطرد مايكل ثم عندما وجده بين الشوطين في حجرة الملابس لامه لوما شديد ودعاه إلى العودة إلى بيته... هذا الحزم جعل مايكل اينرامو يدرك أن الجمهور كما رئيس النادي ضده وهو الذي كان يدلله أولى خطوات تراجع مايكل كانت اعتذاره للحضور وعاد إلى أجواء التمارين. هذه الإشارة استغلها المدب لمزيد تهدئة الخواطر وأحكم استغلال ندم مايكل إذ طلب منه الاعتذار للإطار الفني واللاعبين والجماهير تاركا سيف ديمقليس على رقبته ممثلا في تأجيل مجلس التأديب لما بعد المباراة وهي خطوة حسبت له وشجعته على المثابرة لمواصلة مسيرة المصالحة السبت المنقضي في رادس بتسجيله ثنائية مكنته من طي صفحة الخلافات نهائيات وبذلك ضرب حمدي المدب أكثر من عصفور بحجر واحد، أعاد مايكل للحضيرة وأجبره بذكاء على الاعتذار ودفعه على العطاء وأعاد الترجي لصدارة التريتب في رابطة الأبطال... وأطفأ جمرة الخلافات وأغلق الباب أمام من يريد أن ينفخ في نارها.